آخر الأخبارأخبار محلية

1061 ناخبا شيعيا في البترون و 90 في زغرتا… فهل يَعدُل “حزب الله”؟


أمام مشهدية الانتخابات النيابية التي لم تكتمل معالمها حتى اللحظة على الرغم من تسارع الأوقات ومن اقتراب المهل، تبدو التحالفات بشكل عام غير مكتملة لا بل تظهر مهتزة بفعل قانون أدخل ما يعرف بالصوت التفضيلي على اللوائح الواحدة ما جعل المنافسة تنتقل في كثير من الأحيان من جبهة الخصم السياسي الى جبهة الحليف والشريك.

وفي عالم تحالفات الانتخابات النيابية، ووفقا لقواعد اللعبة التي يحددها القانون الحالي يمكن ان تظهر الى العلن تحالفات غير منطقية وغير متوقعة الا في عالم الارقام واحتساب الحواصل والاصوات التفضيلية، فعلى سبيل المثال من يمكنه ان يحدد القواسم المشتركة بين “التيار الوطني الحرّ” وبين “الحزب القومي السوري الاجتماعي”؟ أو من يمكنه ان يتخيّل النظرة المشتركة للبنان التي تجمع “القوات اللبنانية: بـ”خالد الضاهر”؟

وفي مقابل بعض التحالفات غير المنطقية، تظهر تحالفات سياسية واضحة المعالم تؤكد على الخطاب والتموضع السياسيين لبعض الأحزاب والتيارات والمجموعات اللبنانية كالحلف مثلا بين “الكتائب اللبنانية ومجد بطرس حرب وميشال معوض، الذين وفي مختلف مراحل عملهم السياسي تبنوا المبادىء التي نادت بها ثورة الرابع عشر من أذار.
وبالاضافة الى هذين النمطين من التحالفات، تظهر تحالفات “حزب الله” التي ومن دون اي شك تأخذ الطابع السياسي أولا دون ان تحيد عن التموضع الاقليمي والعالمي في آن معا.
وبعيدا عن الحلف الذي يجمع “حزب الله” بـ “حركة أمل” والذي أنتج ما يسمى بالثنائية الشيعية وبعيدا ايضا عن حلفاء الحزب من اهل السنة الذين قد تزداد حظوظهم في استحقاق أيار الدستوري.
تبدو تحالفات الحزب في الشارع المسيحي هي الوحيدة التي تشكل علامة استفهام ومحطة يمكن التوقف عندها.
فهذا الشارع يضم 3 قوى أساسية تدور في فلك الحزب ويدور هو في فلكها، فـ”القومي السوري” و”المردة” و”التيار الوطني الحرّ” يشكلون عصبا أساسيا في قوى الثامن من أذار التي يتموضع ويتحرك وفقا لمبادئها “حزب الله”.

وعلى صعيد الحزب القومي السوري الاجتماعي تبدو خيارات الحزب صريحة ومنتهية أما على صعيد “التيار” و”المردة” فلا بد من التساؤل حول دور الحزب في تعزيز أرقام أحدهما على حساب الآخر انطلاقا من تحالفات تمتد في أكثرية الدوائر الانتخابية.
فـ”حزب الله” يدخل في تحالف متين مع “التيار” في مختلف الدوائر المشتركة ويقدم أصواته دون اي تردد له، لتبقى المعضلة الأساسية في دائرة الشمال الثالثة حيث الحضور الفعلي لـ”ألمردة” وفي منطقة كسروان، اي منطقة تواجد النائب فريد هيكل الخازن، الذي قد يبدو غريبا عدم توجيه نسبة من الاصوات الشيعية لتصب في مصلحته وذلك نظرا للدور التوافقي الذي حاول ان يلعبه ما بين البطريركية المارونية من جهة والحزب من جهة اخرى ونظرا للمواقف المعتدلة والمتقدمة التي صدرت عنه في ما خص “حزب الله” ووجوده.
أما في الانتقال الى دائرة الشمال الثالثة، وبنظرة سريعة الى انتخابات 2018، يظهر الصوت الشيعي موافقا لتطلعات “التيار الوطني الحرّ”، وفي ذلك انسجام مع رغبة الحزب الرئاسية.
ومن المرجح ان تتكرر تجربة 2018 في انتخابات2022، فالصوت الشيعي في “الشمال الثالثة” موزع وفقا للاتي:
في الكورة ١١٨٤ ناخبا اقترع منهم ٥٨٠ فردا وفي في البترون ١٠٦١ ناخبا اقترع منهم ٥٢٠ شخصا، أما في زغرتا فيقتصر الحضور الشيعي على 90 ناخبا لا غير.
من هنا ان أي حديث عن رغبة في تجيير الصوت الشيعي في زغرتا الى “المردة” وفي البترون الى “التيار” وتقسيمه في منطقة الكورة بين الاثنين يمكن وضعه في اطار عدم التوازن في التعاطي مع الحليفين.
لذلك، تتوجه الانظار الى خيارات الحزب في الشمال الثالثة باعتبارها مؤشرا يبنى عليه لخياراته المتوقعة في الاستحقاق الرئاسي.
وتبدو حاجة الحزب للحليف المسيحي القوي عدديا ظاهرة وأكيدة وهذا ما تبيّن من خلال سكوت الحزب أو امتناعه عن التعليق على الحملات الشرسة التي خاضها ضده رئيس “التيار الوطني الحرّ” جبران باسيل والذي عاد في وقت لاحق لترتيب العلاقة مع الحزب انطلاقا من المصلحة المشتركة بينهما.
كما تبدو أيضا حاجة الحزب لشريك ميثاقي مؤمن ايمانا مطلقا بالخط السياسي الذي ينتهجه صريحة وواضحة، من هنا لا يترك الحزب اي مناسبة الا ويعبّر فيها عن تقديره واحترامه لرئيس” تيار المرده” سليمان فرنجية الذي كان من الممكن ان يكون رئيسا للجمهورية لو أراد دخول لعبة الأرقام الصرف بحسب تعبير الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى