“سيموتون من الجوع”… سكان شنغهاي لا يرون “نهاية” للحجر المشدد الذي تفرضه السلطات الصينية

نشرت في: 08/04/2022 – 18:15آخر تحديث: 12/04/2022 – 17:42

 

_{صورة نشرت على تويتر في 20 آذار/ مارس 2022 تظهر طابور انتظار لأشخاص يريدون إجراء الفحص الإجباري لفيروس كورونا.}

ويمنع على سكان المدينة مغادرة بيوتهم لقضاء حاجاتهم الغذائية. ولكن النظام الضروري لتمكينهم من توفير قوتهم رغم الحجر الصحي الشامل بدا معقدا بشكل كبير. وتظهر مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي الصينية سكان في حالة يأس بعد تسجيل نقص في المواد الغذائية الأساسية والإسعافات الطبية.

 _{في هذا المقطع المصور الذي نشر على تويتر في 7 آذار/ مارس 2022، تظاهر سكان من مدينة شنغهاي من داخل بيوتهم.}

“السلطات تستخدم أساليب لمكافحة الوباء لعام 2020 في سنة 2022”

سلين (اسم مستعار) هي صحفية تعيش في شنغهاي. وتعيش في حجر صحي في بيتها منذ أسبوعين وتقول:

كان هناك الكثير والكثير من الحالات خلال الموجة الوبائية الأولى في ووهان [فريق التحرير: مع بداية انتشار الوباء في أوائل سنة 2020]، صحيح  الآن أن أرقام الإصابات مرعبة لكن الأمر يتعلق بالأساس بمتحور أوميكرون. وهو ما يعني أن الوضع ليس بالخطورة التي تتحدث عنها السلطات لكن الحكومة لا تعرف إلى مدى يمكن أن تصل فيما تريد الحكومة احترام سياسة “صفر كوفيد”. إنها بصدد استخدام نفس أسلوب مكافحة الوباء في سنة 2020 وذلك من خلال وضع السكان في وضع معقد فعلا.

في العمارة التي أقطن فيها، لا توجد أية حالة إيجابية، ونحن نقوم بإجراء اختبار كشف كورونا كل يومين. ولكن لا أحد يعلم ما هو الشيء الذي نحن بصدد محاربته.

_{مقطع نشر على موقع التواصل الاجتماعي الصيني ويبو ومن ثم نشر على تويتر في 6 نيسان/ أبريل الجاري ويظهر طائرة مسيرة بصدد إلقاء أوراق تتضمن إجراءات مكافحة فيروس كورونا في مدينة شنغهاي كتب عليها “نرجو منكم الالتزام بقيود مكافحة فيروس كورونا” و”سيطروا على رغبة الحرية الكامنة في أنفسكم”.}

 

المحلات التجارية ليست مفتوحة وحتى وإن كنا معتادين على عدد كبير من تطبيقات طلبات توصيل الأكل عبر الإنترنت فإنها لم تعد تعمل، أصبح هناك ما يشبه انعدام عرض للوجبات على الإنترنت. ويعود ذلك إما لغياب سائقي التوصيل أو نفاد في الغذاء. يستيقظ عدد كبير من السكان عند الساعة السادسة صباحا للبحث عما يسدون به رمقهم ولكن يعودون خاوي الوفاض. يوم أمس، طلب مني شخصان مسنان يقطنان في نفس عمارتي إعطاءهم بعضا من الأرز لأنه لم يعد لديهم شيء في البيت وكانا على وشك الموت جوعا. وهو ما جعلني أقدم لهم الأرز. لا يتعلق الأمر بعدم امتلاكم للمال بل لأنهم لم يجدوا شيئا لشرائه.

خلال الأيام الأخيرة، تعرضت خدمات توصيل المواد الغذائية لضغط كبير بسبب الطلبات وبالإضافة لعدم توفر الموظفين للقيام بعمليات التوصيل فإنهم هم أنفسهم كانوا في الحجر الصحي.

 نشر هذا المقطع المصور على تويتر في 2 نيسان/ أبريل 2022 ويظهر تطبيق لتوصيل الطلبات لم يكن من الممكن تمرير الطلبات عبره. 

واعترفت السلطات الصينية بحصول تأخير في توزيع المواد الغذائية لكنها أكدت أنها تملك المخزون الكافي لكامل سكان المدينة.

“إذا ما تواصل الحجر الصحي الشامل، يجب العثور على طريقة أخرى للحصول على الأكل”

إنها فوضى. فهذه مدينة شديدة الاكتظاظ بالسكان ويوجد كثير من الناس لا أعتقد أن ما تقوم الحكومة بتزويده سيكون كافيا للجميع. السلطات تؤكد أن الحكومة تتكفل بتوفير المواد الغذائية الأساسية ولكننا لم نحصل إلا على تزويد واحد خلال 8 أيام. لقد تلقيت بعض الخضار وقد نفدت كلها ولا أعلم كيف سيتم تزويدنا مرة أخرى. لا نرى نهاية لهذا العزل الصحي العام. لا نعلم متى سيتم إطلاق سراحنا.

الغذاء الذي بحوزتي الآن يتمثل في مواد اشتريتها قبل منع الخروج من البيت. أعتقد أنه سيكون بإمكاني الصبر لمدة ثلاثة أو أربعة أيام، وإذا ما استمر الحجر الصحي العام بعد ذلك، يجب علي العثور على طريقة أخرى للتزود بالأكل.

Picture of the govt food handout my pregnant friend received last night in Qingpu district of Shanghai. Four days ago she got milk, TCM and a small bag of rice.

Folks in Shanghai: what have you received? What district are you in? How many mouths have you got to feed? pic.twitter.com/pwt8AfFeX7

— Edward Lawrence (@EP_Lawrence) April 8, 2022

_{على تويتر، تفسر هذه الصحافية أن إحدى صديقاتها في شنغهاي تلقت هذا الكيس البسيط من الخضار من الحكومة.}

_{مقطع فيديو نشر في 7 نيسان/ أبريل 2022 ويظهر امرأة بصدد استخدام طائرة مسيرة للحصول على طبية خضار داخل حديقة بيتها.}

“الكثير من الناس أصبح لديهم انطباع أنهم يعشيون في منطقة تشهد حربا”

قرر بعض سكان مدينة شنغهاي التعاون فيما بينهم للعثور على ما يسد الرمق. وفي عمارتها السكنية، قامت سيلين بتنظيم الأمر مع بعض من جيرانها.

قمنا بإنشاء مجموعة على تطبيق وي تشات [فريق التحرير: الذي يعادل تطبيق واتساب في الصين] وطلبنا من جيراننا ما هم بحاجة إليه. وبعد ذلك، قمنا بإطلاق طلبية جماعية للمواد الغذائية التي نحتاجها بقيمة تعادل نحو 500 يورو. وإذا ما تم إطلاق طلبية ضخمة، تتم عملية التوصيل بشكل أسهل. أعتقد أن غياب العدد الكافي من سائقي التوصيل هو ما جعل عملية توصيل الطلبيات الفردية صعبا.

وحتى وإن لم يكن الأمر كذلك، فلقد تكون انطباع لدى الناس بأنهم يعيشون في منطقة تشهد حربا”.

وفي الوقت الذي عبر عدد كبير من سكان شنغهاي عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن صيحة فزع بشأن نفاد المواد الغذائية الأساسية، طلبت الحكومة الصينية من رعاياها التفريق “بين الأخبار والإشاعات”. حيث تم إزالة عدة منشورات تتحدث عن العزل العام من بعض التطبيقات. ولكن بعض السكان نجحوا في تخطي سياسة الحجب وذلك بفضل برامج كسر الرقابة وتمكنوا من نشر محتويات على وسائل تواصل اجتماعي محظور في الصين على غرار تويتر.