تيمور جنبلاط: لست مغرماً بالسياسة التقليدية ولا “بالضحك على الذقون”
كتبت كلير شكر في” نداء الوطن”: كثيرة هي الأسباب التي تدفع تيمور جنبلاط إلى الانكفاء والابتعاد عن المنابر والكاميرات… ولعلّ أبرزها، ميله إلى قول الأمور كما هي على حقيقتها «البشعة»، وواقعيته المفرطة إلى حدّ التشاؤم أو رفض كل هو قائم. تطبع الثقافة الغربية شخصية وريث البيت الجنبلاطي، فتغلب على طابع الزعامة المتوارثة. لا يؤمن بالأدوات التقليدية التي فيها الكثير من التمثيل إلى حدّ «الضحك على الذقون»، ولو أنّ الناس لا يزالون متعلّقين بالبيوتات السياسية ورمزيتها في وجدانها، وبالزعامات والأشخاص. أما هو فميّال، لا بل مقتنع أنّ العمل المؤسساتي والقوة الردعية للقوانين، وحدهما الضمانة للمستقبل ولأبناء منطقته.يفضّل تيمور جنبلاط عدم البوح كثيراً بمكنوناته، لأنّ أفكاره قد لا تلتقي مع المدرسة التقليدية في السياسة.
هو مؤمن أنّ المشهد النموذجي هو قيام مؤسسات تكفل العلاقة بين المواطنين والدولة من دون المرور بأي معبر سياسي. لكن من الصعب إقناع الناس أنّ هذا النمط قد يكون على حساب الزعامات والبيوتات السياسية. وهذه ثقافة لا تزال غريبة على البعض. بهذا المعنى يفضّل أن يحاكي الناس بلغة احتياجاتهم المعيشية، وما أكثرها في هذه الأيام! كأن يفكر في معالجة أزمة النفايات أو الكهرباء، وأن يعمل على بناء معمل لتوليد الطاقة الشمسية يساعد أبناء المنطقة على مواجهة العتمة الشاملة… ولو أنّه لا ينكر أنّه لم يتخلَّ نهائياً عن الخطاب السياسي، مجبراً بذلك لا مخيّراً.
في جعبة الاشتراكيين الكثير من الأدلة والبراهين التي تثبت أنّ قنص المقاعد الدرزية ليس بريئاً من جانب الخصوم، ولهذا فإنّ المعركة تحمل طابع الخصوصية بالنسبة لهم. ومع ذلك، فإنّ خطاب حماية المختارة لا يجذب تيمور جنبلاط، بالمعنى الحرفيّ للكلمة، كحماية للبيت، ولا يحبّذ استخدامه لأنّ الناس في مكان آخر واهتماماتهم لا تتعدى «الأكل والشرب»، ولأنّ ما يهمه هو دور هذه الدار، وعلاقتها بالناس الذين يرون فيها زعامة تاريخية، وذلك من خلال قيام مؤسسات تصون مستقبلهم ومستقبل أبنائهم. وهو الإرث الذي يسعى لتوريثه إلى نجله فؤاد وإلى كل أبناء جيل فؤاد.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook