مطلب حزب الله: الغالبية الميثاقية لا العددية

ما يُفترض ان ينبثق من انتخابات 2022 يكاد لا سابق له. ليست الاكثرية العددية ما يبحث عنه حزب الله، وهي واقعة حتماً بامساكه بالنصف +1 على الاقل. اختبر في برلماني 2005 و2009 عدم جدوى امتلاك خصومه الاكثرية المطلقة، فعطّلها لهم، مثلما عطلوا له يوم قبض على الغالبية نفسها في النصف الثاني من ولاية برلمان 2009، فلم يسعه فرض ارادته تحت وطأة التسعير السنّي – الشيعي. امتلك كذلك في المجلس الحالي الغالبية المطلقة، دونما ان يحتاج الى التلويح بعصاها او الاستفادة من جدواها. بل مغزى ما يتوخى ان يخرج به من استحقاق 15 ايار هو طراز غير مألوف او مجرَّب قبلاً من الغالبيات التي تكون دستورية او سياسية.
لاصح انه يطلب الآن، في ضوء اتساع مروحة تحالفاته في الدوائر الانتخابية كلها، الحصول على الغالبية الميثاقية التي تحيله مرجعية تشبه الى حد كبير – ان لم تتطابق مع – الدور السوري بين عامي 1990 و2005. في ظروف مثالية لانتخابات لا يسع اي طرف لبناني ان يربح بمفرده او ان يربح الربح الكامل فيها سواه، يصبح حزب الله الوحيد المستعد لخوضها في كل الدوائر، وان يكون له حلفاء فيها كلها، ويخرج منها بكتل كبرت او صغرت ستدور حتماً في فلك كتلته النيابية.هو المغزى الآخر المقصود لما يرومه حزب الله بالفعل من هذه الانتخابات بعد الغالبية الميثاقية: الشرعية السياسية غير المرتبطة بفائض قوته، بل بانتخابات يخوضها الضعفاء تحت اعين المجتمع الدولي.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook