حظوظ تأجيل الانتخابات إلى ارتفاع
كتب مجيد مطر في” نداء الوطن”:
إمكانية تأجيل الانتخابات بدأت ملامحه تنضج، اذ بقدر ما تنتظم التحضيرات على مستوى المرشحين وتشكيل اللوائح، وعلى مستوى وزارة الداخلية، يواكب كل ذلك حديث مستمر عن التشكيك في قدرة الدولة، بظروفها الراهنة، على تطمين الداخل والخارج في ضمان اجراء الاستحقاق الانتخابي في موعده.
التوقعات صعبة في هذا المجال، فلا احد يملك القدرة على الحسم في أي اتجاه سوف تسير الامور، إنما حظوظ التأجيل بدأت بالتشكل، وأقل حدث، يمكن للسلطة أن تتخذ منه ذريعةً تقنع من خلالها الخارج، الذي على ما يبدو بدأ يتقبل فكرة التأجيل، ربطاً بالحرب الروسية على أوكرانيا التي قلبت الأولويات. وفي ظل بناء التحالفات الدولية، يمكن أن يتم التغاضي عن اجراء هذا الاستحقاق في موعده، اذا كان ذلك يؤدي الى تهدئة الأمور في لبنان لصالح التركيز على بناء أوسع تحالف دولي ضد روسيا. هنا تجدر الإشارة الى عدم وضوح الموقف الإيراني حيال روسيا، فهي تمسك العصا من المنتصف، علّها تحقق المكاسب وتعزز من موقعها التفاوضي مع الإدارة الأميركية، التي تبدي من جهتها اقصى درجات الليونة مع الجانب الإيراني. أما من ناحية الداخل اللبناني، فثمة قوى فاعلة لا تمانع في التأجيل، حيث تسجيل التباعد السياسي بين الحلف الواحد يربك الجميع، وهذا ما حصل داخل جبهة «حزب الله» الذي يصر ويدفع باتجاه تفوق التيار العوني على باقي حلفائه، كون هذا التيار يعتبر الحليف النموذجي للحزب، واكثر من نطق بلسانه، مشكلاً الغطاء المسيحي لدوره الخارجي.ومن نافل القول، ان ثمة تمايزات في مواقف القوى من الانتخابات، حيث يعتبر حزب «القوات اللبنانية» من أوائل الاحزاب التي بدأت في التحضير لهذه الانتخابات.ومن الواقعية بمكان القول، إن مصدر شرعية هذه السلطة، التي تجيد الصفقات الفوقية، تكمن في خلق نوع من الفوضى البناءة، واسهل طريق لها هو تأجيل الانتخابات. وهذا سلاح ذو حدين.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook