آخر الأخبارأخبار محلية

العودة السعوديّة إلى لبنان .. عبر سوريا

أما وقد أبصرت اللوائح الانتخابية النور بعد مد وجز  شهدته لقاءات القوى السياسية والأحزاب على جبهتي السلطة بمحوريها والمعارضة، فإن المعركة على أشدها بين حزب الله وحلفائه من جهة والحزب التقدمي الاشتراكي والقوات من جهة أخرى، علما أن حزب الله لا يبالي بلوائح قوى التغيير في الجنوب والبقاع الشمالي على وجه التحديد، ويبدي مسؤولوه  اطمئنانا لتشرذم صفوف هذه القوى وانقساماتها التي ترد إلى تضارب المصالح والرؤى بعيداً عن البرنامج الموحد، علما أن الأحزاب السياسية كافة تعاني من تراجع في شعبيتها داخل طوائفها، الأمر الذي سينعكس في يوم الانتخاب. إذ ترجح مراكز الدراسات تدنّي تصويت المقترعين عن النسبة التي كانت ثابتة في كل الاستحقاقات الانتخابيّة مع فقدان الذرائع التي تسلحت بها  الاحزاب في الاستحقاقات السابقة لحصد أكبر عدد ممكن من الاصوات فضلا عن الوضع العام الصعب حياتيا ونقدياً ومالياً.

إن المفارقة الأبرز في استحقاق 15 ايار، تكمن في اعتكاف جزء كبير من الجمهور السنّي عن المشاركة في الاقتراع، بعد قرار الرئيس سعد الحريري تعليق العمل السياسي وعدم خوض الانتخابات وقرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي العزوف عن الترشح. كل ذلك خلق تململا في الشارع السنّي خاصة مع فشل القوى السنّية المحسوبة على 14 اذار في ترتيب أوراقها وتشكيل لوائح موحدة. وأبرز ارتفاعا في عدد اللوائح لا سيما في بيروت الثانية وطرابلس  تحت عنوان مواجهة النفوذ الايراني

بحسب الدولية للمعلومات تم “تسجيل العدد الأكبر من اللوائح في دائرة الشمال الثانية وبلغ 11 لائحة ضمت 100 مرشح يليه بيروت الثانية 10 لوائح ثم كل من عكار وزحلة 8 لوائح، أما العدد الأدنى فكان في دائرة الجنوب الثالثة وبلغ 3 لوائح بينما في إنتخابات العام 2018 شهدت بيروت الثانية العدد الأكبر من اللوائح وبلغ 9 لوائح يليه الشمال الثانية وبلغ 8 لوائح بينما شهد الجنوب الثالثة 6 لوائح”. وبالتالي فإن حجم التباينات والخلافات سوف يكون دافعا اساسيا لانكفاء الناخب السنّي عن الاقتراع

وهنا تشير مصادر  محسوبة على تيار المستقبل لـ”لبنان24″ إلى أن  “المقاطعة السنّية لن تكون فاقعة. والمفارقة ان الانتخابات المقبلة سوف تنتج “كتلة الاسلامييين” التي سوف تضم  نوابا من الجماعة الاسلامية والاحباش، فضلا عن ان الرئيس الحريري لن يكون بعيدا عن مجلس نواب 2022 الذي سوف يضم كتلة ستحسب عليه بطريقة أو بأخرى“.

وعليه تقول المصادر نفسها، السنّة لن يخرجوا من المعادلة السياسية في البلد مهما تبدلت لوحة موازين القوى في البرلمان. والانتخابات النيابية التي يظن البعض ان تأجيلها يصب في مصلحة الطائفة السنّية التي تخوض استحقاق ايار  بثقة مزعزعة، حاصلة لا محالة. فعدم اجرائها سيعقبه استقالات لاكثر من كتلة، الامر الذي يطيح برئيس المجلس النيابي نبيه بري، وهذه الفرضية هي التي ضغطت على الثنائي الشيعي من اجل التمسك والتشدد باجراء الانتخابات في موعدها المحدد، باعتبارها استحقاقا مصيريا. فالحزب يجابه لضمان الاغلبية في البرلمان، لكنه يدرك انه لا يستطيع ان يحكم بمفرده مهما تبدلت الارقام في البرلمان.

في خضم المواقف المتضاربة من مشهد ما بعد الانتخابات النيابية المتصل بتأليف الحكومة والانتخابات الرئاسية، تقول المصادر نفسها ، إن عودة السفير السعودي وليد البخاري إلى لبنان قبل نحو شهر من الانتخابات النيابية تحمل دلالات سياسية مرتبطة باعادة الرياض النظر بسياسة اخلاء الساحة اللبنانية لطهران، الامر الذي يفرض اعادة التركيز على الملف اللبناني  مع اعتماد بعض الليونة التي تظهرت شكليا في الايام الماضية من خلال الحديث عن عودة الدبلوماسيين الخليجيين إلى لبنان الذي لم يتبلغ رسميا هذا الامر حتى الساعة. من هنا تقول المصادر نفسها ان عودة السعودية إلى لبنان ستكون عبر سوريا وحدها وهذا لن يتظهر قبل موعد الانتخابات الرئاسية، معتبرة ان اي اتفاق جديد بين  اللبنانيين على غرار اتفاق الطائف سوف يتم بوساطة سورية وسعودية بدعم من دول اوروبية وغربية ، خاصة وان اتصالات اعادة التطبيع بين الطرفين السوري والسعودي على قدم وساق ربطا بكل التطورات الدولية والاقليمية.  وتجدر الاشارة إلى ان التقارب السوري – الاماراتي – السعودي، يقابله علاقات وطيدة بين ايران وقطر التي تعتبر نفسها بيضة القبان بين الغرب والجمهورية الاسلامية التي سوف تخرج منتصرة من مفاوضات فيينا فواشنطن بحاجة إلى الاتفاق معها حول ملفات عدة في المنطقة، بحسب ما يؤكد المسؤولون الايرانيون.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى