آخر الأخبارأخبار محلية

هذا ما يُقلق “حزب الله”


يبدو أنّ “حزب الله” ومعه “حركة أمل” أبرز المطمئنين من نتائج الانتخابات النيابيّة، وخصوصاً داخل بيئتهما الشيعيّة، في دوائر الجنوب الثانيّة والثالثة، وفي بعلبك – الهرمل. ونتيجة ذلك، أعلن الامين العام لـ”حزب الله” السيّد حسن نصرالله، أنّ المعركة أصبحت مساعدة حلفائه وتوحيدهم، من أجل ضمان الاكثريّة النيابيّة لكافة أفرقاء الثامن من آذار. وبعد اكتمال تسجيل اللوائح، وبلورة مشهد التحالفات، فاجأ المجتمع المدنيّ “الثنائي الشيعيّ” في “الجنوب الثالثة” بلائحة موحّدة، بعدما كان التعويل على تشرذم هذه القوى في أكثر من لائحتين.
 
في السياق، يُشير مراقبون إلى أنّ “حزب الله” أصبح يُركّز بشكل أساسيّ على نسبة الاقتراع. وهذا العامل الوحيد الذي يُؤثّر عليه في الانتخابات النيابيّة. ولعلّ قول عضو المجلس المركزي في “الحزب” الشيخ نبيل قاووق إنّ “المقاومة ستثبت في الانتخابات أنّ شعبيتها هي الاكثريّة”، خير دليل على تجييش الشارع الشيعي لزيادة نسب الاقتراع، لمنع المعارضين له من خرق لوائحه، وبشكل خاص في مراكز نفوذه. وتبقى الصعوبة في تمكّن المواطنين في الوصول إلى مراكز الاقتراع، وخصوصاً في الجنوب والبقاع. وهذا ما يراه المراقبون تحدّياً لـ”الثنائيّ الشيعيّ”. فالأزمة الاقتصاديّة أثّرت على كافة الاحزاب والقوى التي تخوض المعركة، بعد شحّ الدولار الانتخابيّ، وارتفاع أسعار المحروقات.
 
في الاطار عينه، تتّجه أنظار قوى التغيير إلى الفوز بالمقعد المسيحي الارثوذكسيّ في دائرة مرجعيون – حاصبيا، وخرق لائحة “حزب الله” لاوّل مرّة. ورغم صعوبة هذا الامر، فإنّ العامل الوحيد الذي يخدم المجتمع المدنيّ هو تدنيّ نسبة الاقتراع، أي إنخفاض الحاصل الانتخابيّ. ويُذكّر مراقبون من أنّ أحزاب السلطة في العام 2018، (تيار المستقبل والوطنيّ الحرّ والتّقدميّ الاشتراكيّ) فشلوا في خرق لائحة “الثنائيّ الشيعيّ”.

في المقابل، يبقى لـ”حزب الله” أنّ يزيد من نسب الاقتراع، للمحافظة على عدد نوابه، ونواب حلفائه. وهذا ما ينسحب أيضاً على معركة البقاع الثالثة. فإنّ نجح “الحزب” بزيادة أعداد ناخبيه، والتي كانت قياسيّة في العام 2018، فإنّه سيصيب عصفورين بحجر لعدّة أسباب: أوّلها، “القوات اللبنانيّة” تخوض إنتخابات بعلبك – الهرمل من دون “المستقبل” والاصوات السنيّة التي أعطت لائحتها حاصلين في الانتخابات الماضيّة، ما يُصعّب على النائب أنطوان حبشي تأمين الحاصل. ثانياً، من شأن “حزب الله” مع زيادة نسبة الاقتراع أنّ ينتزع مجدّداً المقعد المارونيّ من “القوات”، ويُعيده إلى “التيّار الوطنيّ الحرّ”. وثالثاً، يكون “الحزب” منع لوائح المجتمع المدنيّ في هذه الدائرة من تحقيق خرقٍ بأي من المقاعد الشيعيّة.
 
ويلفت مراقبون إلى أنّ معركة “حزب الله” مع نسب الاقتراع، ليست فقط بزيادتها. فمن مصلحته في دوائر أخرى أنّ تكون منخفضة، وبشكل خاص في بيروت الثانيّة، وخصوصاً بعد انسحاب الرئيس سعد الحريري من الانتخابات. وتجدر الاشارة إلى أنّ أصوات “المستقبل” المرتفعة كانت تحول دون خرق “الحزب” للمقاعد السنّية في بيروت، باستثناء النائب عدنان طرابلسي في الانتخابات الاخيرة. أمّا التعويل على فشل لائحة الرئيس فؤاد السنيورة في المحافظة على مقاعد “التيّار الازرق” الخمسة، مع تقيّد جمهور “المستقبل” بأغلبيته بقرار رئيسهم، فسيُسهل من مهمّة “الحزب” بالفوز بمقاعد سنّية إضافيّة، وصولا إلى ضمّ المقعد الدرزيّ الخاص بالنائب فيصل الصايغ لصفوفه.
 
وكما في بيروت، الحال مماثلة في دائرتي الشمال الاولى والثانيّة. فمع إنسحاب “المستقبل”، وانخفاض نسب التصويت، من المرجّح أنّ يُعزز “حزب الله” و”الوطنيّ الحرّ” خاصة من حظوظ فوزهما بمقاعد سنّية إلى جانب المسيحيّة في عكار. بالاضافة إلى أنّ لحليفي “الحزب” في طرابلس والضنيّة، النائب فيصل كرامي وجهاد الصمد، فرصاً أكبر لزيادة عدد حواصل لائحتهما، وفوز المرشّح طه ناجي الذي كان قريباً جدّاً عام 2018 لولا تفوّق النائبة ديما جمالي بفارق بسيط جدّاً في الكسر. ما يُعزز من امتداد “الحزب” سنّياً من بيروت إلى البقاع وصولا إلى الشمال.
 
أمّا في كسروان – جبيل، حيث التواجد الخجول شيعيّاً، فيسعى “حزب الله” إلى حصر المقعد ضمن كتلته النيابيّة. والامر لا يزال صعباً بالنسبة إليه، على الرغم من كلّ ما يقال أنّه قريبٌ بالفوز به هذه المرّة. والعائق الابرز أمامه، يتمثل في الصراع الانتخابيّ القويّ بين الاحزاب المسيحيّة في هذه الدائرة، وما ستُرجحه الكسور للفوز بالمقعد الشيعيّ. ولكن، تجدر الاشارة إلى أنّ عدد الناخبين ارتفع من جهة. وكون المعركة حاميّة بين الافرقاء، من المتوقع أنّ يرتفع الحاصل ونسب الاقتراع من جهة ثانيّة. ولهذا السبب، فعلى “الحزب” العمل على زيادة المشاركة الشيعيّة في هذه الدائرة، ورفع حواصل لائحته التي يتشاركها مع “الوطنيّ الحرّ”.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى