رأي.. حين قلبت نيللي كريم المواجع في “فاتن أمل حربي”
حين سمعت للمرة الأولى عن مسلسل نيللي كريم الجديد، تحمست. اعتدت في شهر رمضان أن أختار نجوما محددين لمتابعة أعمالهم التي يقدمونها، ومنهم الجميلة نيللي كريم.. ربما لأنني أحببت سابقا دورها في “سجن النسا”، و “ذات”، وحتى دورها في مسلسل “بـ100 وش”، ولكن ما يعرض هذا العام، مختلف لدرجة كبيرة.
مررت بهذه التجربة على المستوى الشخصي، وفي كل مرة أجد مسلسلا أو فيلما يتحدث عنها، أتحمس لمعرفة أحداثه والمواقف التي يمر بها أبطاله، ولكني أصاب بخيبة أمل كبرى، إذ لا أجد نفسي أو قصتي فيه على الإطلاق: لا الشخصيات تشبهنا، ولا المواقف التي نمر بها هي ذاتها، ولا حتى الأجواء العامة للمسلسل نعهدها.. كلها أجواء تختلف عنا.
لكن.. في اللحظة التي سمعت فيها “سيف”، الذي يؤدي دوره الرائع شريف سلامة، وهو يقول لزوجته “فاتن”: تحجبي، أو لا تختلطي بالرجال في العمل، أحسست أنني سمعت هذه المفردات سابقا، وهي ليست غريبة علي، واكتشفت أن هذا المسلسل ربما يكون بداية القصة التي تعيشها كل سيدة منا.
الطلاق ليس حياة وردية كما صورتها مسلسلات سابقة، وليس احتفالات طوال الوقت، أو سيدة تقرر أن تصعد على قمة جبل لتكتشف أنها أخيرا حرة ويطير شعرها في الهواء… الطلاق ليس ذلك كله. فيه جانب من الحرية التي تحصل عليها السيدة حينما تقرر أن تتخذ قرارها بالعيش بعيدا عن الشخص الذي يظلمها ويحبسها، ولكنه أيضا معاناة لا يجسدها الزوج فقط، وإنما المجتمع كاملا بقوانينه وتشريعاته.
من المبكر جدا أن نتحدث عن القصة، والشخصيات والحبكة وغيرها، ولكن أنا سعيدة جدا أن أرى أخيرا في رمضان مسلسلا بشخصيات تشبهنا وتعيش ما نعيشه. سعيدة أيضا أن أرى شخصيات في منازل متواضعة، بالكاد قادرة على أن تؤمن قوتها يومها، سعيدة أن تشبه 90 في المائة من سكان العالم العربي، وليس النسبة القليلة المتبقية.
قد نتساءل فيما يتعلق بمسلسلات رمضان: وهل سينجو المسلسل من الوقوع في فخ الملل والتكرار لمدة 30 حلقة؟ لا تندهشوا، ولكن حياة المطلقة خصوصا من لديها بنات أو أولاد، مليئة بالمغامرات والمواقف الغريبة، المحزن بعضها والمضحك بعضها الآخر. فلو كان الكاتب متجددا في القصص والمواقف، قد يكون قادرا على تقديم مسلسل يفوق الحلقات الثلاثين.
أعتقد أن هذا المسلسل سيكون العودة القوية لنيللي كريم، والظهور المتميز لشريف سلامة، والأهم من ذلك كله، إعادة الثقة بالقصة الاجتماعية على التلفزيون التي اشتقنا لها وسط هذا الكم الهائل من مسلسلات العصابات والإثارة والجريمة التي لا أدري من أي أتت وإلى متى ستستمر.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook