“التيار” يستعيد انفتاحه الاقليمي… وسوريا على رأس القائمة
شكّت إطلالات رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل الاخيرة مدخلاً لعدد من الاستفهامات حول طبيعة المرحلة المُقبلة وكيفية تعاطي “التيار” معها، وخصوصاً لجهة التحالفات والتفاهمات السياسية والسياقات التي يرغب باسيل السير بها وفقاً لخارطة منظّمة وعلنيّة.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن “التيار الوطني الحر” ثبّت مجموعة قواعد للتعامل مع المرحلة المقبلة، القاعدة الاولى هي استمرار تحالفه مع “حزب الله” وبالتالي فإن كل حديث عن تمايز ما بين الحزب والتيار بات من الماضي حتى الى ما بعد الانتخابات، إذ إن التيار كان الاجدى به الركون الى التمايز عن الحزب قبل الاستحقاق النيابي بهدف إعادة شدّ العصب المسيحي واستجماع قواعده المعترضة في جزء كبير منها على التحالف مع “الحزب” لاستقطاب أصوات اضافية يستفيد منها في المعركة الانتخابية. لكن هذا الامر لم يحصل، وعليه فإنّ ما لم يحدث قبل الانتخابات لن يحدث بعدها.
القاعدة الثانية التي يبني عليها التيار مستقبله السياسي هي اعادة الانفتاح الاقليمي. ففي حين سجّلت له في الأشهر الفائتة بضع مساعٍ للتقارب مع السعوديين، يبدو انه سيستغلّ اليوم التقارب السعودي – السوري من اجل الإقدام على فتح ابواب واسعة مع دمشق، ويبدو أن الاخيرة مستعدّة لهذة الخطوة، وذلك لتوسيع تحالفاته في الداخل اللبناني وهذا قد ينطبق أيضاً على العلاقة بين “التيار” وطهران التي تتأمل تجاوب الجانب اللبناني في عروض استثماراتها الامر الذي سيكون “التيار” الأجرأ عليه بعد رفع العقوبات الاميركية.
اما القاعدة الثالثة التي ينطلق منها “التيار” فهي اعادة تنظيمه داخلياً وذلك عبر القيام بالخطوات اللازمة واستكمال مشاريع حزبية لوقف الاستنزاف الشعبي، إذ إنه وجد أن تراجعه تنظيمياً سيؤدي به الى مزيد من الإفراغ الذي سيستفيد منه خصومه السياسيون.
وتؤكد المصادر أيضاً بأن “التيار” قد وضع قضية لملمة وضعه الداخلي وحلّ مشاكله مع القوى السياسية كهدف أساسي من دون أن يكون هدفاً وجودياً. أي أنه سيسعى اليه من دون ربط حراكه السياسي به. ولعلّ تقاربه المُعلن مع “تيار المردة” والذي حصل بمبادرة من “حزب الله” لن يكون الاخير، إذ إن “التيار” سيرتب علاقته بقوى سياسية اخرى “كحركة امل” بعكس ما يروّج البعض في “التيار” بأنه سيعود للخلاف معها بعد الانتخابات على قاعدة التحالف الانتخابي. كذلك، فإن “التيار” سيبادر بخطوات سياسية جدية بمعزل عن طموحه الرئاسي، وبمعنى اخر، فإنه قد تعلم من المرحلة الماضية ولن تكون المعركة الرئاسية هدفاً أساسياً، بل سيساوم عليها قدر المستطاع للحصول على مكتسبات اضافية.
المصدر:
لبنان 24
مصدر الخبر
للمزيد Facebook