الوكالة الوطنية للإعلام – العمار في قداس الفصح: مدعوون لنكون أمام وقفة ضمير مصيرية أساسية في الانتخابات
وطنية – ترأس راعي ابرشية صيدا المارونية المطران مارون العمار قداس عيد الفصح في كاتدرائية مار الياس الحي صيدا، عاونه النائب العام الخورأسقف مارون كيوان والشدياق عبدالله بو عيد في حضور حشد من المؤمنين وأبناء الابرشية.
استهل العمار القداس بتهنئة الحضور بعيد الفصح متمنيا لهم “القيامة لوطننا ولكل المسؤولين فيه قيادة هذا البلد نحو الخير والبركة، والثبات لأنفسنا ليبقى حضورنا في هذه المنطقة حاملا اسم السيد يسوع المسيح”.
وقال: “أستمد كلماتي اليوم من خطاب البطريرك الراعي الذي وجههه بالأمس إلى كل المؤمنين واللبنانيين والذي يستحق منا التأمل والعودة إليه في حياتنا خاصة في هذه الظروف الصعبة والمصيرية التي نمر بها”. وتحدث عن الشق الروحي من الخطاب الذي تناول الآم السيد يسوع المسيح ومن شهدوا آلام صلبه الجسدية وقتئذ، وقيامته التي إضافة إلى أنها جسدية كانت شهادة إيمانية بشكل خاص.”
واستحضر العمار من كلام الراعي “حالة انقسام الناس في تلك المرحلة بين مؤمن بقيامة الرب من بين الاموات وانكار آخرين لقيامته والعمل على شراء الضمائر والقول بالمال لتأليف الأكاذيب وتقديمها على أنها الحقيقة التي ما لبثت أن ظهر زيفها”.
وقال: “القلة الذين شاهدوا قيامة الرب من بين الاموات هم مريم المجدلية والمريميات وبطرس ويوحنا والرسل الاثنا عشر وكثر كالسيدة مريم العذراء، كلهم شاهدوا هذه القيامة والقبر الفارغ وسمعوا قول ذي الرداء الابيض وشاهدوا السيد يسوع المسيح بعد القيامة، لذلك وبعد ألفي سنة ذهب الكذب وبقيت هذه الحقائق، وبقيت حقيقة أن يسوع المسيح قام من بين الأموات، ونحن اليوم نقول مع المريميات والرسل وكل الشاهدين نقول حقا قام ونحن شهود على ذلك”.
وعن الشق السياسي في خطاب البطريرك الراعي، أشار العمار الى أننا “نحن أمام القيامة كما نحن أمام أوضاعنا الحالية، إما شراء ضمائرنا أو عدم قبول شرائها، وقول الحقيقة التي تحيي، ونحن في هذه الأيام التي نعيشها في لبنان والعالم ولكن بشكل خاص في بلدنا، نحن قادمون على انتخابات، والشكر لله أنه ما زال لدينا ديموقراطية إجرائها في وطننا، وعلينا أولا الايمان بهذه الديموقراطية ولايماننا بها واجبنا التعبير عن صوتنا في هذه الانتخابات، لان هناك اناس اذا لم نعبر عن صوتنا تريد شراء ضمائرنا عبر شراء ضمائر الآخرين وهم كثر ويمكن أن ينتصروا على الأغلبية الساحقة من اللبنانيين، الذين لم يعبروا عن رأيهم في الانتخابات كي لا تشترى ضمائرهم، الانتخابات النيابية القادمة مصيرية لوطننا في هذا الشرق، كوطن سيادة وحرية وصانع حضارات ووطن يشهد لحضور الله منذ الفي سنة حتى الآن على ترابه في هذا الشرق ، ويشهد على وجود مؤمنين بالحرية والسيادة والديموقراطية بالتعاون بين كل أبناء الوطن، ومؤمنون بالتعاون بين وطننا وكل الاوطان من حولنا والعالم، هؤلاء الأشخاص الخيرين والكثيرون جدا في بلدنا لا يجوز عدم تعبيرهم عن آرائهم والقول أنه لا يوجد من يستحق تصويتنا له، ولا يجوز أن لا نحض اهلنا المغتربين على مساعدتنا والتصويت معنا وعدم دعوة اولادنا في كل دول العالم للمجيء إلى لبنان والتصويت معنا، لان الانتخابات مصيرية وعلى كل واحد منا التصويت لعدم بيع ضميره للآخرين، وذلك عبر رؤيته وتصويته لمن يمكن أن يؤمن له السلام، العدالة للوطن، الاستقرار الاقتصادي والتربوي والايماني، والاستمرارية للحضارة اللبنانية في العالم التي هي هوية لبنان الأولى عبر انفتاحه على كل الحضارات والديانات والدول”.
وأضاف: “نحن مدعوون لنكون أمام وقفة ضمير مصيرية أساسية، سائلا “هل نحن سنكون على مستوى هذا الاستحقاق ولا نبيع ضميرنا، وتماما كما المريميات وبطرس ويوحنا والرسل وكل الأشخاص الذين آمنوا بقيمة الرب وكانوا قلة واستطاعوا السيطرة على العالم كله ولم يخافوا من احد، وغيروا نظرة العالم لأنهم كانوا يحملون قضية يسوع المسيح القائم من بين الأموات، لذلك لزاما علينا أن نحمل قضية لبنان القائم من السقطات الموجود فيها حاليا، لنتمكن بالسير به رغم العثرات والصعوبات والمحاربة من أشخاص، لأننا الاكثر والأقوى وأبناء الحضارة الحقيقية للبنان هذا ما قاله لنا سيدنا البطريرك الراعي”.
وختم العمار: “فلنؤمن بذلك ونجند أنفسنا ونبذل الغالي والنفيس ولو كان لدينا القليل عبر التصويت والتعبير عن رأينا في هذه الانتخابات، ولا نقول الامر لن يحدث فرقا لأن عدم التصويت سيذهب بنا إلى عالم آخر”، آملا أن “نعيد بعد الانتخابات النيابية والرئاسية سويا عيد قيامة وطننا، وطن السيادة والحرية والاستقلال والضمير الحي والهوية المميزة في هذا الشرق لكل العالم كما قال قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عند إعلانه السينودس عام 1986 طلب من العالم أجمع الصلاة من أجل لبنان وطن الحرية والسيادة والحضارة المسيحية الحقيقية، ونحن اليوم نصلي معه ومع الجميع وكل الكنيسة ليقوم وطننا من كبوته من الان والى الأبد”.
===============ر.إ
مصدر الخبر
للمزيد Facebook