آخر الأخبارأخبار محلية

الرياض لن تتدخل.. بإنتظار النتائج بعد الانتخابات

لم تكن عودة السفير السعودي وليد البخاري الى لبنان مقدمة مباشرة لتدخل الرياض بالانتخابات النيابية المقبلة كما اعتقد البعض، بل ان المسافة التي تركتها السعودية مع القوى السياسية اللبنانية وتحديدا السنيّة بقيت هي ذاتها.  لم تعط الرياض ايا من الشخصيات او القوى السياسية ضوءا اخضر ليقاتل بسيفها ولم تعلن حتى الان دعمها لهذه اللائحة او تلك.

 

اولى المؤشرات ظهرت من عشاء السفارة السعودية حيث دعيت النائب بهية الحريري كما دعي الرئيس فؤاد السنيوة، وهذا، ان لم يعد المياه مع تيار المستقبل الى مجاريها، فإنه ادى الى ضرب اي غطاء “سني – اقليمي” اراد السنيورة الحصول عليه وتظهيره للرأي العام السنّي للحصول على زخم انتخابي في الدوائر.

 

في المحصلة لم يخض البخاري معركة اي من القوى السياسية في اي منطقة انتخابية، وهو ما لم يكن مستغربا لدى العالمين بالشأن السعودي وبالموقف العام في لبنان، اذ ان الواضح ان الرياض لا تزال توحي بأنها غير معنية بالواقع السياسي تحديدا، مع عودة خجولة للانخراط في بعض الشؤون الاجتماعية.

 

وبحسب مصادر مطلعة فإن الرياض لديها مشكلة جدية بشكل وواقع التوازنات السياسية في لبنان وتعتبر ان حزب الله هو القابض على مجمل القرار الاستراتيجي في البلد، وعليه فإن العودة الى الساحة اللبنانية يستوجب حصول امرين، الاول عودة التوازن والثانية انتهاء دور لبنان كمنصة للتهجم عليها كما تراه.

 

وترى المصادر ان الرياض ليست في وارد البقاء بعيدة عن الساحة اللبنانية سياسيا لكنها ستنتظر ظهور نتائج الانتخابات النيابية لتبني على ذلك موقفها، علما انه من المترقع ان تنخرط السعودية مجددا وتعيد تكريس حضورها في لبنان بالتزامن مع التسويات الاقليمية الحاصلة والتي ستطال اكثر من ساحة.

 

لا تبدو السعودية اليوم بعيدة عن اعادة النظر بموقعها في لبنان خصوصا انها ستعيد حتما دراسة نتائج الانكفاء الذي قامت به  في المرحلة الماضية وما اذا كان ايجابيا ام سلبيا على نفوذها، بالاخص ان العودة السعودية الفعلية والفاعلة ستكون مرهونة بعملية انقاذية كاملة للواقع اللبناني، سياسيا واقتصاديا.

 

في حال لم تحصل اي تبدلات جذرية في الحراك السعودي، وهذا غير متوقع، فإن الرياض تكون قد اوصلت رسالة واضحة بأنها ستتعامل مع الساحة السنيّة وفق التوازنات التي ستفرزها بعد الانتخابات ولن تكون مساهمة في تحديد شكل هذه التوازنات، كما انها ستحسم الجدل بتظهير عودتها الى لبنان بوصفها مقدمة وتمهيدا لما هو مقبل وليست فعلا سياسيا مباشرا بحد ذاته.

 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى