أخبار محلية

عوده في عظة الشعانين: هل يملك شعبنا إرادة التغيير؟

ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، قداس الشعانين في المطرانية، بحضور حشد من المؤمنين.

وبعد الانجيل المقدس ألقى المطران عوده عظة قال فيها: “إن هتاف الشعب للمسيح يتعارض مع تجهم الرؤساء وقلقهم. الشعب يهتف، والرؤساء المغتاظون والمنزعجون من المسيح بحجة تعديه الناموس يسألون: «أتسمع ما يقول هؤلاء؟» فيجيبهم: «نعم، أما قرأتم قط: من أفواه الأطفال والرضع هيأت تسبيحا؟» (مت 21: 16). كانت هتافات الشعب هي التسبيح الذي خرج من أفواه الأطفال. لكن بساطة الشعب، وطفوليته بالنسبة إلى الشر، لم ترتبط بمعرفة الإيمان. كان الشعب يفتقر إلى الرعاية وإلى التربية الدينية. لم يقدم الكتبة والفريسيون للشعب معرفة حقيقية، بل قيدوه بتوصيات ناموسية لا تطاق، إلتزمت حرفية الناموس، وجهلت روحه وجوهره. لذلك لم يكن قادرا على أن يميز صوت الراعي الحقيقي، ولا عرف بوضوح الكلمة النبوية عن شخص المسيح. خلط أهدافه القومية بظهور المسيح وعمله. هكذا، انجر وراء هوى الرؤساء الذين حرفوا الحقيقة، وانقاد إلى أفظع جريمة في التاريخ البشري، إلى قتل المسيح صلبا.

هذا الأمر نفسه نعيشه في عالمنا اليوم، وخصوصا في بلدنا، حيث نجد مسؤولي الشعب يغسلون أدمغة أتباعهم، مقولبين النواميس والقوانين حسب أهوائهم، لكي يبقوا الشعب تحت تسلطهم، مصيبين إياهم بالعمى الإجباري حتى لا تتفتح عيونهم ويدركوا أن الخلاص قد يأتي عبر آخرين. هذا تماما ما فعله الناموسيون والفريسيون الذين كانوا يقنعون الناس بأنهم يملكون سلطة مطلقة على نفوس العباد، يدخلون من يشاؤون إلى الملكوت، ويخرجون منه من يشاؤون، كونهم حفظوا الناموس حرفيا ونصبوا أنفسهم محامين، لا بل مدعين عامين باسم الله ضد الشعب. هؤلاء، نسمع الرب، في مقاطع أناجيل الآلام، يقول عنهم: “فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه، ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا، لأنهم يقولون ولا يفعلون” (مت 23: 3)”.

واضاف: “إن عيد الشعانين، يضعنا أمام إمتحان شخصي. هل نكون صادقين في هتافنا إلى المسيح: “خلصنا يا ابن الله؟ هل نكون صادقين في قولنا “لتكن مشيئتك”؟ أم سنترك الرب والمخلص عند أول فرصة تتيح لنا إظهار الأنا المتملكة فينا؟ الشعب الهاتف من أجل خلاصه، عاد وصلب من اعتبره المخلص الذي شفى مرضاه وأقام موتاه، لأن إيمانه كان متوقفا على الحرف، لا على روحانية المحبة الصادقة، ولأنه كان معتادا على أن يكون مستعبدا، فخاف من طعم الحرية. على صعيد الوطن، الإمتحان الأكبر الذي نقف أمامه اليوم، هو: هل يملك شعبنا إرادة التغيير ويسعى من أجل التغيير أم أنه سينكفئ ويختار القديم الذي اعتاده؟ عندئذ سيتحمل مسؤولية اختياره ولن يلقى لشكواه أذنا سامعة، ولن يكون لأنينه أثر في نفوس سامعيه، لأنه اختار مصيره بإرادته”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى