“تعا ولا تجي”… باسيل يناقض نفسه أو يغضّ النظر لتمرير المرحلة؟
في الأشهر القليلة الماضية، لم يوفّر رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل مناسبة، الّا وتكّلم فيها عن أهمية تطوير “تفاهم مار مخايل” مع حزب الله، وذلك بعد “فشله ببناء دولة في لبنان”، وفق قوله، رابطاً في إحدى مقابلاته الصحافية التحالفات الانتخابية مع الحزب بحلّ الخلافات الداخلية بينهما.
ويحمل البند الرابع من “تفاهم مار مخايل”، عنوان “بناء الدولة”، ويدعو الى “بناء دولة عصرية تحظى بثقة مواطنيها وقادرة على مواكبة احتياجاتهم وتطلعاتهم وعلى توفير الشعور بالأمن والأمان على حاضرهم ومستقبلهم”.
ويحصل ذلك، وفق ما هو مذكور بالبند من خلال، “اعتماد معايير العدالة والتكافؤ والجدارة والنزاهة، الاستقلالية التامة لمؤسسة القضاء، ابعاد المؤسسات الدستورية عن التجاذبات السياسية وتأمين استمرارية عملها وعدم تعطيلها، معالجة الفساد من جذوره، تفعيل مؤسسات ومجالس الرقابة والتفتيش المالي والإداري (…) ووضع مهل زمنية لمعالجة هذه القضايا”.
وحتماً كلّ ذلك لم يتحقق، بل دخلت البلاد بأزمة إقتصادية مالية، إقتصادية، إجتماعية، وأمنية، من غير المعلوم كيفية الخروج منها.
لم يتغيّر شيء
ورغم عدم الإعلان لحدّ اليوم عن أي تطوير في التفاهم الشهير، أسدل باسيل في المؤتمر السنوي السابع للتيار، الستار عن تحالفه مع “حزب الله” في الانتخابات المقبلة، قائلاً إن “من مد يده لنا للتحالف الانتخابي هو حزب الله، كما مددنا يدنا له في 6 شباط 2006 عندما حاولوا عزله”. وأضاف أن “الشراكة باللوائح الانتخابية ليست شراكة بالبرامج، وهي عملية دمج أصوات”.
وإعتبر المحلل السياسي سركيس ابو زيد، في حديث لـ”لبنان 24″ أنه “لو حصل أي تطوير في “تفاهم مار مخايل” لكان تمّ الاعلان عنه”.
وأضاف أن “هناك مصلحة متبادلة لتمرير المرحلة، وبعدها ستظهر حاجة لتطوير “التفاهم” لأخذ بعين الاعتبار المستجدات الجديدة”.
تحالف جديد – قديم
كلّ ما تقدّم، يعني أن مشهد العام 2018، تقريباً لم يتغيّر، فتحالف التيار البرتقالي مع الحزب الأصفر ثابت، ولا يتزعزع أقله في العلن.
كما وأن هذا التحالف سيكون لمصلحة الطرفين، فالتيار الوطني الحر، سيستفيد لجهة الحدّ من تراجعه في بعض الدوائر، بمعنى آخر أن تحالفه مع “الثنائي الشيعي” سيجلب له المزيد من الأصوات، وفق الدراسات والاستطلاعات. أما من جهة الحزب، فسيستفيد، من خلال إستمرار حصوله على الغطاء المسيحي له، والتفاف حلفائه حوله، علماً أن بعض المطلعين يعتبرون أن الحزب لم يعد يحتاج الى هذا الغطاء كونه بات يموقع قوة كبيرة في البلاد.
ورأى أبو زيد أن “الاستحقاق النيابي والرئاسي هو الأبرز على الساحة اليوم، لذا هناك مصلحة لدى الطرفين بالتحالف في الانتخابات لأن ذلك مفيد لتمرير هذه مرحلة”.
وشدد على أن “الضرورات الانتخابية حتّمت حصول التحالف، علماً أن العلاقة بين الطرفين لم تصل الى القطيعة أو الى خلاف”.
وتابع أبو زيد أن “للضرورات الانتخابية أيضاً قام “حزب الله” بخلق نوع من التقارب بين “الوطني الحر” و”حركة أمل”، وهذه نقطة اضافية لمصلحة التيار”. علماً أن العلاقة بين باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري كانت في أسوأ حالاتها خلال الاسابيع الماضية، الا أنهما دخلا في هدنة، وفق ما يبدو.
بالمحصلة، يبدو أن تطوير “تفاهم مار مخايل” رُحل الى ما بعد الإنتخابات النيابية. فهل يصح القول “عند الانتخابات تسقط كل القواعد؟”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook