“تطيير” الانتخابات النيابية بإنتظار القرار السياسي؟
لا تزال الانتخابات النيابية في خطر. بالرغم من كل التحضيرات الجدية التي تظهر على اداء القوى السياسية ومجموعات المجتمع المدني في مختلف الدوائر الانتخابية،الا ان فرضية تطيير الانتخابات لا تزال مسيطرة على جزء من الوعي العام الجماعي وربما على جزء من المجتمع السياسي الذي يظهر بعض التردد في الذهاب نحو المعركة حتى نهايتها بالرغم من ان اسابيع ثلاثة فقط تفضلنا عن موعد الاستحقاق.
لاسباب كثيرة، سقطت فرضية ان حزب الله يريد “تطيير” الانتخابات، حتى ان الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله حاول التأكيد في احدى اطلالاته الاخيرة انه سيخوض معركة اجراء الانتخابات في موعدها، وهذا ما يمكن اعادته الى ان الارقام والاستطلاعات تؤكد ان الاكثرية النيابية ستكون من حصة الفريق الحليف للحزب. ومن جانب اخر لا تبدو واشنطن راغبة بالتأجيل، اقله فهي لن تخوض معركة تطيير الانتخابات حتى لو لم تكن مستفيدة منها. اما الاجواء الفرنسية فتوحي بميل نحو اجراء الانتخابات، وهذه الرغبة والمساعي الفرنسية لا تكون بهذه الجرأة الا في حال لم تكن تعارض الاستراتيجية الاميركية العامة.
بناء عليه فإن المؤشرات السياسية ، اقله الظاهر منها، لا توحي بالتأجيل، لكن الارتفاع السريع في سعر صرف الدولار الذي حصل في اليومين الماضيين اعاد السؤال عن امكانية الذهاب الى إنفجار وانفجار يؤدي الى تأجيل الانتخابات.
عمليا يمكن بسهولة ايجاد اسباب للتأجيل، اولها ارتفاع الدولار الى حدود قياسية ما يؤدي اولا الى فوضى اجتماعية والى انقطاع المحروقات او شحها، ثاني الاسباب هو الاضرابات الادارية او القضائية قد تخرج الى العلن في اي لحظة لتعطل الانتخابات، كما ان تطيير اقتراع المغتربين لاسباب متعددة سيؤدي الى الطعن بالانتخابات او تأجيلها.
عملية التأجيل التي لا يجب ان تكون احتمالا واردا بهذا التوقيت، لا تزال تلوح في الافق وهذا ما يعيد الحديث عن الرغبة بالذهاب نحو تسويات شاملة وتفاهمات واضحة قبل الانتخابات وهو امر غير ناضج بعد ، ما يعني ان مرحلة الضغوط ستستمر في المدى المنظور للوصول الى اتفاق “تحت النار”.
ستكون الانتخابات النيابية المقبلة احدى ابواب الانفراج السياسي والاقتصادي، او الاصح هكذا يجب ان تكون على اعتبار ان استحقاقات كثيرة يجب ان تلحق بها، من عملية ترسيم الحدود البحرية وصولا الى التسوية الرئاسية واعادة تطبييع العلاقات اللبنانية الخليجية وغيرها، لكن التأجيل سينهي كل هذه الفرضيات.
في الايام المقبلة سيبدأ العد التنازلي للاستحقاق النيابي ويجب ان يكون الواقع اللوجستي قد وضع على السكة لتزيد نسبة حصول الانتخابات مع كل يوم يمضي، بإنتظار ساعة الصفر او قرار سياسي كبير يستغل احدى الثغرات لتأجيل الاستحقاق..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook