في أحد الشعانين… هوشعنا لخلاص لبنان
فرح – حزن – فرح
بالنظر الى معاني رموز العيد، نرى أنها تدل على نصر الرب وانتصاره على الموت بالموت، أغصان الزيتون ترمز الى السلام، وحملهما معا يعني “النصر بالسلام”. أما الشموع فهي ترمز الى “كلمة الله”، وزينتها تدل على الاعمال الصالحة التي نقوم بها نتيجة سماعنا وعملنا بكلمة الله.
بتأمل بسيط بهذه الكلمات، ندرك جيّدًا أن هذا العيد يشبه كثيرًا حياتنا كلبنانيين، فنحن نحتاج اليوم الى الإنتصار على الألم، الحزن والمصاعب اليومية، عبر أعمال الخير لا الشر والصراعات والقتل والحقد، حتى نصل معاً الى الفرح، السلام.
لكن يبدو أن الفرح والألم متكاملان معاً، فكيف سندرك أننا بحالة فرح لو لم نتألم ونحزن؟ وهنا نذكر أن فرحة الشعانين تهيئنا وتحضّرنا من أجل مجابهة الآلام الصعبة، لنعبر الى الفرح. أي أن اليوم يحضّرنا للدخول في أسبوع الآلام، وصولًا الى يوم القيامة من بين الأموات.
والمثل الأسهل الذي يمكن تقديمه هنا، هو جائحة كورونا التي ضربت العالم. فمع بداية إنتشار الفيروس أقفلت الكنائس والمساجد وتحولت القداديس والصلوات والاحتفالات الى “أونلاين” ومن المنازل. كنا نعيش في كابوس! لكن ها إن الحياة عادت تقريباً الى كما كانت قبل كورونا، حيث يتمكن المؤمنون من الصلاة في الكنائس والمساجد.
وبعد “قطوع” كورونا، جاءت الازمة الاقتصاديّة التي غيّرت كل عاداتنا وتقاليدنا، ولم يعد مثلاً لشراء ملابس جديدة أهمية، بسبب ارتفاع سعرها بشكل كبير واتجاه إهتماماتنا لمكان آخر، لذا لم يبقَ سوى خيار العودة الى روحيّة الأعياد، مع تجديد الداخل قبل الخارج!
فمن روحية عيد الشعانين، نكتشف أن قيمتنا تكمن في ما نحن عليه وليس في ما نملك، وهذا ما بدا جلياً في دخول المسيح الى أورشليم على جحش ابن اتان.
ولا يكتمل الفرح، الّا بالمشاركة والتفاعل مع الآخر، بدل الأنانية والمنافسة، فيسوع لم يترك فرحه لذاته بل شارك الخلاص مع الإنسان متحملا الالام.
لذا يبدو أن إلتزامنا تجاه ذواتنا ومجتمعنا، الذي يتمثّل بعيش القناعة والمشاركة والحقيقة، قادر ان يحول ألمنا ومعاناتنا الى مساحات خصبة تنضج فينا شخصاً قادرًا أن يمسك زمام حياته مهما قست الظروف، فنبني ذواتنا ووطننا بالطريقة الصحيحة.
ففي هذا اليوم المبارك، لنحمل سعف النخيل وأغصان الزيتون، ونهتف “هوشعنا”، لعلّ خلاص لبنان يكون في القريب العاجل!
مصدر الخبر
للمزيد Facebook