“الدائرة الاكثر غموضا”: تعقيدات معركة صيدا – جزين
لو نجحت الوساطة التي قام بها حزب الله قبل تشكيل اللوائح في صيدا جزين بين التيار الوطني الحر وحركة امل ورئيس بلدية صيدا السابق عبد الرحمن البزري، لكان من الممكن الحديث عن معركة محسومة النتائج ولكان فوز اللائحة بخمسة مقاعد من اصل خمسة في الدائرة امرا غير بعيد المنال، لكن هذه الوساطة فشلت وخاض اطرافها المفترضون الاستحقاق النيابي ضمن ثلاث لوائح.
ثلاثة ألغاز يجب حلها قبل البدء بتوقع النتيجة في دائرة صيدا جزين، اللغز الاول هو الموقف النهائي للنائب بهية الحريري، وكيف ستتعاطى مع الاستحقاق النيابي في صيدا، وهل ستدعم لائحة الرئيس فؤاد السنيورة المتحالفة مع القوات اللبنانية والتي رشحت يوسف النقيب كمرشح اساسي في صيدا. ازمة النقيب الاساسية، والذي يتمتع بحضور شخصي وازن جدا في صيدا، انه تحالف مع القوات، فإضافة الى الرفض السني العام للتحالف مع القوات تزيد خصوصية صيدا هذا النفور.
يقول مرجع صيداوي بارز، ان النقيب كان يمكن له تحقيق مفاجأة انتخابية لو لم يتحالف مع القوات، لكن في كل الاحوال بات وضعه الانتخابي اليوم مرتبطا بخيار النائب بهية الحريري، هل تدعمه؟ وهذا امر مستبعد، ام تحاربه بشكل شبه علني؟ وهذا سينهي امال لائحته بالوصول الى الحاصل الانتخابي! ام انها ستغض النظر عنه شعبيا وسياسيا الامر الذي سيدخله المنافسة الجدية للفوز بالحاصل من دون معرفة اي عن اي مقعد سيكون الخرق.
اللغز الثاني في الدائرة هو معرفة التوجه العام لاصوات حزب الله في مدينة صيدا. يمتلك الحزب نحو اربعة الاف صوت بين الشيعة والسنة في المدينة لم يحسم حتى اليوم مصيرهم، اذ امامه عدة احتمالات، الاول هو تجييرهم للائحة التيار الوطني الحر مع بعض اصواته الجزينية من اجل ضمان فوز لائحة التيار بمقعدين نيابيين، على اعتبار ان فوز مرشح حركة امل ابراهيم عازار يحسم مقعده ولديه معركة سهلة نسبيا على المقعد الثاني اذ ان الحاصل المتوقع هذا العام سيتراوح بين الـ٧ الاف والـ٩ الاف صوت.
الخيار الثاني للحزب هو تجيير اصواته الصيداوية للائحة حركة امل وحسم الفوز بالمقعدين وفتح باب المعركة الصعبة على المقعد الثالث في الدائرة، وهذا الامر قد يكون اسهل خيار للحزب خصوصا انه يناسب قاعدته الشعبية ولا يستفزها في المدينة. اما الخيار الاخير فهو الذهاب بإتحاه توزيع اصوات صيدا بين التيار الوطني الحر وعبد الرحمن البزري وبالتالي تشتيتهم وفقدان قيمتهم الانتخابية.
اما اللغز الثالث والاخير فهو مرتبط بنسبة التصويت المسيحية، فهذه النسبة ستحدد الحاصل الانتخابي وبالتالي حجم تمثيل اللوائح نيابيا، كذلك ستحدد قدرة التيار على الفوز بالمقاعد. ففي حال بقيت نسبة التصويت السنية منخفضة وارتفع التصويت المسيحي، سيكون ممكنا للتيار الوطني الحر الفوز بمقعدين نيابيين وستتحول المعركة عندها الى معركة بين التيار والقوات التي ستستفيد من ارتفاع الاصوات المسيحية لتكون مرشحتها هي الاوفر حظا في الخرق في لائحتها.
المحسوم في صيدا-جزين في الواقع الحالي، مقعد ماروني للتيار الوطني الحر ومقعد مماثل لابراهيم عازار، في حين ان مصير باقي المقاعد لا يزال غامضا مع ترجيح فوز لائحة اسامة سعد وعبد الرحمن البزري بمقعد سني من دون ان يكون ذلك محسوما..
مصدر الخبر
للمزيد Facebook