آخر الأخبارأخبار محلية

المقعد الماروني في طرابلس…أكثر المقاعد تمثيلا

يشكل المقعد الماروني في طرابلس محطة لتسليط الضوء على الدور والحضور المسيحيين بعيدا عن لعبة الأرقام التي عادت للظهور في الشارع المسيحي بعد العام 2005.
فإذا عدنا إلى صلب المسيحية والى كلام بانيها ونافخ روحها نجد الكلام عن الخميرة التي، بحجمها الضئيل وعددها القليل، قادرة أن تخلق الفرق وان تنتج تغييرا واضحا ومعبّرا.

وفي حالة طرابلس كما حالة الشرق بشكل عام، لا بد من التنبه كثيرا قبل الحديث عن الوجود المسيحي ببعده العددي أو قبل الحديث عن اكثريات من هنا وأقليات من هناك، فلو كان الحضور المسيحي الفعلي مرتبطا بالارقام لمثّلت أوروبا ومعها العالم شهادة حية عن نوعية هذا الحضور الذي بات يفتقد الكثير من جوهره وأصالته.
وبالعودة إلى عاصمة الشمال، لا بد من الإشارة إلى أن المقعد الماروني فيها حاول “الثنائي الماروني” اي “التيار الوطني الحر” و”القوات اللبنانية” عند اتفاقهما في العام 2018، العمل على الغائه وتحويله إلى البترون تحت حجة ان الناخبين الموارنة في المدينة اصبح عددهم 4300، في حين ان المقترعين منهم لا يتخطون الـ 1200، وذلك من ضمن الخطة التي اتفقا عليها وأرادا تطبيقها في المؤسسات العامة وفي كل مفاصل العمل العام ومفادها أن الحضور المسيحي يقتصر عليهما دون أي أحد آخر.

ولا بد من الإشارة ايضا إلى أن المقعد الماروني في طرابلس يحمل بعدا مارونيا يكاد لا ينازعه عليه أي مقعد ماروني آخر، إذ أن مفهوم المارونية في طرابلس يمتد أبعد من حدود المدينة الجغرافية ليطال شكا وقرى الكورة ومعهما بلدات قضاء زغرتا وصولا إلى عكار، فهذه المناطق ترتبط راعويا بأبرشية طرابلس المارونية التي تمتد من صلب الفيحاء لتطال عمق الجبال المذكورة.
وهذا ما بدا واضحا من خلال عدم اقدام المجمع الأخير للمطارنة الموارنة على تقسيم الأبرشية أو رسم أطر جغرافية جديدة لها.
في هذا الاطار، وعلى الرغم من أهمية الموقع بالنسبة لموارنة أبرشية طرابلس، إلا أن الأخيرة تحافظ على مسافتها الوطنية وعلى عدم دخولها في التفاصيل، فهي عبر العظات المتتالية لرئيس اساقفتها المطران يوسف سويف، غالبا ما تشدد على القيم الوطنية الجامعة وعلى اهمية العيش معا بكرامة وانصهار دون المساس بهوية لبنان التعددية والديمقراطية التي تشكل نموذجا رائدا للعالم بأسره.

كما أن الأبرشية غالبا ما تؤكد أن العامل بالشأن العام يجب أن يتمتع بالصدقية والعمل على تأمين الخير العام والحفاظ على مقدرات البلاد والعباد عكس النهج القائم اليوم عند شريحة واسعة من أهل السياسة.
وللحقيقة يمكن القول إن النائب الراحل جان عبيد كان خير من انتخبه أبناء دائرة الشمال الثانية ليمثلهم في هذا الموقع وذلك نظرا للثقل الفكري والبعد الوطني والصلابة المارونية التي تمتع بها الرجل.
من هنا لا بد لمختلف الأطراف أن تفكر جديا بمن قد يستطيع أن يتابع مسيرة عبيد الذي قد لا تجد من لا يقدره ويعبر عن احترامه له في الجمهورية اللبنانية.
ففي العام 2018، خاض عبيد المعركة إلى جانب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فحصد على 1136 صوتا بعدما قرر النائب فيصل كرامة ترك المقعد الماروني على لائحته شاغرا، وفي ذلك اشارة الى قدرة عبيد على جمع اهل المدينة حول فكره وشخصه،في حين ان جورج بكاسيني (مرشح تيار المستقبل) كان اول الخاسرين على الرغم من نيله 903 أصوات ليليه طوني ماروني(675 صوتا) ومن ثم أنطوان خليفة (129 صوتا) فموسى خوري (106 أصوات) وصولا الى حليم زعني ( 43 صوتا).
أما اليوم ومع تعليق تيار المستقبل عمله السياسي ومع اعلان الرئيس ميقاتي عزوفه عن خوض المعترك الانتخابي لهذه الدورة، يبدو لافتا الرقم الكبير الذي وصلت إليه اعداد المرشحين عن المقعد الماروني في طرابلس إذ بلغ 18 مرشحا يبرز منهم كل من سليمان جان عبيد، وجو بو ناصيف ( التيار الوطني الحرّ) و ايلي خوري (القوات لبنانية) و جيمي كرم (القوى التغييرية) وكميل موراني (الكتلة وطنية).
وبطبيعة الاحوال ستظهر اللوائح الى العلن في الأيام القليلة المقبلة لتبقى معركة المقعد الماروني في طرابلس رهينة النفس الطرابلسي الذي ستحدده صناديق الخامس عشر من أيار.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى