صحة

بعض الامراض يتم معالجتها عبر الغذاء… اليكم التفاصيل

يجادل البعض بأن الطعام يمكن أن يعمل كعلاج حتى من بعض الأمراض الخطيرة، وقد يستبدله البعض بالأدوية المصرح بها. فما مدى صحة جملة “ليكن طعامك دواءك ودواؤك هو طعامك”؟ وهل يعمل الطعام كعلاج بالفعل؟

يقال إن الطبيب اليوناني أبقراط  “أبو” الطب الغربي، كتب “ليكن طعامك دواءك ودواؤك هو طعامك” منذ أكثر من 2500 عام، وفقا لتقرير في دويتشه فيله.

لكن هذه العبارة، على ما يثار حولها من صحة نسبتها إلى أبقراط من عدمه، خلقت بعض المفاهيم الخاطئة على نطاق واسع. أحدها أنه من الممكن رفض العلاج الطبي التقليدي لصالح “علاج” المرض من خلال الطعام وحده. والسبب الآخر هو أننا إذا أصبنا بمرض مزمن، فذلك لأن نظامنا الغذائي لم يكن “صحيًا” بما يكفي.

التغذية مسألة هامة
يقول خبراء التغذية إنه ليس هناك ما يضمن أن تناول الطعام الصحي باستمرار سيسمح لك بتجنب بعض الأمراض.

وذلك لا يعني أن التغذية مسألة غير هامة، بل على العكس. ففي حين أن علاج المرض كان يشمل الطعام في عصر أبقراط، إلا أنه لم يتم التعامل مع الطعام كدواء، فقد كان يُنظر إليه على أنه مادة يمكن لأجسامنا استيعابها والاستفادة من مكوناتها بعد الهضم، بينما كان يُنظر إلى الطب على أنه مادة يمكن أن تغير طبيعة الجسم.

وبحسب ما كتب الطبيب وخبير التغذية في المملكة المتحدة جوشوا وولريتش في كتابه الصادر في عام 2021 بعنوان “الغذاء ليس دواء”، فإن الأدوية قادرة على فعل أشياء بجسم الإنسان لا يستطيع أي شيء آخر القيام بها، ولكن عدم تناول دواء بشكل مبدئي ومسبق لا يعني الإصابة بالمرض، وفقاً لما نشر موقع “سياتل تايمز” الأميركي.

فيتامين سي C والإسقربوط
على سبيل المثال، يشير وولريتش إلى أن تناول فيتامين سي C لعلاج الإسقربوط هو علاج ناجح، لأن الإسقربوط ناجم عن نقص فيتامين سي، ولكن في حين أن الأدوية الخافضة للضغط تخفض ضغط الدم، فإننا لا نعاني من ارتفاع ضغط الدم لأننا لم نتناول الأدوية الخافضة للضغط ابتداء كنوع من الوقاية. ويلخص الأمر فيقول “الطعام طعام. الطب دواء. دعونا نتوقف عن الخلط بين الاثنين”.

فالتغذية الصحية ضرورية ومفيدة ولكنها غير كافية للوقاية من الأمراض ولا تعوض الدواء.

قيود التغذية
بشكل عام، فإن الحصول على مستويات كافية من العناصر الغذائية الضرورية يمكّن أجسامنا من التطور والعمل بشكل طبيعي.

وهذا يعني أنه عند تحسين جودة النظام الغذائي أو زيادة النشاط البدني، تحدث أكبر المكاسب الصحية، وذلك عندما ينتقل شخص ما من “خط أساس” منخفض -بمعنى نقص المغذيات وانخفاض أسس استمرار الحياة البيولوجية بشكل مستقر- إلى تلبية الحد الأدنى من المستويات الموصى بها.

في أحسن الأحوال، يمكن أن يؤدي هذا الدافع لتناول الطعام (أي تناول الطعام كدواء) بشكل مثالي إلى الهوس بالطعام دون ضمان وجود المكافأة المرجوة، وهي هنا الحصول على صحة مثالية. وفي أسوأ الأحوال، يمكن أن يؤدي ذلك إلى اضطرابات في الأكل على سبيل المثال.

كما أن هناك الكثير من القلق بشأن النظم الغذائية ذات الجودة الرديئة التي تؤدي إلى زيادة الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.

نعم هناك دليل على أن اتباع نظام غذائي مغذ يتضمن الكثير من الأطعمة النباتية يمكن أن يساعد في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان، وهما على الأرجح المرضان المزمنان اللذان يقلقان الكثيرين، ولكن ليس هناك ما يضمن أن تناول الطعام الصحي سيسمح لك بتجنب تلك الأمراض.

أسباب متعددة للإصابة بالأمراض
تقول كاري دينيت أخصائية التغذية المعتمدة ومؤلفة كتاب “صحي من أجل حياتك: نهج شامل للعافية المثلى” إنها عندما كانت تعمل مع مرضى السرطان أجرت العديد من المحادثات، والتي قال بعض المرضى خلالها إنهم يعرفون أنهم “تسببوا” في إصابة أنفسهم بالسرطان من خلال عدم تناولهم الطعام “الصحي بدرجة كافية”، واصفة الأمر بأنه عار تماماً عن الصحة.

وتؤكد دينيت أن هذا مفهوم مغلوط تماما، “لأن ما يحدد درجة صحتنا هي عوامل متعددة، فهناك العوامل الاجتماعية والاقتصادية والتي تمثل حوالي 40%، والجينات/البيولوجيا والبيئة المحيطة تمثل 10%، وأيضاً جودة الرعاية الصحية التي نتلقاها تمثل حوالي 10%، وتمثل سلوكياتنا الصحية الشخصية حوالي 30%؛ و10% تشمل التغذية وكذلك النشاط البدني والنوم والتوتر والرعاية الصحية الوقائية والسلوكيات المحفوفة بالمخاطر (مثل عدم ارتداء أحزمة الأمان مثلا) والتدخين وتعاطي الخمر والمخدرات.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى