آخر الأخبارأخبار محلية

“تختلف كثيرًا عن لبنان”… كيف يعيش اللبنانيون الأجواء الرمضانية في بلاد الاغتراب؟

“خير، وبركة، وألفة، وسلام وفرحة أطفال وأجواء عائلية مميزة”… كلها عناوين تندرج تحت اسم “شهر رمضان” الذي ينتظره العالم العربي بشكل عام والإسلامي بشكل خاص للاحتفال به. كل دولة لديها ثقافتها الخاصة للاحتفال بالشهر الفضيل ومنها لبنان الذي لديه عادته وتقاليده الخاصة، ولكن كيف يعيش اللبنانيون المغتربون شهر رمضان في بلاد الاغتراب، وما هي الاختلافات بين بلاد الأرز ودول الاغتراب؟ 

فاتن عبد النبي امرأة لبنانية تعيش في السعودية ومتزوجة من رجل سعودي، تصف الأجواء الرمضانية هناك لـ”لبنان 24″ قائلة: “في بداية رمضان في السعودية يبدأ المواطنون بتحضير الزينة مثل الفوانيس ويزينون بها المنازل كما أن النساء في رمضان يتغير لبسهن فيرتدين جلابات قديمة ملائمة لشهر رمضان المبارك وهي تعتبر تراثية عندهن”. 

 أما من ناحية الطعام فهو يختلف عن طعام لبنان وفق فاتن “بالأخص أن السعوديين يعتمدون على وجبة الجريش أو الهريس التقليدية عندهم والتي تعتبر أساسية في وجبات الإفطار، وعلى السحور يتم تناول وجبات دسمة وليست خفيفة كالألبان والأجبان التي نتناولها عادة عن السحور في لبنان”. 

وتشير فاتن أنه “في 15 رمضان هناك ما يعرف بالقرقعان حيث يتم استقدام فرقة تبدأ بعزف أناشيد دينية ما يضفي أجواء رمضانية مميزة”. 

وبالانتقال إلى دبي، تصف تقوى وهي فتاة عشرينية الفرق بين أسلوب حياتها خلال رمضان بين بعلبك ودبي قائلة: “في لبنان على الأقل كنا نذهب إلى الجامع أما هنا في دبي فالجامع بعيد عن منزلي ولا يمكن أن أذهب إليه بسهولة”، مضيفة: “في لبنان كانت هناك حياة اجتماعية أما هنا فنحن نفتقدها وحتى بالنسبة إلى الإفطار فبإمكانك أن تفطر لوحدك بعكس الحياة التي كنا نعيشها في لبنان مع العائلة حيث كنا نسهر حتى الصباح ونشعر بفرحة الأطفال وهم يلعبون”. 

محمد أيضًا يعيش حاليًّا في دبي يقول إنه قضى في لبنان نحو 20 سنة من أصل 35 عامًا، مشيرًا إلى اختلاف كبير بين رمضان لبنان ورمضان الدول الأخرى التي سافر إليها: “لقد سافرت إلى السعودية وكندا ودبي وطبعًا لا يوجد شيء يقارن مع رمضان في لبنان”، موضحًا: “في العالم العربي يمكن أن تعيش الأجواء الرمضانية خصوصًا إذا كان لديك أصدقاء ولكن جمعة العائلة والولائم الكبيرة ليست موجودة، أما في كندا فتشعر أنه لا يوجد رمضان ولا شيء يذكرك به سوى أنك صائم ليس أكثر كما أن العيد يختلف إذ لا زلت أتذكر العيدية في لبنان حين كنا صغارًا إضافة إلى الزيارات الجميلة التي كنا نقوم بها”. 

وفي الحديث عن كندا، يبدو أن الوضع هناك مختلف ليس فقط بالنسبة إلى محمد ولكن أيضًا لغيره من المغتربين.  

لياليان (28 عامًا) تعيش في كندا منذ 6 سنوات وتقول لـ”لبنان 24″ إن “من بين الأمور الصعبة في كندا خلال رمضان أنك لا تسمع صوت الآذان عند الإفطار وعليك أن تحمّل تطبيقات على الإنترنت لتعلم التوقيت الصحيح للإفطار”، مضيفة أن “حتى السحور لا تشعر به إذ إنه لا يوجه زحمة ناس ولا صوت مسحر”، موضحة أن في لبنان “يقوم المسحر عند الساعة الثانية فجراً بالتجول على الطريق ويقف تحت كل بناية ويطبل، مع العلم أن كل السكان يكونون مستيقظين”. 

وتتذكر ليليان أيام رمضان في لبنان بالتحديد في منطقة الطريق الجديدة، وتقول: “أذكر أن المواطنين يبدأون وقت الإفطار بركن سياراتهم في منتصف الطريق ويذهبون لمنازلهم مسرعين لعدم التأخر عن مائدة الطعام ومن ثم بعد انتهاء الإفطار يقومون بركن سياراتهم بمكانها المعتاد، كما أن لحظة الهدوء وقت الإفطار كانت جميلة”. وتلفت إلى أنه في منطقتها عادة ما كان يتم تزيين الطرقات خلال الشهر الفضيل لكي يتم الشعور بالعيد أما في كندا فعليك أن تشاهد البرامج التلفزيونية الرمضانية للشعور بالجو الرمضاني كما أننا نذهب قبيل الشهر لنشتري زينة رمضان ونضعها في المنزل لكي نشعر قليلاً بالأجواء”. 

محمد أبو القطع أيضًا يعيش في كندا منذ سنتين ويقول إنه لاحظ اختلافًا خلال هذين العامين بين لبنان وكندا مفتقدًا لدورات كرة القدم المسائية التي كانت تنظم خلال شهر رمضان إضافة إلى جلسات الأصدقاء إذ “إنا كنا ننظم أنشطة مسلية “كلعب الورق أو ما يعرف بالشدة”.

ديما حركة تعيش في تورونتو تشير إلى أن “الجو العام يخلو من روح رمضان المعتادة في المنطقة والشارع الواحد أو حتى ضمن العائلة الواحدة، والسبب يعود إلى أن المغترب اللبناني يسكن داخل بيئة مختلفة عنه ثقافيًّا، حضاريًّا ودينيًّا”. 

وتقول: “في لبنان ترى الناس يتحضرون لقدوم رمضان في وقتٍ سابق وبأشكال مختلفة منها المعايدات ومونة رمضان وحتى زينة الأماكن وقد تسمع آذان الإفطار من النوافذ والجيران تراهم يستعدون جميعًا لعيد الفطر متحمسين لرؤية الهلال، أما في بلاد الاغتراب، فقد تخلو المنطقة والشارع من هذه الروح”. 

أما بالنسبة إلى الجو الخاص، فتشير حركة إلى أن “وجود أكثر عدد من الأقارب ضمن العائلة الواحدة يتيح للفرد الاستمتاع في جو عائلي رمضاني، وهو في الواقع نادرًا ما يجده الفرد خارج رمضان في بلاد الاغتراب، نظرًا لطبيعة هذه البلاد من الناحية العملية، بعد المسافات، ضيق الوقت اليومي، المسؤوليات الكبيرة والسكن في أماكن متفرقة، فيأتي رمضان كفرصة ذهبية لهؤلاء للتجمّع والاستمتاع وإقامة الولائم ولو لشهر واحد”. 

تتعدد إذا الثقافات وتختلف الأجواء الرمضانية بين بلد وآخر، لكن يبقى اللبناني يرى الخير في هذا الشهر الفضيل أينما حل. 

 


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى