ميرنا زخريّا: خطاب البطريرك ليس ضد رئيس الجمهورية والحزب، بل هو ضد ما آلت إليه أوضاع الوطن
تشير عضو لجنة الشؤون السياسية في تيار المرده الدكتورة ميرنا زخريّا في حديث خاص لوكالة أنباء آسيا في سياق ردها على سؤال حول نظرة المرده الى لقاء بكركي خاصةً بعدما تباينت التعليقات بين مؤيد ومنتقد،
وتقول زخريا:”حين نقف في موقع وسطي بين الخلافات الداخلية الحاصلة، وحين نراقب الحال الذي وصل إليه الإنسان اللبناني من تدهور في يومياته البائسة؛ ساعتئذ نلمس أن خطاب البطريرك ليس ضد رئيس الجمهورية بشكل خاص ولا ضد حزب الله بشكل عام، إنما هو ضد ما آلت إليه أوضاع الوطن والمواطن بشكل خاص وعام في آنٍ واحد. أما هتافات بعض الحاضرين في باحة الصرح فهي مرفوضة رفضاً كاملاً جملةً وتفصيلاً، ولا تستأهل أن نتوقف عندها ذلك أن الموقف الرسمي للبطريركية المارونية يدلي به غبطة البطريرك ولا أحد سواه”. وتضيف زخريا: “من المؤسف أنه وبالرغم من الظروف المأساوية التي نعاني منها، حيث الفقر جاور ال65 بالمئة، وحيث أن سعر صرف الدولار في السوق السوداء وصل إلى 10 آلاف ليرة، بينما تعدى التضخم ال500 بالمئة، وفي وقت شارف دعم السلع الأساسية على نهايته؛ سيّما أن لبنان استنزف في السنة الأخيرة فقط نحو 14 مليار دولار أي أنه لم يتبق سوى 16 مليار فقط لا غير من الإحتياط، فهذه كلها مؤشرات جدية وخطيرة، فيما لا يزال هناك من يجهد في تحوير أقوال هذه الجهة أو تلك من على الضفّتين”.
وحول التركيز إعلامياً على موضوعيّ الحياد والتدويل في كلام البطريرك الراعي وموقف المرده منهما، تشير د. رخريا:”صحيح أنه جرى التركيز في ردود الفعل على هاتين النقطتين على حساب إقتراحات عدة موجودة ضمنهما، لذا نأمل أن تتم دراسة هواجس سيّد بكركي الوطنية وسيّد المقاومة الدفاعية، بالأخص بعدما اتفقا على استئناف الإجتماعات، علماً أن أي قرار يطال حياة كل اللبنانيين عليه أن ينال إجماعاً وطنياً”.
وتشرح زخريّا فتقول: “من المعيب الكلام عن حيادٍ مع العدو، فإسرائيل كانت وما تزال للساعة الدولة العدوّة الوحيدة للبنان، وللأمانة البطريرك الراعي لم يتكلم يوماً عن حيادٍ مع العدو بل مع باقي الدول المتناحرة فيما بينها، وقانونياً يعرّف الحياد بأنه إمتناع دولة ما عن المشاركة في حرب تدور بين دول أخرى، وذلك من أجل ضمان أمان مواطنيها من الشظايا التي سوف تطالهم في حال لم يحافظ على حياده تجاه المُتحاربين فيما بينهم، فسياسة الحياد ترمي إلى تعزيز استخدام الدبلوماسية الوقائية بالعلاقات الدولية، وتأكيداً لأهمية الوقاية عيّن يوم 12 كانون الأول يوما دولياً للحياد”.
وتضيف: “أيضاً للأمانة والدقّة، البطريرك الراعي لم يطرح تدويل لبنان فهذا أصلاً طلب غير مُتاح بتاتاً، بل طرح مؤتمراً دولياً، على غرار المؤتمرات التي حصلت سابقاً حيث كان لكل مؤتمر مهمّة، مثلاً: إتفاق الطائف، القرار 1701 ودخول 15ألف جندي بمعدّاتهم، مؤتمرات باريس 1و2 و3، إتفاق الدوحة وفكّ اعتصام المعارضة، إصلاحات سيدر، إلخ… ومَن لديه إقتراح أنجز فليقدّمه، المهم أن تنتهي أزمتنا.
ختاماً ورداً على سؤال حول شعور تيار المرده أنه محرَج بسبب علاقته مع البطريركية المارونية والمقاومة التي يصنفها البعض مذهبياً بأنها ” مقاومة شيعية”، تلفت د.زخريا الى أن “الوضوح في مواقف المرده على مر السنين يضعه في موقع بعيد عن الإحراج، وإن يكن بالوقت ذاته الأقل فولكلوراً في الزيارات الرمادية والهتافات الفردية، وبالعودة إلى حال الإحراج وجُب التوضيح أنه: “في عناوين القرار السياسي، سليمان فرنجيه هو مرجعية ذاته، وفي عناوين الهمّ الإنساني، البطريرك هو المرجعية، وفي عناوين مقاومة إسرائيل، الحزب هو المرجعية، وتشير أنه حين يتضارب العنوانان الأخيران، يكون الحوار الوطني أول درجات الحل والمؤتمر الدولي آخرها، من منطلق ضرورة التشارُك معاً لحلّ أزماتنا وذلك قبل أن نُشرك الأمم المتحدة بمشاكلنا المتراكمة”.
وختمت زخريّا: “المرده هو تيار سياسي وُلد على أيدي الراحلين سليمان وحميد فرنجيه، وليس عضواً في مجمّع البطاركة الموارنة، ولا هو عضواً في كتلة الوفاء للمقاومة”
للمزيد على facebook