الوكالة الوطنية للإعلام – “الرعاية الصحية الأولية حق للجميع” عنوان المؤتمر العلمي ال 9 في “مجمع الرحمة الطبي” بطرابلس ممثل الابيض: نأمل تحسن الوضع الاستشفائي بعد اقرار الموازنة
وطنية – طرابلس – رعى وزير الصحة العامة الدكتور فراس الأبيض ممثلا بمدير العناية الطبية الدكتور جوزيف الحلو، فعاليات المؤتمر العلمي التاسع الذي انعقد في “مجمع الرحمة الطبي” تحت عنوان “الرعاية الصحية الأولية حق للجميع”، وافتتاح مركز الرعاية الصحية الأولية في المجمع، في حضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد إمام، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، مدير عام مركز الرحمة عزت حسين آغا، نقيب المستشفيات الخاصة سليمان هارون، المدير التنفيذي ل”مبرة منابع الخير” الدكتور أحمد عبد الرحمن الشيحة، عضو اللجنة التنفيذية لاتحاد المستشفيات العربية والمدير التنفيذي ل”مدينة الفاروق الطبية” الدكتور علي الحاج، مدير كلية الصحة العامة الدكتور فؤاد زيادة، نقيب المعالجين الفيزيائيين في لبنانايلي قويق، مسؤول الصندوق الدولي للتأهيل في لبنان الشمالي أحمد حمود، ومهتمين.
استهل المؤتمر بالنشيد الوطني وكلمة ترحيب من الدكتور رياض عبيد وعرض مصور عن نشأة المركز والخدمات التي يقدمها.
حسين آغا
ثم ألقى حسين آغا كلمة تناول فيها أهداف المؤتمر الذي يتمحور حول الصحة بجوانبها البدنية والنفسية والاجتماعية وحول احتياجات وأولويات الأفراد والأسرة والمجتمعات، وقال: “تأسست الرحمة منذ 41 عاما لتقديم الخدمات الدامجة والشاملة لكافة أفراد المجتمع إتماما لرسالتها الانسانية في التخفيف من معاناة الأفراد والمجتمعات الأشد فقرا و تنفيذا لرؤيتها في تقديم الخدمة بأعلى درجات الجودة والاحترام. وأهداف الرحمة هو تحقيق التنمية المستدامة ومساندة ومناصرة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من دون اي تمييز سواء كان ديني أوعرقي”.
اضاف: “اربعون عاما مضت ورغم كل الصعوبات والتحديات على كافة الصعد، ما زلنا مصممين على توفير افضل الخدمات في المجال الطبي، التأهلي والإجتماعي في طرابلس وشمال لبنان في خضم واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم و جائحة كورونا بالإضافة إلى الانفجار الكبير الذي دمر بيروت، يواجه بلدنا أزمات متداخلة، فاقمت معاناة الناس ودفعت بالآلاف إلى خط الفقر. كل هذا بلاضافة إلى الازمة السورية التي طال امدها، حيث يستضيف هذا البلد الصغير أكبر عدد من اللاجئين في العالم.بالنسبة لعدد مواطنيه”.
وتابع: “استجابة لهذه الازمات تنفذ الرحمة العديد من المشاريع الانسانية حيث تقدم حاليا عبر مركز ذوي الاحتياجات الخاصة الرعاية والحماية والتأهيل ل 326 طفل من الذين يعانون الإعاقة الشديدة والمتوسطة من خلال مشروع مشترك مع وزارة الشؤون الاجتماعية وآخر ل120 طفل مع الصندوق الانساني للبنان الممول من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية والذي نقوم من خلاله أيضا بتقديم الدعم النفسي للعائلة لخلق بيئة دامجة وداعمة للطفل. أضف إليها نشاطات خارجية مع المدارس الرسمية والخاصة للتوعية حول أهمية المساواة والعدالة المجتمعية”.
واردف: “كذلك تقوم الرحمة من خلال مشروع مشترك مع الصندوق الدولي للتأهيل بتقديم خدمات التأهيل في المجتمع للأشخاص ذوي الإعاقة من النازحين من سوريا وفي المجتمعات المضيفة في لبنان حيث يستفيد من هذا البرنامج سنويا حوالي 1200 مستفيد بشكل مباشر عبر تقديم الأطراف الإصطناعية والمعينات الحركية لوازم العناية الخاصة وتأهيل الممرات لخلق بيئة آمنة للشخص من ذوي الاحتياجات الخخاصة وكل هذه الخدمات هي مجانية بالتعاون مع شراكائنا المحليين والدوليين. كما تقدم الرحمة عبر المستشفى خدمات العلاج الفيزيائي لاعادة التأهيل لأكثر من 1500 مستفيد سنويا وفق معايير وتجهيزات عالية الجودة”.
وقال: “ها نحن اليوم علي أبواب افتتاح مركز الرحمة للرعاية الأولية الذي نأمل أن يساهم في تغطية منطقة ابي سمراء والكورة وجوارها بكلفة تناسب الواقع الاقتصادي للمريض وهنا تكمن أهمية الشركاء في التشبيك والتعاون لنساهم سويا في خلق بيئة مجتمعية صحية آمنة والتزامتا بمبدأ العدالة الاجتماعية والإنصاف والاعتراف بحق الوصول والحصول على الخدمات الصحية الأساسية، كما ورد في المادة 25 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: ” لكلِّ شخص حقٌّ في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته، وخاصَّةً على صعيد المأكل والملبس والمسكن والعناية الطبية وصعيد الخدمات الاجتماعية الضرورية”.
وختم: “نحن فخوررين بإنجازاتنا وقدرتنا على تجهيز مركز الرعاية الاولية والتي انطلق من خلال ثلاث ركائز اساسية وهي التمويل ثم الإنجاز ثم التشغيل.فالتمويل أتى من أيادي الخير الكويتية، هم أصحاب قيم وحضارة في مجال العمل الإنساني، ومساهمتكم في إنشاء مركز طبي في طرابلس، هو وسامُ فخر على صدورنا، لأنكم حملتم في هذا الواقع المتردي همَّ اهلكم في لبنان، ومنحتمونا الدافع والمحفِّز كي نقف واثقين من تقديم خدماتنا الطبية، والتصدي للأهوال التي تعصف ببلادنا. ونشكر كل من ساهم في الاعداد والتنسيق لإنجاح هذا الافتتاح ولكل من شارك في فعاليات هذا المؤتمر”.
الحاج
ولفت الحاج في كلمته إلى أن “القطاع الصحي في لبنان رغم إمكانياته الزهيدة بقي موجودا يقدم الخدمات خلال فترة الكورونا”، وقال: “هناك تفاوت كثي بالمراكز الصحية الأولية من خلال المقدرات، مما يضر المواطن الى الذهاب للمستشفيات. وبالنسبة لمركز الرحمة فهو نموذجي وعلى كل مراكز الرعاية أن تكون بهذا المستوى لخلق الثقة الكبيرة والذهاب اليه قبل الذهاب الى المستشفيات، فالرعاية الصحية الأولية هي الأساس بكل المنظومة الصحية”.
الشيحة
ورأى الشيحة أن “هذا المبنى وفريقه نموذجا مميزا في هذه البقعة من الأرض التي أهملت زمنا فصارت نورا وخدمة لأبنائنا واخوتنا من ذوي الحاجة”.
وأضاف: “جاء العمل على تبني عدد من المراكز العلاجية التي تهدف الى خدمة المرضى القادرين على السداد والذين يحتاجون مستوى من الخدمات وتكون في نفس الوقت مكانا يتلقى فيه العاجزون مكانا يتلقى فيه العاجزون خدمة مميزة، ووفقنا بعدد من المحسنين يكون كفيلا بانطلاق المشروع، لكن تأخر المشروع لأسباب وظروف منها صعوبة وتغير الاشتراطات اللازمة للتراخيص الصحية وجائحة كورونا. ومع ذلك نجح العاملون في المجمع رغم كل الظروف لإنجاز المشروع بأروع صورة وأجمل حلة، ودعينا اليوم لحفل افتتاح العيادات التي وسمت بمركز الرعاية الصحية الأولية”.
وختم: ” حضرت إلى لبنان ممثلا عن الداعمين وفي عيني أنني سأجد ماخططنا له وما سعينا لأجله وهو التنمية المستدامة والاكتفاء الذاتي، ولكن وجدت أحلامي تبخرت وخططي تبعثرت لما آل إليه الحال في لبنان من حالات إنسانية وأزمات مالية”.
امام
وقال المفتي محمد إمام في كلمته ” افتتحنا اليوم مركز الرعاية واطلعنا على مايحتويه من أحدث التجهيزات والآلات والتقنيات، وهو يلفت النظر شكلا ومضمونا ويقارب مثيلاته في الرعاية الصحية ويتقدم في ذلك”.
وتحدث عن معاني الرحمة مشددا على أن “ظروفنا الاستثنائية في لبنان تحتاج إلى الرحمة والتراحم بين أفراد المجتمع”.
وتابع: ” هذا العمل لايفرق بين الناس لامن حيث الدين ولا المذهب ولاطبقاتهم، إنما هو وجه من وجوه طرابلس الحقيقي تاريخيا، ولا زالت نموذج لعيش مشترك ولن تحيد عن ذلك، عيش كريم لكل أبنائها ولكل من يفد إليها، ولكنائسها ومساجدها، ولكل أحيائها وشوارعها بكل مذاهبهم، إنما كانوا دائما يتربون صغارا مع بعضهم ويتجاورون، ويتلقون علومهم في نفس المدارس. لكن طرابلس لاتنال حقها في الحقيقة لامن الانماء ولا من تشغيل مرافقها، وفوق ذلك يأتي بعض الإعلام الذي يريد أن يصورها بغير صورتها وبغير حقيقتها وهي بعيدة كل البعد عن كل هذه الإفتراءات. ونسأل الله أن يوفق ويغير الحال بأحسن”.
الحلو
وقال الحلو في كلمته:” في لبنان أكثر من 252 مركز رعاية صحية أولية منهم تابعين لوزارة الصحة ومنهم تابعين لجمعيات خيرية وبلديات ونحن جميعا نعمل على تحسين هذه المراكز لتقديم خدمات اكثر، والوزير الابيض يقوم بجولات على المراكز ويدعمها بالتجهيزات والأدوية وينظر بأوضاع العاملين الصحيين بعد عامين ونصف من المعركة مع كورونا”.
وتطرق الى “هجرة الأطباء والممرضين بسبب الضائقة المالية التي تفاقمت”، ودعا “في هذه المرحلة ان “نشد على أيد بعض ونمد يدنا للبنان”. وشكر “دول الخليج وعلى رأسهم دولة الكويت، ونحن في وزارة الصحة كنا شاهدين على كل التقديمات والمساعدات التي تأتي من الاصدقاء في دول الخليج”.
وأمل في أن “يتحسن الوضع بعد اقرار الموازنة، لنستطيع مواكبة التسعيرات والتعريفات وتجنب المواطن من دفع الفروقات العالية بالمستشفيات”.
وأشار إلى أن “الطبابة على نفقة وزارة الصحة ازدادت بنسبة كبيرة بعد اقفال عدد من المؤسسات وعودة المضمونين لديها إلى وزارة الصحة، وأيضا انسحاب مشتركين من شركات التأمين لعدم استطاعتهم دفع الاشتراكات المتوجبة بالدولار”.
===============
مصدر الخبر
للمزيد Facebook