مأساة بحجم وطن… الحزن يلفّ كل لبنان على ضحايا “زورق الموت” في طرابلس
في الوقت الذي أعلن فيه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الحداد الرسمي غدا على ضحايا الزورق الذي غرق ليل امس قبالة طرابلس. وتنكس، حدادا، الاعلام المرفوعة على الادارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدّل البرامج العادية في محطات الاذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع المناسبة الاليمة، عاش الوطن بأسره حزن هذه الخسارة التي لا تقّل في ابعادها وأهميتها عن مأساة إنفجار مرفأ بيروت، خصوصًا أن مثل هذه الحوادث تتكرر في كل مرّة تشتدّ فيها الأزمات الحياتية والمعيشية، مع تنامي ظاهرة “مافيات الموت”، التي تستغل ظروف الناس لتزج بهم في “زوارق الموت الرخيص”، مع مطالبة أهل المدينة القوى الأمنية بوضع حدّ لتكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة والمميتة والحزينة.
وقد اجرى الرئيس ميقاتي اتصالا بوزير الشؤون الاجتماعية هكتور الحجار وطلب منه التوجه الى طرابلس وتقديم كل ما يلزم لعائلات الضحايا، كما كلف الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير بأن يكون الى جانب الاهالي المفجوعين وتقديم كل المساعدات الممكنة لهم.
من جهته توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري بأحر التعازي من ذوي الضحايا الذين قضوا غرقاً قبالة شاطئ طرابلس متمنياً للجرحى الشفاء العاجل داعياً السلطات الأمنية والقضائية المختصة لإجراء تحقيقاتها بسرعة وشفافية مطلقة وكشف ملابسات هذه الجريمة المتمادية بحق أبناء الشمال وعاصمتها الفيحاء طرابلس، وإنزال أقصى العقوبات بحق المرتكبين لا سيما انها ليست الجريمة الأولى التي ترتكب ويدفع ثمنها اللبنانيون غالياً على متن قوارب الموت وعلى أيدي المجرمين من تجار الأزمات.
من جهة أخرى شرح قائد القوات البحرية في الجيش العقيد الركن هيثم ضناوي في مؤتمر صحافي ملابسات غرق المركب، مشيراً الى أنّ المركب الذي غرق صناعة 1974 وصغير طوله عشرة امتار وعرضه 3 امتار والحمل المسموح له هو 10 اشخاص فقط ولا وجود لوسائل امان فيه.
وأكد أنّ دورية حاولت حث الزورق الغريق للعودة لأن الوضع غير آمن ولو لم نوقف الزورق لغرق خارج المياه الإقليمية اللبنانية، مضيفاً: “قائد المركب حاول الهرب فارتطم بمركب القوات البحرية للجيش اللبناني ولم يتم استعمال السلاح من قبل عناصرنا”.
واذ لفت الى انه “لم يكن هناك سترات انقاذ ولا اطواق نجاة”، شدد على ان “الجيش حاول منع المركب من الانطلاق ولكنه كان اسرع منا”، وقال: “حمولة المركب لم تكن تسمح له بان يبتعد عن الشاطىء ولم يقتنعوا من عناصرنا الذين يعانون معاناتهم نفسها، وقائد المركب اتخذ القرار بتنفيذ مناورات للهروب من الخافرة بشكل ادى الى ارتطامه.
إلى ذلك، وفي آخر المعلومات أن مراكب عثرت على 8 جثث في البحر قبالة جزيرة الفنار – رمتين في طرابلس.
كما افادت معلومات لـ”لبنان24″ عن ان الجيش عثر على 5 جثث جديدة في البحر قبالة طرابلس ما يرفع عدد الضحايا إلى 14، وقامت سيارات الصليب الاحمر بنقل الجثث الى المستشفى الحكومي في المدينة.
وأفادت مندوبة “لبنان 24” عن انطلاق عملية تشييع ضحايا المركب، اذ انتشر مقطع فيديو، يظهر الاهالي مرددين “لا اله الا الله والشهيد حبيب الله” وهم يودعون الشاب بهاء مراد وهو أحد ضحايا الحادثة.
وسمعت اصوات اطلاق رصاص كثيف في محيط منطقة القبة في طرابلس تزامناً مع تشييع احد الاشخاص الذين قضوا في المركب الغارق.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook