آخر الأخبارأخبار محلية

معركة الجبل: وهاب على أسوار المختارة!

كتبت لينا فخر الدين في “الاخبار“: معركة الجبل قد تكون الأصعب على الإطلاق في انتخابات 2022. يريد وليد جنبلاط أن يترك إرث المختارة لتيمور وحده من دون أن يفسح المجال أمام وئام وهاب ليكرّس نفسه زعيماً درزيّاً. لذلك، يبدو الرجل قلقاً، وهو ما يتبدّى في عصبيّته الدائمة كما يروي زوّاره.

يخوض رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي معركة تكريس الزعامة، مستخدماً كلّ أدواته، بما فيها نزوله على الأرض في بعض المناطق والتدخّل في أدق التفاصيل وعقد الاجتماعات مع بعض المفاتيح الإنتخابية بنفسه عبر تطبيق «زوم» بهدف استنهاضهم، خصوصاً أنّ البعض يشير إلى أن ماكينته الإنتخابية تخوض معركة شرسة مع بعض الحزبيين والمناصرين الذين لا يريدون التصويت لصالح «لائحة الشراكة والإرادة»، وهو ما يبدو واضحاً عبر «غروبات» واتس اب تابعة للحزب في بعض القرى!

وهذا ما دفع جنبلاط إلى الاستغناء عن المرشحين المسيحيين، باستثناء حبوبة عون، والضغط على مروان حمادة (كان يُفضّل ترشيح نجله كريم) للترشح والنزول على الأرض وتوزيع الزيارات حتى في المناطق السنيّة. وهذا أيضاً ما جعل جنبلاط يغضّ الطرف عن ترشيح أحد رموز حزب الكتائب في معركة الجبل على لائحته كي يتفضّى لمعركته الخاصة.

حضور وهاب وحركته يستفزان جنبلاط، وخصوصاً أن اللائحة التي تضمّه مع النائب طلال أرسلان والتيار الوطني الحر وناجي البستاني، ليست ضعيفة. استطلاعات الرأي والعاملون على الأرض يؤكّدون أنّ في جيب «لائحة الجبل» 3 حواصل ستكون مبدئياً لمصلحة المرشح الأرثوذكسي غسان عطا الله، أحد المرشحين الموارنة (الأفضليّة لناجي البستاني)، إضافة إلى إمكانية خرق لائحة جنبلاط ــــ القوات بمقعد درزي أو سنّي مع احتمال أضعف لمصلحة أحد المقاعد المارونية.

يُراهن رئيس حزب التوحيد العربي على البلوك الذي يملكه حزب الله ومن خلفه سرايا المقاومة، ويُقدّر بنحو 2500 صوت. حتى اليوم، لم يسمع وهاب وعداً نهائياً بأنّ هذه الأصوات ستكون له، إلا أنه على يقين بأنه ليس أمام حزب الله سوى هذا الخيار، وذلك على قاعدة أن حسابات الحزب في 2018 سقطت اليوم. كذلك يراهن وهاب على كتلة أصوات الحزب السوري القومي الاجتماعي وبعض الأصوات المحسوبة على حزب البعث.

وكتبت” الديار”: يزداد توتر «المختارة» مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في ظل عدم وضوح اتجاهات الصوت السني الذي كان يشكل رافعة لكثير من نواب «اللقاء الديموقراطي»، وسط اتهامات من قبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لحزب الله بمحاولة «تحجيمه» و»الغائه»، ومن هنا كان لافتا استعجاله فتح معركة رئاسة الجمهورية مبكرا، واعلانه السعي لتأليف «كتلة سيادية» مع القوات اللبنانية وما تبقى من تيارالمستقبل ترفض أي مرشح سوري – إيراني.
ووفقا لمصادر مطلعة يدرك جنبلاط جيدا ان الانتخابات النيابية باتت «وراء الجميع» بنتائجها شبه المحسومة، وسط قناعة بان حزب الله وحلفاءه سيستعيدون الاغلبية النيابية، لكنه يريد افهام الطرف الآخر بان الاصرار على تحجيم كتلته النيابية سيكون لها ثمنها حيث سيكون مضطرا للعودة الى الاصطفافات القديمة، ولهذا فتح «بازار» المساومة مبكرا على «ورقة» الرئاسة التي سيكون له ولحلفائه دور مقرر كونهم سيحتفظون «بالثلث المعطل» في المجلس كون الرئيس لا ينتخب الا باغلبية الثلثين. وهو من خلال «لعب» هذه «الورقة» يمنح «صديقه» رئيس مجلس النواب نبيه بري مزيدا من «الاوراق» لتبرير اصراراه حتى الان على عدم «كسر» جنبلاط في اكثر من دائرة، لانه يعتقد ان خسارة وليد ستكون مكلفة سياسيا في وقت لاحق، وهي خسارة تتجاوز باشواط خسارته لعدد من النواب، وبرايه لا داعي لهدم «الجسور» معه!.

 

وأبلغت مصادر مطلعة على موقف “حزب الله” الى “الجمهورية” قولها: “انّ الحزب يفهم وليد جنبلاط ويعرف ما الذي يريده، وامام التقلّبات المتتالية في موقفه يمكن ان تتوقع منه الشيء وعكسه في وقت واحد، ولذلك فإنّ الحزب لن يردّ على كلامه، الذي لا يُستبعد أن يكون نابعاً من غضب وانفعال من حشرة انتخابية يعانيها الرجل، ومن قلق حقيقي من احتمال الّا يتمكن من الاستئثار بالتمثيل الدرزي وخسارة اكثر من مقعد نيابي، وبالتالي الّا يتمكن في مجلس النواب الجديد من الحفاظ على حجم كتلته النيابيّة كما هي عليه في المجلس الحالي، وهو الذي اعتاد على مدى سنوات طويلة على دخول المجلس بكتلة نيابيّة وازنة”.
وفيما فسّر بعض الأوساط السياسية كلام جنبلاط ضد الحزب، بأنّه محاولة لدغدغة جمهور تيار “المستقبل”، في بيروت والشوف والبقاع الغربي للحفاظ على مقاعده فيها، ابلغت مصادر في التيار الى “الجمهورية” قولها: “انّ التيار ليس معنياً بكل الخطاب الذي يجري تبادله بين اطراف الانتخابات. فالتيار اكّد ويؤكّد انّه ليس طرفاً في هذه الانتخابات، وموقفه قد حدّده بعدم المشاركة فيها لا ترشيحاً ولا اقتراعاً، وبالتالي ليس معنياً بأي من المرشحين، ولا يقف مع أي منهم. هذا هو القرار الثابت للتيار، وسيفشل كل من يراهن على تغييره. التيار بعيد عن الانتخابات، لكنه ليس معنياً بأي دعوة لمقاطعة هذه الانتخابات”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى