منوعات

لبنان غير مهدّد بالكوليرا مثل سوريا والعراق

لبنان غير مهدّد بالكوليرا مثل سوريا والعراق
وزارة الصحة والمنظمة العالمية مستعدّتان للمواجهة
“النهار”
هل صحيح ما نشرته صحيفة “الاندبندنت” البريطانية أن مرض “الكوليرا” لم يعد محصوراً بالعراق، بل وصل إلى سوريا، وثمة مخاوف من انتشاره عالمياً؟ لبنان قد لا يكون بعيداً من تلقي نصيبه من هذا الفيروس القاتل بحكم الجيرة والحدود المشتركة التي تجمع البلدين.
تقول المسؤولة عن البرامج في منظمة الصحة العالمية (WHO) الدكتورة اليسار راضي ان المعلومات لدى المنظمة العالمية ليست مؤكدة من ظهور مرض “الكوليرا” في سوريا، إنما تؤكد انتشاره في العراق، “وفي لبنان لا حالات الى اليوم، اذ يعتبر بلداً لا تستوطن فيه الكوليرا”، بسبب الاستعدادات لمواجهته.
ماذا عن الإجراءات والتدابير العملية التي ينبغي على الوزارات المعنية اتخاذها إن وصل الداء إلى لبنان؟ وكيف تتعاون منظمة الصحة العالمية مع السلطات اللبنانية والسورية لمكافحته؟
تجيب راضي، “تدعم منظمة الصحة العالمية وزارة الصحة العامة في لبنان لتأمين الجهوزية في الكشف المبكر، وذلك عبر تأمين كمية من الفحوص المخبرية لتشخيص الحالات، كذلك تم توفير كمية من الامصال للعلاج”، مضيفة أن المنظمة في لبنان دعمت تطوير نظام الترصد الوبائي من اجهزة تواصل وتدريب الكادر البشري في “وحدة الترصد الوبائي في وزارة الصحة العامة مركزياً وفي الاقضية وزوّدت كمية من الكلورين لتعقيم المياه. وتشير الى الدعم التقني الذي تقدمه “عبر مهمة استشارية من فريق عمل (WHO) من مكتبنا الاقليمي لاستحداث مراكز علاج اذا اقتضى الأمر”.
وزارة الصحة: متأهبة منذ 3 سنوات
أما رئيسة مصلحة الطب الوقائي في وزارة الصحة العامة الدكتورة عاتكة بري، فتكشف عبر “النهار” أن الوزارة علمت من منظمة الصحة العالمية “أنه سُجلت بعض الحالات بمرض “الكوليرا” في سوريا، لكن ما نسمعه عن إصابات في سوريا ليس جديداً، لا سيما أن هذا الوباء انتشر فيها بعد سنة من اندلاع الحرب”.
بناء عليه، أعدت وزارة الصحة خطة متكاملة قبل نحو سنة ونصف السنة لمواجهة الكوليرا إذا ما وصل إلى لبنان، ولا تخفي خشيتها من دخول “الكوليرا” إلى لبنان من طريق “مياه الصرف الصحي لا بسبب النفايات كما صرح بعض الأطباء عبر وسائل الإعلام، إذ ليس علمياً أنه بواسطة البرغش أو الذباب يمكن نقل الكوليرا”، مؤكدة في الوقت عينه أن النفايات تولد الكثير من الأمراض لكنها لا تولّد هذا الفيروس”.
تعيش وزارة الصحة هذه الفترة في حال من الترّقب لدى زيارات اللبنانيين الأراضي العراقية في موسم عاشوراء وذكرها أربعين الإمام الحسين، إذ يشهد العراق موجة من هذا الوباء وما يقارب 1000 إلى 1500 زائر يومياً بين ذهاب وإياب، وتعمل منظمة الصحة العالمية مع السلطات المسؤولة هناك لاحتوائه.
وبسؤالها عمّا إذا كانت هناك تدابير خاصة بمواقع مخيمات اللاجئين السوريين الموجودة بغالبيتها على ضفاف الأنهر، تجيب: “سبق وبحثنا بالأمس في هذا الموضوع تحديداً مع المنظمات الدولية لشؤون اللاجئين عن كيفية التخلّص من الصرف الصحي، حتى أن بعض المخيمات ليس على صلة بشبكة الصرف الصحي وتكرير المياه، بل أنهم يشربون من المياه ويستخدمونها كما هي”.
وفي ما يتعلق بحملة تلقيح ضد “الكوليرا” في المدارس ومنها الرسمية في شكل خاص والمكتظة بالتلامذة اللاجئين السوريين، تقول بري: “ثمة مشكلة في العدد المتوافر من جرعات التلقيح الذي لا يتجاوز 650 الف جرعة عالمياً، مع العلم أننا طلبنا من منظمة الصحة العالمية التي زودتنا جرعات للاجئين فقط نظراً لعيش هؤلاء في ظروف بيئية وصحية غير سليمة، وكذلك الأولوية للبلدان الموبوءة، ولبنان ليس مدرجأ في لائحة الأولويات”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى