امتحانات رسمية ومواد اختيارية.. هل فقدت الشهادة قيمتها؟
في بداية العام الدراسي الجاري عادت اللجان المختصّة بمحتوى المنهج للاجتماع على مختلف اختصاصاتها لتقرّر إعادة العمل ببعض ما كان مُلغى خلال السّنة السّابقة، ولكن دائماً من دون النظر في الوقت المتاح، ففي مادة العلوم الطبيعية للمرحلة الثانوية تفيد أستاذة المادة في ثانوية رسمية بأنّ المطلوب في المنهج الرسمي أكبر بكثير من الوقت المتاح، وعليه يقوم الأساتذة باختيار المعلومات لتدريسها وفقاً لحاجتهم إليها في الأعوام القادمة. أما في صف علوم الحياة حيث المحتوى الأكبر لهذه المادة فدوماً تقع الإلغاءات على الدروس الأخيرة بسبب ضيق الوقت.
وهذه المشكلة المتعلقة بضيق الوقت تتكرّر في معظم المواد العلمية للمرحلة الثانوية، فالمطلوب أكبر بكثير من الوقت المتاح فيقوم الأساتذة في الكثير من الأحيان بالطلب إلى التلامذة عدم الكتابة في الصفوف والانتباه للشرح فقط ومن ثمّ يرسلون لهم الملاحظات اللازمة إما مطبوعة على أوراق “أيام الـ 1500” أو بشكل ممكنن الآن.
هل يمكن اعتبار الشهادة اللبنانية اليوم موازية لما كانت عليه قبل 10 سنوات؟ وهل يُعتبر الطالب الذي أنهى المرحلة الثانوية اليوم أنّه خضع للاختبارات نفسها التي خضع لها من سبقه بعدد من السّنوات؟
الإجابة ببساطة هي كلا، ما يجري اليوم على الشهادة اللبنانية هو إمعان في تدميرها ووضع خيارات أقلّ ما توصف بأنّها هامّة للغاية بين أيدي تلامذة قد يفضلون مادة على أخرى بسبب حبّهم للأستاذ ويجعلهم وأساتذتهم في موضع شائك وصعب، فلا يرغبون بحضور مواد لن تكون ضمن خياراتهم، كما أنّ الأستاذ يعلّم في صفوف لا ترغب بوجوده كحال أساتذة المواد العلمية في الصفوف الأدبية على سبيل المثال، وهنا يُبدي أستاذ لمادة التاريخ امتعاضه من الحال التي وصلت إليها هذه المادة المؤثرة والعظيمة في بناء الأجيال، التي تُدرّس في الجامعات حتى للاختصاصات العلمية لبناء الثقافة والمعرفة، بينما تقوم وزارة التربية بجعلها خياراً.
بالإضافة إلى أنّ فلسفة المادة الاختيارية هي بناء الاختصاص عَمودياً لا تخفيف الحمل عن كاهل الطلاب، وما يحصل اليوم هو ترك أُسس دون بناء، فبحسب الورقة المسرّبة من المركز التربوي يمكن لتلميذ الصف التاسع أن يحصل على شهادة وينتقل إلى المرحلة الثانوية دون أن يتقدم إلى امتحان في أيّ من المواد العلمية (عدا الرياضيات) أو دون أن يتقدّم إلى امتحان في أيّ من المواد الاجتماعية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook