آخر الأخبارأخبار دولية

هل تتسع أعراض فيروس كورونا إلى حد إبعاد بيكريس عن سباق الانتخابات الرئاسية؟


نشرت في: 25/03/2022 – 17:47آخر تحديث: 25/03/2022 – 17:49

أعلنت مرشحة حزب “الجمهوريون” اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية فاليري بيكريس، الخميس، أنها ستضطر لمواصلة حملتها عن بعد بسبب إصابتها بفيروس كورونا، وذلك قبل نحو أسبوعين عن موعد الدورة الأولى المقررة في 10 أبريل/نيسان. وترشح آخر استطلاعات الرأي بيكريس للحصول على نسبة 10 بالمئة من الأصوات، ما قد يخرجها مبكرا من السباق إلى قصر الإليزيه.

باتت مرشحة حزب “الجمهوريون” اليميني للانتخابات الرئاسية الفرنسية فاليري بيكريس في موقع حرج بعد إعلانها الخميس عن إصابتها بفيروس كورونا، ما سيدعوها إلى  مواصلة حملتها عن بعد قبل نحو 15 يوما من موعد الدورة الأولى من الاستحقاق المقرر إجراؤها في 10 أبريل/نيسان.  

وكتبت  المرشحة اليمينية البالغة من العمر 54 عاما في تغريدة على  موقع تويتر : “لقد أصبت بكوفيد، وبالتالي سأواصل حملتي عن بعد مع مراعاة الإجراءات الصحية”، مضيفة: “كل التجمعات المقررة ستجري في وقتها بفضل تعبئة” فريقها.

تغريدة فاليري بيكرسي معلنة إصابتها بفيروس كورونا


حضور عبر الفيديو في تجمع بوردو وغياب عن مرسيليا 

وكان من المقرر أن تشارك بيكريس مساء الجمعة في تجمع انتخابي بمدينة بوردو (جنوب غرب) لكنها ستلقي خطابا من خلال تقنية الفيديو عن بعد. أما التجمع الذي كان مقررا السبت بمدينة مرسيليا (جنوب) ثاني كبرى مدن فرنسا، فقد تم إلغاؤه، ما أثار استياء مناصريها وعزز شكوك مناضلي اليمين الجمهوري في قدرة مرشحتهم على تخطي الدورة الأولى. 

وشاركت بيكريس الأربعاء في برنامج تلفزيوني حضرته ماريون ماريشال، حفيدة زعيم اليمين المتطرف السابق جان ماري لوبان، وهي من أنصار إيريك زمور، فضلا عن مرشح الحزب الشيوعي فابيان روسيل وأدريان كاتينانس ممثل مرشح أٌقصى اليسار جان-لوك ميلنشون.

وقدمت بيكريس الخميس مشروع تعديل الدستور الفرنسي لأجل ما سمته “إعادة النظام” الجمهوري بضواحي البلاد. وقالت إنها ستدعو الفرنسيين في حال انتخابها رئيسة للجمهورية إلى استفتاء دستوري حول الأمن والهجرة والعلمانية. واقترحت ترسيخ “ميثاق لحماية النظام الجمهوري” في الدستور. 

أول امرأة يرشحها اليمين لانتخابات الرئاسة 

وفشلت مرشحة “الجمهوريون” في حشد أصوات اليمين بشكل عام كما أنها عجزت عن جمع شمل عائلتها اليمينية خلافا لما وعدت به في مطلع ديسمبر/كانون الأول عندما فجرت المفاجأة وفازت بترشيح الحزب، متقدمة على إيريك سيوتي النائب عن منطقة ألب ماريتيم (منطقة كوت دازور، جنوب شرق فرنسا) والمعروف بمواقفه المتشددة بخصوص الهجرة والمسلمين.  

للمزيد: هجرة… علاقات تاريخية… مصالح مشتركة… الانتخابات الرئاسية الفرنسية بعيون مغاربية

فكانت يومها أول امرأة تفوز بترشيح اليمين لانتخابات الرئاسة، حاملة على عاتقها مهمة ومسؤولية الترشح للدورة الثانية لأجل طي صفحة 2017 عندما خسر هذا التيار المعركة منذ الدورة الأولى إثر فضيحة فساد هزت معسكر مرشحها آنذاك فرانسوا فيون، الذي شغل منصب رئيس الوزراء من 2007 حتى 2012 خلال عهد الرئيس السابق نيكولا ساركوزي 

لكن رياح الحملة والسياسة لم تجر بما اشتهت سفينة بيكريس واليمين الجمهوري، ما دفع بعض القادة اليمينيين، مثل رئيس الوزراء الأسبق جان-بيار رافران أو وزير الاقتصاد إيريك فورث، إلى دعم الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون المترشح لولاية ثانية. من جانبه، عرض النائب في حزب “الجمهوريون” غيوم لاريفي في مقابلة مع مجلة “لوبوان” (اليمينية) على زملائه تشكيل “غالبية جديدة” -بمعنى تحالف- مع إيمانويل ماكرون في حال تعذر وصول بيكريس لقصر الإليزيه.

أين أنت يا ساركوزي؟ 

أما ساركوزي، آخر زعيم لتيار اليمين الجمهوري، فلم يعلن بعد عن دعمه لمرشحة معسكره التقليدي. وهو من جانب آخر لم يخف أبدا قربه من إيمانويل ماكرون. وكانت بيكريس قد  دعمت ترشيح فرانسوا فيون خلال حملة الانتخابات التمهيدية لليمين في 2017 على حساب منافسه ساركوزي، فهل تدفع الآن ثمن هذا القرار الخاطئ؟     

للمزيد- ما ملامح الانتخابات الرئاسية الفرنسية منذ 1965؟

حسب آخر استطلاعات الرأي، تراجعت بيكريس وهي المستشارة السابقة للرئيس جاك شيراك (2007-1995) والوزيرة السابقة التي ترأس حاليا منطقة إيل دو فرانس (باريس وضواحيها) منذ 2015، في نوايا التصويت بالدورة الأولى إلى المركز الخامس بنسبة تتراوح بين 10 و12 في المئة، بعيدا عن ماكرون بأكثر من ثلاثين في المئة ولوبان (18 في المئة) ثم ميلنشون وزمور.  

وكانت نسبتها في مطلع يناير تحاذي 17 في المئة، بالتساوي مع مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، لكن سلسلة من الأحداث والمواقف الانتخابية عكرت صحوتها وجعلت بيكريس تتخلف عن لوبان أبرز منافسة لها في السباق الدائر بينهما نحو مواجهة ماكرون في الدورة الثانية.

 “الاستبدال الكبير”… خطأ سياسي “كبير”  

عجزت بيكريس خلال تجمعاتها الانتخابية عن إثارة حماس الجماهير اليمينية. ففي 13 فبراير/شباط، ظهرت أمام الآلاف من أنصارها في أول مهرجان كبير لها في باريس في ثوب شخصية نحيلة تفتقد للتجربة في إدارة الملفات الكبرى، وتفتقد أيضا لأي أسلوب يميزها عن غيرها ولأي هيبة أو منزلة سياسية تؤهلها لأن تصبح رئيسة للجمهورية الفرنسية.  

وارتكبت يومها ما اعتبرته شريحة واسعة من قاعدتها الانتخابية خطأ سياسيا عندما أكدت أنه “لا يوجد استبدال كبير” في فرنسا، في إشارة إلى نظرية يرددها اليمين المتطرف وتروج لفكرة أن المهاجرين سيعوضون الفرنسيين الأصليين. فقالت: “أنا أدافع عن الهوية الفرنسية الحقيقية”.  

ودفعت تلك الكلمات قسما معتبرا من مناضلي اليمين الجمهوري لمعسكر ماكرون وقسما ضئيلا نحو إيريك زمور الذي يشير في كل تصريحاته إلى “خطر” الهجرة والمسلمين على مستقبل فرنسا.

فهل يمكن أن تقلب هذا المرأة التي تصف نفسها بأنها “ثلثي (أنغيلا) ميركل وثلث (مارغريت) تاتشر” تخلفها في الأيام والأسابيع المقبلة وتخلق المفاجأة عبر العبور للدورة الثانية من الاقتراع الرئاسي المقررة في 24 أبريل/نيسان، أم أنها ستغادر السباق من دورته الأولى في العاشر من الشهر ذاته؟ وهل ستكتفي برئاسة المنطقة الباريسية في حال تأكد فشلها في الانتخابات أم أنها ستقبل يد ماكرون إذ عرض عليها منصب رئيسة الحكومة المقبلة؟

علاوة مزياني    

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى