“حزب الله”… إسقاط حبشي وإنجاح برّو أولوية الأولويات
بدأت معالم المعركة السياسية بإمتياز بين “حزب الله” و”القوات اللبنانية” تأخذ طابعًا أبعد من مجرد إنتخابات نيابية سيفوز بها في النهاية من لديه تجييش شعبي أكثر من الآخر.
في إنتخابات 2018 تمكّنت “القوات اللبنانية” من تسجيل نقطة متقدمة على “حزب الله” في منطقة بعلبك – الهرمل، التي يمكن إعتبارها مبدئيًا منطقة ذات أغلبية شيعية. فالنائب أنطوان حبشي، إبن دير الاحمر، إستطاع من خلال تحالفه مع تيار “المستقبل” أن يخرق بيئة “حزب الله”، مع العلم أن حاصل هذه الدائرة هو من أعلى حواصل الدوائر الإنتخابية الأخرى. وعلى رغم ذلك تمكّن من أن يفوز بهذا المقعد بفضل الصوت التفضيلي وحصول لائحته على حاصلين.
“حزب الله” المرتاح في سائر الدوائر الإنتخابية الجنوبية والبقاعية يحاول أن يحصر كل طاقاته من أجل تحقيق هدفين: الأول، إسقاط النائب أنطوان حبشي وإنجاح مرشح “التيار الوطني الحر”، والثاني، إنجاح مرشحه عن المقعد الشيعي في دائرة كسروان – جبيل رائد برو.
وأمام تحقيق هذين الهدفين تصبح كل الوسائل التي يمكن أن توصل إليهما مباحة. هذا ما يُقال تمامًا عن لجوء “حزب الله” إلى أسلوب الضغط على كل من المرشحين الشيعيين رامز أمهز وهيمن مشيك، اللذين أعلنا إنسحابهما من لائحة “بناء الدولة” المدعومة من “القوات”، فضلًا عمّا يُتهم به “الحزب” لجهة ممارسته الضغط على الناخبين، ترغيبًا أو ترهيبًا. هذا ما تقوله أوساط قواتية في المنطقة، التي تعيش إستنفارًا إنتخابيًا غير مسبوق، خصوصًا أن “الثنائي الشيعي” يحاول، وبكل الطرق، أن يقطع الطريق على مرشح “القوات”، وذلك عبر حضّ الناخب الشيعي على الإقبال على الإنتخابات بكثافة من أجل رفع الحاصل الإنتخابي، وبالتالي تصعيب الأمر على “القوات”، التي بدأت حملة مضادة من خلال شدّ “العصب المسيحي” في القرى المسيحية، وشدّ “العصب الوطني” في القرى السنّية، مع حرص “القوات” على التمييز بين البيئة الشيعية عمومًا وبين بيئة “حزب الله”، وبالتحديد إستهداف خياراته السياسية، من أجل الإقتراب من الحاصل الانتخابي في هذه الدائرة التي تضم 10 مقاعد ، والذي بلغ في الانتخابات النيابية الماضية 18706 اصوات، تمكن حبشي في وقتها من تأمين 14858 صوتًا، ونجحت لائحة “القوات” بتأمين الحاصل والفوز بمقعدين بفضل اصوات “تيار المستقبل” الـ 10968 التي نالها المرشحان السنيان بكر الحجيري وحسين صلح، كما اصوات حليف “القوات” سابقا يحيى شمص، والتي تخطت الاصوات التي حازها عتبة الـ 6000 لتبلغ 6658.
وعلى رغم صعوبة هذا الواقع على المرشح حبشي فإن “القوات اللبنانية” لا تزال تراهن على الناخب السنّي في المنطقة لتأمين البديل من حليفه “الأزرق” السابق، ولتأمين ما يقارب الستة الآف صوت لضمان فوز مرشحها، خصوصًا أنها تعتبر أن ما مارسه “حزب الله” من ضغوطات على أمهز ومشيك لإعلان إنسحابهما من اللائحة المدعومة قواتيًا يثبت أنها نجحت في إقلاق راحة “الحزب” من خلال تأثيرها على البيئة الشيعية من خلال التصويب على ما تعانيه المنطقة من حرمان إنمائي على مختلف المستويات، في الوقت الذي تنفي فيه أوساط “الحزب” قيامه بأي ضغط على المرشحين أمهز ومشيك.
الأيام الآتية كفيلة بكشف كل التفاصيل، مع الإشارة إلى أن هذه المعركة بالنسبة إلى كل من “حزب الله” و”القوات” هي معركة إثبات وجود، وهي قد تأخذ أبعادًا تتخطّى بأهميتها مرحلية الإنتخابات النيابية.
أما بالنسبة إلى المقعد الشيعي في جبيل فإن له رمزية خاصة بالنسبة إلى “الثنائي الشيعي”، والذي له علاقة اولًا بحضوره الشعبي في منطقة حساسة، وثانيًا بالنسبة إلى رمزية المعركة الرئاسية الثانية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook