آخر الأخبارأخبار محلية

“3 دقات” ويجيب “بونا أنطون”…. قصة ثقة في زمن الخوف

الأب أنطونيوس طربيه او “بونا انطون” كما يحلو للمؤمنين ان ينادونه، قصة ايمان وحب وألم ورسالة فرح نحملها زادا في هذه الأيام الصعبة التي كبلّتنا ووضعتنا في حالة خوف مستمر من الحاضر والغد والمستقبل.

لكن وعلى الرغم من مشروعية الخوف الذي يلتهم المواطن اللبناني، لا بد من النظر الى الأعلى قليلا حيث تتربع جبال لبنان، التي ،ان حكت، ستروي الاف القصص عن المقاومة والاصرار وعن الرغبة بالبقاء واعلان الفرح.

وفي قلب الجبال، واد رسم أسمى معالم الايمان مقدما للوطن بخورا وشهداء وصلوات، معلنا مسيرة من الصمود لا بداية ولا نهاية لها.
فعلى كتف “وادي قنوبين” يستذكر الناس زياراتهم المتتالية للناسك الرسول لـ “بونا أنطون” الذي عاش النسك بحرية والألم بفرح.
بين العامين 1949 و 1981، سنوات طويلة عاشها الراهب القديس في دير “مار اليشاع” في قنوبين وفيها نال نعمة الألم والنبوءة التي تبني ولا تدمر بالاضافة الى نعمة اجتراح العجائب وهو على قيد الحياة وهذا ما وثّق من خلال الشفاء العجائبي للطفل “جو ريشا” من مرض السرطان.

“جد العائلة”… وعدها بالشفاء
قصة “ماري ” مع مرض سرطان الثدي ليست عادية ولا تشبه اي قصة أخرى فهي على الرغم من الام الطريق وصعوبة مراحل العلاج الكثيرة والمتعددة وعلى الرغم من دقة العمليات الكثيرة التي خضعت لها، كانت دائما واثقة ان الشفاء هو مصيرها وانها ستكون دائما قوية ونشيطة وأماً فرحة لولدين فيهما كل صفات الأمل وكل جمال الحياة.
من يعرف “ماري”، يعلم تماما انها لم تتغير قبل المرض وبعده، انما بقيت كما هي، محافظة على ابتسامتها وروحها المرحة وجمالها الخارجي حتى في أقصى مراحل العلاج.
الأول من تشرين الاول عام 2014، كانت العملية الجراحية الأولى ومن قبلها مشوار سريع، لا بل سريع جدا، اختصر مراحل اكتشاف المرض وتشخيصه وبداية علاجه.
تقول “ماري” لـ “لبنان 24”: “بيوم واحد اكتشفت مرضي وعلمت بوجود سرطان الثدي الذي استطعت ان اغلبه برفقة (بونا انطون).

ففي اليوم عينه وبعد تشخيص المرض عدت الى منزلي وتحديدا الى غرفة الجلوس، حيث أيقنت ان لكل شيء سببا في هذه الحياة.
ففي الغرفة المذكورة وعند انتقالنا الى المنزل أحضر زوجي صورة لـ(بونا انطون) ووضعها فوق المدفأة، حينها سألته باستغراب من يكون هذا الرجل ولماذا وضعت صورته هنا، فأجابني ، يمكنك ان تعتبريه جدي وبذلك اشارة الى العلاقة الوطيدة التي جمعت عائلته بـ(الراهب طربيه) الذي كان بابه في قنوبين مفتوحا دائما لهم ولكل الناس.
في تلك اللحظة نظرت الى وجهه الضاحك وسألته ان يجيبني ان كنت سأنال الشفاء، وفي اليوم نفسه خلال ساعات نومي أجابني (بونا انطون) بطريقته وبأسلوبه، فتملكني ايمان كبير وثقة عمياء جعلاني أخوض التجربة بفرح كبير على الرغم من الامها المرة”.
وتضيف “ماري”، “قلت لـ(بونا انطون) انني جاهزة للتجربة المرة ولن يخيفني الوجع ولا حتى المراحل الصعبة التي قد أمر فيها، ولن اتردد في التخلي عن شعري وبكل جرأة وذلك كله بهدف نيل نعمة الشفاء والبقاء الى جانب عائلتي”.

وتتابع “ماري” سرد قصتها وهي تغض النظر عن كل تفاصيل السنوات الكثيرة لتحصر حكاياتها بيوم واحد، اي يوم اكتشافها المرض، فهي تعتبر ان هذا اليوم هو مسودة لمختلف أيامها مع المرض ففيه اكتشفت السرطان وفيه بدأت علاقتها بـ”بونا انطون” وفيه تلقت اتصالا من احد معارفها الذي قال لها انه يذكرها بصلاته في “مديغوريه” دون ان تكون العلاقة بينهما وطيدة، ومع عودته الى لبنان أخبرها انه من محبي “بونا أنطون” وانه يثابر على زيارته اسبوعيا، فتوطدت العلاقة بينهما وأصبحا صديقين مثابرين على زيارة ضريح الراهب القديس.
واليوم، بضحكتها الدائمة وفرحها وايمانها تتابع “ماري” حياتها بين أسرتها وعائلتها وأصدقائها، كما تتابع حالتها الصحية باستمرار التي توقن بينها وبين نفسها انها ستكون دائما كالحديد.
كما تتابع “ماري” زياراتها الى دير “مار أليشاع” في بشري، حيث تتحدث مع “بونا أنطون” وحيث اعتادت ان تنظف أرجاء الدير وتحيك أريكته وكأنه موجود هنا على قيد الحياة.
وتختم “ماري” داعية الجميع الى طلب شفاعة “بونا انطون” قائلة ” 3 دقات على باب ضريحه بايمان وحب كافية لنيل الاجابة اللازمة”.

نصلي لاعلانه مكرما!
وفي اطار متصل وحول دعوى تطويب وتقديس الأب انطونيوس طربيه يتحدث طالب الدعوى الراهب الماروني المريمي الأب يوسف بطرس لـ “لبنان 24” مؤكدا ان “الدعوى تسلك المسار القانوني المجبول بالايمان والصلاة.
والحقيقة رفعت دعوى فتح ملف تطويب وتقديس بونا انطون في العام 2009، حين أعدت الرهبنة المارونية المريمية كتابا تشرح فيه الأسباب الموجبة لفتح الملف.
وفي تاريخ 22 أيار 2009، صدر مرسوم بطريركي تم بموجبه انشاء المحكمة التي عقدت جلسات متواصلة كان آخرها في 23 آذار 2012، اي تاريخ انعقاد الجلسة الختامية التي ختم فيها ملف التحقيق بالشمع الأحمر وتم ارساله الى روما”.
ويضيف الأب بطرس معتبرا ان ” دراسة الملف تمر بمرحلتين، الأولى يكون فيها التحقيق أبرشي، اي محلي ويرأسه البطريرك الماروني اما الثانية فيكون فيها التحقيق مرتبط بالدوائر الفاتيكانية في روما.
وللحقيقة كنا قد انهينا المرحلة الأولى، الا ان روما عادت وطلبت القيام بتحقيق أبرشي اضافي ، لذلك اعيد فتح الملف عبر جلسة علنية في 22 شباط 2022، وتم تعيين لجنة التحقيق التي تهدف الى البحث عن فضائل (بونا أنطون) ومقابلة الشهود وصولا لاعلانه مكرما، ومن ضمن لجنة التحقيق الاضافي عينت لجنة تاريخية تهتم بجمع كل ما يتعلق بالأب طربيه من وثائق وكتابات غير منشورة.
وعمل لجنة التحقيق الاضافي يختتم بجلسة علنية يختم فيها الملف بالشمع الأحمر ليتم ارساله من جديد الى روما”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى