آخر الأخبارأخبار محلية

الموالاة تنتظر ماكرون والمعارضة الدعم السعودي

كتبت هيام قصيفي في ” الاخبار”: تولي المعارضة والموالاة اهتماماً بالعودة السعودية، التي ظهر منها حتى الآن اقتصارها على أمرين: المساعدة الإنسانية التي لن تمر عبر مؤسسات الدولة، وإقامة إفطارات يشكل المدعوون إليها مروحة واسعة ممن تربطهم علاقة رسمية أو صداقة بالسعودية.ورغم الإطار «الرسمي» للعودة السعودية فإنها لا تزال مبهمة بالنسبة إلى بعض الحلفاء الذين لم يلمسوا، في شكل واضح بعد، مستوى هذه العودة بعد انتهاء الإفطارات وشهر رمضان ومع اقتراب الانتخابات. فما يظهر هو أن الموالاة تعطي للعودة حجماً أكبر من ذلك الذي يبدو في وسط أصدقاء الرياض. إذ كلما بالغ خصوم السعودية في تكبير حجم مساعدتها لحلفائها في الانتخابات، تمكنوا من شد العصب الانتخابي ضد المعارضة. لكن بعض أوساط المعارضة لا تزال تتحدث بروية عن احتمالات السياسة السعودية بعد انتهاء الإفطارات والصور الرسمية. فالاتجاه السعودي، في معناه المباشر، لم يتبلور بعد في شكل واضح بدعم علني للمعارضة في مواجهة قوى 8 آذار. والأمر نفسه ينسحب على الطرف السني المعارض الذي يخوض الانتخابات في تنافس مع القوى السنية، سواء المنتمية إلى 8 آذار أو تلك القريبة من تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري. وهذا الأمر يشكل بالنسبة إلى أصدقاء السعودية، لا سيما من يفضّلون عادة إشارة مباشرة منها، بعض الإرباك.

في المقابل، وفيما تحاول قوى الموالاة استكشاف آفاق الدعم السعودي، تترقب باهتمام لم تعهده سابقاً ما ستسفر عنه الانتخابات الفرنسية الأحد المقبل. فالرهان على إعادة انتخاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يبدو حتى الآن أقرب إلى خط الموالاة منه إلى خط المعارضة التي سبق أن انتقدت مبادرات الرئيس الفرنسي وأداء طاقمه في لبنان، وعلاقته بحزب الله. وتوقع عودة ماكرون لخمس سنوات إضافية تعني في لحظة أساسية للبنان، استمراراً للسياسة التي بدأت في قصر الصنوبر، واستكملت بتنشيط علاقة باريس بحزب الله، وتسوية حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتفعيل العلاقة مع السعودية لإقناعها بالعودة إلى لبنان ولو إنسانياً.
وهذا المسار الذي لم يشهده لبنان في نظرة باريس إلى قوى الموالاة، وتحديداً حزب الله، من شأنه أن يشكل ورقة أساسية في تسمية الرئيس الجديد للحكومة، ومسار الحكومة إلى ما بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. علماً أن ماكرون يولي في سياسته الخارجية في ولايته الجديدة أهمية لإعادة تفعيل الدور الفرنسي في الشرق الأوسط، ولبنان جزء أساسي فيها، في ظل ما يمكن توقعه من الطاقم الفرنسي الجديد في إدارة ملف رئاسة الجمهورية، كاستحقاق بين خيارين يتعلقان ببقاء النظام الحالي أو عدمه. ولأن الرهان على ماكرون يبدو كبيراً بحسب ما تتحدث به أوساط في الموالاة في أكثر من مناسبة، فإن خشية المعارضة، من تأثير الانتخابات الفرنسية على بيروت، أن يكون تريث السعودية في إظهار موقفها العلني المباشر إلى جانب قوى المعارضة مرتبطاً كذلك بالانتخابات الفرنسية وسياسة الإدارة الفرنسية الجديدة في لبنان في المرحلة المقبلة. ما يؤدي إلى إبقاء الدعم السعودي دعماً معنوياً ومادياً محصوراً بالمساعدة الإنسانية.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى