الكلب الصغير “باترون” يتحول لبطل وطني في ساحة الحرب
نشرت في: 22/04/2022 – 16:34
تحول كلب أوكراني يدعى “باترون” ويبلغ عامين من العمر إلى بطل وطني حقيقي، يتحدث عنه الجميع بل تخطت شهرته حدود البلاد، لما يقدمه من خدمات لكتيبة تفكيك الألغام، وأشادت الحكومة كثيرا بدوره الفعال. واستطاع هذا الكلب، الذي روض في الأصل على الصيد، أن يطور حاسة الشم لديه بشكل كبير، ما ساعد الجيش على إبطال مفعول العشرات من الألغام في مدينة تشيرنيهيف بشمال أوكرانيا على الحدود مع بيلاروسيا.
لكل حرب أبطالها من بني البشر، تُفرد لهم، عادة، صفحات خاصة من تاريخ بلدانهم لما قدموه من تضحيات دفاعا عنها، إلا أنه نادرا جدا ما نسمع بأسماء حيوانات شاركتهم جنبا إلى جنب يومياتهم في ساحات القتال، وساهمت بدورها، بمعية الجنود، في الدفع بخطر الحرب بعيدا عن مواطني بلادها.
و”باترون”، هو كلب في الثانية من العمر، من أسماء هذه الحيوانات القليلة التي سيحتفظ تاريخ أوكرانيا خاصة باسمها، لدوره الكبير في تحديد مواقع الألغام في منطقة مدينة تشيرنيهيف شمال البلاد على الحدود مع بيلاروسيا، قبل إبطال مفعولها فيما بعد من قبل المختصين.
ونجح لمرات عديدة في الوصول إلى أجسام قابلة للتفجير، دسها الروس بإحكام بالأرض في أماكن مختلفة من المنطقة، وحددت الحكومة الأوكرانية عددها في العشرات. ما يعني أنه ساهم في إنقاذ حياة العديد من الأشخاص، كانوا مهددين بخطر الموت في أي لحظة بسبب هذه الألغام.
حاسة شم متطورة
“في الأصل، كان الكلب مروضا على الصيد، لكنه يتمتع بحاسة شم متطورة جدا. كنت أصحبه معي من حين لآخر قبل الحرب إلى الميدان، ودربته على تطوير قدراته لشم المتفجرات”، يقول صاحبه ميكائيل، الذي يرأس كتيبة لتفكيك الألغام بالمنطقة، لقناة “إف بي إم” الفرنسية.
إضافة إلى حاسة شمه المتطورة، لا يتجاوز وزن باترون 4 كلغ، وهذا ما يساعده على القيام بمهمته بكل أمان، لأن الألغام لا تنفجر إلا إذا بلغ وزن من يضع رجله عليها خمسة كلغ فما فوق. وبالتالي، سيكون على “باترون” الانتباه لوزنه حتى يواصل “مهامه العسكرية” بدون خطر عليه، ويستمر في تقديم خدمات لبلاده، هي في أمس الحاجة إليها في هذه الفترة.
“عندما يعثر على متفجرات يبدأ في النباح. ونتدخل نحن فيما بعد”، يروي صاحبه طريقة العمل المشتركة مع “باترون”، الذي أصبح عنصرا أساسيا، لا يمكن الاستغناء عنه، في كتيبة تفكيك الألغام بمنطقة تشيرنيهيف شمال أوكرانيا.
شهرة تخطت الحدود
بهذا العمل العسكري الذي يقوم به يوميا، تحول “باترون” إلى بطل حقيقي في أوكرانيا، خاصة وأن البلد لا يتوفر على إمكانيات كبيرة في المجال، ويحتاج للعديد من الآليات بهذا الشأن. فأصبح اسم هذا الحيوان الأليف على لسان كل الأوكرانيين بل شهرته تخطت الحدود مع انتشار قصته على وسائل التواصل الاجتماعي. وبلغ عدد متابعيه على إنستاغرام 56 ألف شخص.
حتى الحكومة الأوكرانية دخلت على خط القصة البطولية لـ”باترون”. “إنه روح ورمز كتيبة تفكيك الألغام” حسب تغريدة لوزارة حالات الطوارئ الأوكرانية على تويتر، التي أشادت بالخدمات العسكرية والميدانية التي يقدمها “باترون”. هذا “الكلب حدد مواقع عشرات الألغام منذ بدئه العمل قبل أسابيع”.
وتتسلم الوزارة العديد من عبارات الشكر من المواطنين موجهة لـ”باترون” لما يقوم به من جهود إلى جانب القوات الأوكرانية ميدانيا في المنطقة. وفي الكثير من الأحيان تكون رسائلهم متضمنة رسومات له. تظهره بسترته العسكرية التي تحمل علما أوكرانيا. ويحصل “باترون” في كل مرة ينجح فيها بالعثور على لغم على مكافأة، هي عبارة عن جبنة، يسيل لعابه لها، ويلتهمها بشراهة.
Великі герої не обов’язково великі. Наш сміливий пухнастик Патрон надихнув неймовірну кількість обдарованих художників 💙💛
Патрон передає усім свою вдячність 🐾 pic.twitter.com/rCb2UBIEkT— DSNS.GOV.UA (@SESU_UA) April 16, 2022
رسوم للكلب “باترون” تتوصل بها وزارة الطوارئ الأوكرانية من المعجبين به
كلاب اللجوء
وتحظى الحيوانات الأليفة برعاية خاصة من قبل الأسر الأوكرانية. وغادر الكثير منها البلاد برفقة أصحابها. وتشكل اليوم مشكلة حقيقية أربكت إلى حد ما عمليات تنظيم استقبال هؤلاء الفارين من الحرب.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، تلفت سارة دانشفار، المسؤولة في جمعية “فرانس تير دازيل” “أرض لجوء” التي تتولى توزيع اللاجئين في مراكز الاستقبال على مراكز الإيواء، إلى أن وجود هذا القدر الكبير من الحيوانات مع مجموعات من اللاجئين بفرنسا “أمر غير مسبوق”.
وتشير إلى أن “هذا الأمر قد يسبب مشاكل، لأن بعض الفنادق لا تقبل الكلاب”. وتضيف “أولئك الذين يملكون كلبين يحالون على مراكز موقتة ريثما نعيد تنظيم أنفسنا. ولم نعد نبلغ بعض الفنادق سلفا بأن لدى من سيقيمون فيها كلابا، وإلا فإننا لن ننتهي من الأمر”.
وأعلنت مؤسسة بريجيت باردو الإثنين عبر تويتر أنها أقامت شراكة مع جمعية (“بيطريون للجميع”)، بدعم من وزارة الزراعة، “لتغطية تكلفة البروتوكول الصحي والرعاية البيطرية للحيوانات الأليفة للاجئين الأوكرانيين”. وهذه اللفتة من شأنها أن “تخفف قليلا” من “محنة آلاف اللاجئين الذين فقدوا كل شيء والذين تعد رفقة حيواناتهم أكثر من ثمينة في هذه الأوقات الصعبة”.
بوعلام غبشي
//platform.twitter.com/widgets.js
مصدر الخبر
للمزيد Facebook