آخر الأخبارأخبار دولية

ما هي أبرز الهجمات بالأسلحة الكيميائية التي وقعت خلال النزاع في سوريا وما الدور الذي لعبته روسيا الداعمة للأسد؟


تتوسع المخاوف من استعمال موسكو أسلحة “بيولوجية وكيميائية” في حربها ضد أوكرانيا، إذ تؤكد واشنطن نية موسكو القيام بذلك. وتناقض الأمم المتحدة اتهام روسيا من جهتها كييف بامتلاك هذه الأسلحة. تذكرنا هذه الحالة بالهجمات الكيميائية التي حصلت خلال النزاع السوري. فماهي أبرزها؟  وما الدور الذي لعبته موسكو التي ساهم تدخلها العسكري إلى جانب قوات النظام في قلب ميزان القوى على الأرض لصالح الرئيس بشار الأسد؟

تكثفت في الفترة الأخيرة الاتهامات الأمريكية لروسيا بوجود نية لديها باستخدام “أسلحة بيولوجية وكيميائية” في حربها على أوكرانيا التي تتهمها موسكو من جانبها بامتلاك هذه الأسلحة وهو أمر الذي ناقضته الأمم المتحدة. لكن تبادل الاتهامات هذا يثير خشية من استعمال فعلي لهذه الأسلحة السامة والمحظورة في الحرب المتواصلة منذ أكثر من شهر.

وقد حذّر الرئيس الأمريكي جو بايدن الأربعاء من أن احتمال شن روسيا هجوما كيميائيا على أوكرانيا هو “تهديد حقيقي”، بينما أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أن الناتو سيوفر مزيدا من الدعم لكييف من أجل التصدي للتهديد النووي والكيميائي.

للمزيد – زيارة الرئيس السوري للإمارات: “من المؤكد أن الأسد تلقى الضوء الأخضر الإيراني والروسي لزيارة أبوظبي”

وتعيد الأوضاع الحالية إلى واقعنا شبح الهجمات بالأسلحة الكيميائية التي وقعت في سوريا منذ العام 2011، تاريخ بدء النزاع بين النظام السوري المدعوم من روسيا من جهة وفصائل المعارضة من جهة أخرى. فما هي أبرزها؟ وما الدور الذي لعبته موسكو التي ساهم تدخلها العسكري إلى جانب قوات النظام في قلب ميزان القوى على الأرض لصالح الرئيس بشار الأسد؟

غاز السارين

في 23 تموز/يوليو 2012، أقر النظام السوري للمرة الأولى بامتلاك أسلحة كيميائية، وهدد باستخدامها في حال حصول تدخل غربي، ولكن ليس ضد شعبه.

وبينما كانت مخاوف الغربيين تتصاعد من اللجوء إليها، انتقد وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف في 4 كانون الأول/ديسمبر ما وصفه بـ”شائعات وتسريبات”، داعيا إلى “عدم المبالغة” في نقلها.

في 21 آب/أغسطس 2013، اتهمت الفصائل المعارضة النظام السوري بشن هجوم على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام قرب دمشق استخدم فيه غاز السارين، الأمر الذي نفته دمشق.

في نهاية الشهر ذاته، أعربت واشنطن عن “قناعة قوية” بأن النظام مسؤول عن الهجوم الذي أوقع 1429 قتيلا بينهم 426 طفلا، وفق أرقامها.

في 16 أيلول/سبتمبر، نشرت الأمم المتحدة تقريرا لخبرائها الذين حققوا في الهجوم، تضمّن “أدلة واضحة” على استخدام غاز السارين.

ونشطت روسيا في حينه بالتوسط مع دمشق إلى حين توقيع اتفاق بين روسيا والولايات المتحدة التي كانت قد هددت بتنفيذ ضربات على دمشق لـ”معاقبتها” على استخدام الأسلحة الكيميائية. وتم التوصل إلى الاتفاق قبل يومين من صدور تقرير الأمم المتحدة، ونص على تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بحلول منتصف عام 2014، ما أبعدت خطر الضربات الأمريكية.

روسيا تشكك في تقرير أممي

في نهاية آب/أغسطس 2016، اتهمت لجنة تحقيق تابعة للأمم ولمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مروحيات سورية باستخدام غاز الكلور في هجوم على بلدتي تلمنس في نيسان/أبريل 2014 وسرمين في آذار/مارس 2015 في محافظة إدلب (شمال غرب).

وشككت روسيا فورا بنتائج التقرير ووصفته بـ”غير المقنع”. وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إن المحققين وجدوا “سلاح الجريمة (..) لكن ليست هناك بصمات على السلاح”.

واتهمت لجنة التحقيق كذلك تنظيم “الدولة الإسلامية” باستخدام غاز الخردل في مارع في محافظة حلب (شمال) في آب/أغسطس 2015.

في تشرين الأول/أكتوبر 2016، أكدت لجنة التحقيق نفسها أن الجيش السوري شن هجوما بالسلاح الكيميائي مستخدما مادة الكلور في بلدة قميناس في إدلب في آذار/مارس 2015.

اللطامنة

في آذار/مارس 2017، استخدم غاز السارين والكلور في هجومين استهدفا بلدة اللطامنة (شمال). واتهمت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في نيسان/أبريل 2020 النظام السوري بشنهما.

وجاء ذلك بعد نحو عامين من تصويت غالبية الدول الأعضاء في المنظمة لصالح تعزيز سلطاتها ومنحها تفويضا بتحديد الجهات المنفذة للهجمات لا الاكتفاء فحسب بتوثيق استخدام أسلحة كيميائية، في خطوة قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف في 24 حزيران/يونيو 2018 إن بلاده “لا تعترف” بها.

خان شيخون

في 4 نيسان/أبريل 2017، استهدفت غارة جوية ألقيت خلالها ذخيرة تحتوي على غازات سامة، مدينة خان شيخون في إدلب، موقعة 83 قتيلا بينهم 28 طفلا وفق الأمم المتحدة، فيما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان 87 قتيلا على الأقل بينهم 30 طفلا.

ردا على الهجوم، وجهت واشنطن ضربات صاروخية ليل 6-7 نيسان/أبريل، استهدفت قاعدة الشعيرات الجوية في وسط سوريا.

وأكد خبراء اللجنة المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدام غاز السارين في الهجوم وأعلنوا أن النظام السوري مسؤول بالفعل عنه، الأمر الذي نفته دمشق وحليفتها موسكو.

الغوطة الشرقية

في 22 كانون الثاني/يناير 2018، أفاد المرصد السوري عن قصف صاروخي نفذته قوات النظام على القسم الغربي من مدينة دوما قرب دمشق “تسبب بإصابة 21 مدنيا بحالات اختناق”، ما يوحي باستعمال غازات سامة.

في 25 شباط/فبراير، أفيد عن تسجيل حالات اختناق لدى 14 شخصا، بينهم طفل قضى لاحقا، عقب قصف للنظام. وأشار طبيب إلى “شكوك” باستخدام “غاز الكلور”.

في 7 آذار/مارس، أشار المرصد السوري إلى أن 60 شخصا على الأقل واجهوا صعوبات في التنفس في بلدتي سقبا وحمورية.

في 7 نيسان/أبريل، اتهمت منظمة “الخوذ البيضاء” (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في حينه) والجمعية الطبية الأمريكية السورية قوات النظام بقصف مدينة دوما في الغوطة الشرقية قرب دمشق “بغازات سامة”، وهو ما نفته دمشق وموسكو. وأحصى المرصد السوري مقتل أربعين شخصا على الأقل.

بعد أسبوع، شنت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضربات انتقامية استهدفت مواقع عسكرية سورية.

وبعد أكثر من عام، خلص تقرير لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية إلى استخدام غاز الكلور في الهجوم المذكور على دوما. ورفضت روسيا التقرير، معتبرة أن ما حدث “مفبرك” من منظمة “الخوذ البيضاء”.

شمال غرب سوريا

في 4 شباط/فبراير 2018، سجلت 11 حالة اختناق في مدينة سراقب في إدلب، إثر قصف للنظام. وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية في أيار/مايو من العام ذاته أن غاز الكلور استخدم “على الأرجح” في الهجوم.

في نيسان/أبريل 2021، أعلنت المنظمة أن “وحدات من القوات الجوية العربية السورية استخدمت أسلحة كيميائية في الهجوم على سراقب”.

“سياسة الإنكار”

اتهمت موسكو مرارا الفصائل المقاتلة والجهادية بالإعداد “لاستفزازات وشيكة” بأسلحة كيميائية.

في تشرين الثاني/نوفمبر 2018، قالت إن “مجموعات إرهابية” استخدمت غاز الكلور في قصف على مدينة حلب (شمال)، لكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أعلنت في تشرين الأول/أكتوبر 2020 أنها لم تتمكن من إثبات ذلك.

ويقول الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة سامويل راماني لوكالة الأنباء الفرنسية إن أداء روسيا خلال سنوات النزاع السوري يتلخص “بالثبات في الموقف بشأن استخدام سوريا للأسلحة الكيميائية” مع الحفاظ على “سردية سياسة الإنكار وتحويل اللوم باتجاه المعارضة السورية”.

مع مرور الوقت، بات توجه موسكو لاستخدام “هذا التكتيك أكثر صرامة”، وفق راماني، تزامنا مع تشكيلها “درع حماية للحكومة السورية من العقوبات على مستوى الأمم المتحدة جراء استخدامها الأسلحة الكيميائية”.

ويندد الغرب اليوم بالاستراتيجية الروسية القديمة الجديدة في أوكرانيا.

وقال مساعد السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن ريتشارد ميلز إن “سيل الأكاذيب التي ضختها روسيا أخيرا في محاولة لتبرير الحرب المتعمدة وغير المبررة ضد أوكرانيا يجب أن يوضح، بصورة نهائية، أنه لا يمكن أيضا الوثوق بروسيا عندما تتحدث عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا”.

 

فرانس24/ أ ف ب


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى