آخر الأخبارأخبار محلية
إنخفاض عدد المرشحين الشيعة… هل هو خوفٌ من “حزب الله” و”حركة أمل”؟
كان لافتاً ورغم كل التشكيك حول تأجيل الانتخابات النيابيّة، إرتفاع عدد المرشحين في الدقائق القليلة الاخيرة، قبل إقفال باب الترشيحات. فرأى متابعون للوضع السياسي أنّ هناك رغبة حقيقيّة بإحداث تغيير في الانتخابات. وفي قراءة للارقام، يتبيّن أنّ عدد المرشحين السنّة ارتفع، تزامناً مع تعليق الرئيس سعد الحريري مشاركة تيّاره في الانتخابات والحياة السياسيّة، ولاستغلال الفرصة لايصال نواب سنّة جدد إلى مجلس النواب.
كذلك، بدا لافتاً أيضاً ارتفاع أعداد المرشحين المسيحيين، وبشكل خاص في الدوائر التي تشهد بالأساس معارك إنتخابيّة بين الاحزاب المسيحيّة التقليديّة، في دائرة الشمال الثالثة، بالإضافة في دائرة المتن وكسروان. في المقابل، فإنّ زيادة عدد المرشحين الشيعة خجولٌ، ما يطرح عدّة أسئلة، أبرزها، هل هناك خوف من خوض الانتخابات بوجه “حزب الله” و”حركة أمل”، أم أنّ المرشحين يُدركون أنّ النتيجة محسومة لصالح “الثنائيّ”؟
والجدير بالذكر، أنّ هناك تفاوتاً ليس فقط في عدد المرشحين الشيعة، بل أيضاً بأعمارهم. فالمجتمع المدنيّ رشّح وجوهاً شبابيّة ومسيحيّة بشكل خاص في دوائر مختلفة. أمّا في البيئة الشيعيّة، فقد حافظ “حزب الله” و”أمل” على أغلبيّة نوابهم الحاليين، على الرغم من المطالبة الشعبيّة بإسقاط المنظومة السياسيّة التقليديّة في البلاد.
توازيا، من دون شكّ، فإنّ “الثنائيّ الشيعيّ” نجح في الحصول على تأييد الاغلبيّة الساحقة من المواطنين الشيعة في بيئته. فمنذ إندلاع الحرب الاهليّة، واجتياح العدو الاسرائيليّ للجنوب، دفعت البيئة الشيعيّة ثمناً باهظاً في مقاومة العدو. فنشأت فكرة المقاومة منذ أكثر من 40 سنة، وهي مستمرّة بطبيعة الحال، في ظلّ إستمرار إسرائيل باحتلال أراضٍ لبنانيّة، بالإضافة إلى الخروقات اليوميّة للاجواء اللبنانيّة، بحراً وجوّاً، والخطر من اندلاع المواجهة بين “حزب الله” والعدو الاسرائيلي في أيّ لحظة. من هنا، فإنّ الجوّ الذي لا يزال يسود في البيئة الشيعيّة هو في الاساس المقاومة، والابقاء على السلاح دفاعاً عن لبنان. ويُشير مراقبون إلى أنّ هذا هو سبب التعصّب في الشارع الشيعيّ، والذي يحول دون وجود معارضة شيعيّة فاعلة على الارض.
ويوضح مراقبون أنّ أرقام المرشحين الشيعة الخجولة تعود لصعوبة إحداث خرقٍ في لوائح “الثنائيّ الشيعيّ” المطمئن الى نتائج الانتخابات، وإستمرار عدم إتّفاق مكونات القوى التغييريّة مع بعضها، وتشكيل لوائح موحّدة. ويلفت المراقبون إلى أنّه على المجتمع المدنيّ توحيد رؤيته السياسيّة، فهناك إختلاف بين مكوّناته بين داعم للمقاومة وسلاحها من جهة، وهناك معارضون من جهة ثانيّة لسياسة “حزب الله” الداخليّة والخارجيّة، مع التأكيد على حصر السلاح بيدّ الدولة والجيش فقط. ويُضيف المراقبون أنّ البيئة الشيعيّة المعارضة تتمرّد على الواقع الاقتصادي الصعب في البلاد، وما يمنعها من الاتّفاق مع القوى الباقيّة هو موضوع السلاح والمقاومة. إذاً، هذه هي أساس المشكلة في البيئة الشيعيّة المعارضة، والتي تحول دون توحيد لوائح المجتمع المدنيّ، وخرق المقاعد النيابيّة لـ”الثنائيّ الشيعيّ” في الجنوب وبعلبك – الهرمل.
أمام كلّ ما تقدّم، يجد “حزب الله” نفسه مطمئناً داخل بيئته، وليست لديه مشاكل في خسارة مقاعده الشيعيّة في دوائر نفوذه. وكما قال الامين العام لـ”الحزب” السيّد حسن نصرالله، فإنّ المعركة الانتخابيّة لديه هي مساعدة حلفائه الدروز والمسيحيين، بالفوز بأكثر عدد ممكن من المقاعد. كما، أنّ غياب الحريري ووجوه الصفّ الاوّل السنّة عن المعركة الانتخابيّة، سيُسهّل من مهمّة “الحزب” بتأمين فوز حلفائه في الشارع السنّي.
كذلك، سجّلت وزارة الداخليّة أولى اللوائح، وهي “الامل والوفاء” التي تعود لحلف “حزب الله” و”أمل”، في دائرة الجنوب الثانيّة. في هذا الاطار، يقول مراقبون إنّ هذا يُؤكّد على أنّ لا مشكلة تحالفات تواجه “الثنائيّ الشيعيّ”، خلافاً للانقسامات في فريق الرابع عشر من آذار. فقد استطاع “الحزب” السيطرة على تماسك حلفائه، على الرغم من الخلافات التي بينهم (التيّار الوطني الحرّ وأمل). فهم يُدركون أنّ مصلحة 8 آذار تقوم على الفوز بالانتخابات النيابيّة للمرّة الثانيّة على التوالي، وخصوصاً مع اقتراب إستحقاق الانتخابات الرئاسيّة. فالفرصة سانحة وسهلة أمامهم، بعد إنسحاب الحريري من الانتخابات، وتشرذم المعارضين لهم من المجتمع المدني و14 آذار.
كما أنّ “حزب الله” عارض تأجيل الانتخابات النيابيّة، خلافاً لكلّ ما كان يُسوّق ضدّه، من أنّه يعمل على تطيير الاستحقاق. فقد أطلق ماكينته الانتخابيّة، ولديه ثقة كبيرة بشعبيته، وهو يعمل على زيادة نسب التصويت. ولكّن، في المقابل، يُشير مراقبون إلى أنّ المواطنين يمرّون بضائقة معيشيّة وإقتصاديّة، وطرح “الميغاسنتر” رُحِّل إلى العام 2026. إذاً، يواجه “الثنائيّ الشيعيّ” مشكلة وصول ناخبيه إلى مراكز الاقتراع، التي هي إمّا في الجنوب، وإمّا في البقاع، والتي هي بعيدة عن بيروت، ما يُصعّب من تنقّلهم، تزامناً مع وصول سعر صفيحة البنزين إلى 417 ألف ليرة. وهنا السؤال، هل يتحمّل “الثنائيّ” وزر المشكلة الاقتصاديّة بتأمين النقل لناخبيه، لتحقيق الفوز بالانتخابات، وتسجيل نسب تصويت مرتفعة؟
وفي موضوع إنتشار اللبنانيين، يستبعد مراقبون من أنّ تصبّ أصوات المغتربين الشيعة بأكثريتها لصالح المجتمع المدنيّ. فثقل الاغتراب الشيعيّ الموالي لـ”حزب الله” و”أمل” معروف أنّه في الدول الافريقيّة وألمانيا، حيث لا ضغوط سياسيّة تمارس على الناخبين هناك، بل إنّهم يقترعون وفقاً لخياراتهم، وأبرزها المقاومة.
وعليه، يعتبر مراقبون أنّ الاختلاف الخجول سياسيّاً في البيئة الشيعيّة مراده الايمان بمقاومة العدّو الاسرائيليّ. ورغم الحركات الاحتجاجيّة التي خرجت بعد “ثورة 17 تشرين”، في النبطيّة على سبيل المثال، إلا أنّها تُوضع في خانة التعبير عن الواقع المعيشيّ، وحتّى تحميل “الثنائيّ الشيعيّ” هذا الامر في بعض الاحيان، ولكن، من دون المساس لا برموزه السياسيّة، ولا بمعتقداته التي يُؤمنون بها.
كذلك، بدا لافتاً أيضاً ارتفاع أعداد المرشحين المسيحيين، وبشكل خاص في الدوائر التي تشهد بالأساس معارك إنتخابيّة بين الاحزاب المسيحيّة التقليديّة، في دائرة الشمال الثالثة، بالإضافة في دائرة المتن وكسروان. في المقابل، فإنّ زيادة عدد المرشحين الشيعة خجولٌ، ما يطرح عدّة أسئلة، أبرزها، هل هناك خوف من خوض الانتخابات بوجه “حزب الله” و”حركة أمل”، أم أنّ المرشحين يُدركون أنّ النتيجة محسومة لصالح “الثنائيّ”؟
والجدير بالذكر، أنّ هناك تفاوتاً ليس فقط في عدد المرشحين الشيعة، بل أيضاً بأعمارهم. فالمجتمع المدنيّ رشّح وجوهاً شبابيّة ومسيحيّة بشكل خاص في دوائر مختلفة. أمّا في البيئة الشيعيّة، فقد حافظ “حزب الله” و”أمل” على أغلبيّة نوابهم الحاليين، على الرغم من المطالبة الشعبيّة بإسقاط المنظومة السياسيّة التقليديّة في البلاد.
توازيا، من دون شكّ، فإنّ “الثنائيّ الشيعيّ” نجح في الحصول على تأييد الاغلبيّة الساحقة من المواطنين الشيعة في بيئته. فمنذ إندلاع الحرب الاهليّة، واجتياح العدو الاسرائيليّ للجنوب، دفعت البيئة الشيعيّة ثمناً باهظاً في مقاومة العدو. فنشأت فكرة المقاومة منذ أكثر من 40 سنة، وهي مستمرّة بطبيعة الحال، في ظلّ إستمرار إسرائيل باحتلال أراضٍ لبنانيّة، بالإضافة إلى الخروقات اليوميّة للاجواء اللبنانيّة، بحراً وجوّاً، والخطر من اندلاع المواجهة بين “حزب الله” والعدو الاسرائيلي في أيّ لحظة. من هنا، فإنّ الجوّ الذي لا يزال يسود في البيئة الشيعيّة هو في الاساس المقاومة، والابقاء على السلاح دفاعاً عن لبنان. ويُشير مراقبون إلى أنّ هذا هو سبب التعصّب في الشارع الشيعيّ، والذي يحول دون وجود معارضة شيعيّة فاعلة على الارض.
ويوضح مراقبون أنّ أرقام المرشحين الشيعة الخجولة تعود لصعوبة إحداث خرقٍ في لوائح “الثنائيّ الشيعيّ” المطمئن الى نتائج الانتخابات، وإستمرار عدم إتّفاق مكونات القوى التغييريّة مع بعضها، وتشكيل لوائح موحّدة. ويلفت المراقبون إلى أنّه على المجتمع المدنيّ توحيد رؤيته السياسيّة، فهناك إختلاف بين مكوّناته بين داعم للمقاومة وسلاحها من جهة، وهناك معارضون من جهة ثانيّة لسياسة “حزب الله” الداخليّة والخارجيّة، مع التأكيد على حصر السلاح بيدّ الدولة والجيش فقط. ويُضيف المراقبون أنّ البيئة الشيعيّة المعارضة تتمرّد على الواقع الاقتصادي الصعب في البلاد، وما يمنعها من الاتّفاق مع القوى الباقيّة هو موضوع السلاح والمقاومة. إذاً، هذه هي أساس المشكلة في البيئة الشيعيّة المعارضة، والتي تحول دون توحيد لوائح المجتمع المدنيّ، وخرق المقاعد النيابيّة لـ”الثنائيّ الشيعيّ” في الجنوب وبعلبك – الهرمل.
أمام كلّ ما تقدّم، يجد “حزب الله” نفسه مطمئناً داخل بيئته، وليست لديه مشاكل في خسارة مقاعده الشيعيّة في دوائر نفوذه. وكما قال الامين العام لـ”الحزب” السيّد حسن نصرالله، فإنّ المعركة الانتخابيّة لديه هي مساعدة حلفائه الدروز والمسيحيين، بالفوز بأكثر عدد ممكن من المقاعد. كما، أنّ غياب الحريري ووجوه الصفّ الاوّل السنّة عن المعركة الانتخابيّة، سيُسهّل من مهمّة “الحزب” بتأمين فوز حلفائه في الشارع السنّي.
كذلك، سجّلت وزارة الداخليّة أولى اللوائح، وهي “الامل والوفاء” التي تعود لحلف “حزب الله” و”أمل”، في دائرة الجنوب الثانيّة. في هذا الاطار، يقول مراقبون إنّ هذا يُؤكّد على أنّ لا مشكلة تحالفات تواجه “الثنائيّ الشيعيّ”، خلافاً للانقسامات في فريق الرابع عشر من آذار. فقد استطاع “الحزب” السيطرة على تماسك حلفائه، على الرغم من الخلافات التي بينهم (التيّار الوطني الحرّ وأمل). فهم يُدركون أنّ مصلحة 8 آذار تقوم على الفوز بالانتخابات النيابيّة للمرّة الثانيّة على التوالي، وخصوصاً مع اقتراب إستحقاق الانتخابات الرئاسيّة. فالفرصة سانحة وسهلة أمامهم، بعد إنسحاب الحريري من الانتخابات، وتشرذم المعارضين لهم من المجتمع المدني و14 آذار.
كما أنّ “حزب الله” عارض تأجيل الانتخابات النيابيّة، خلافاً لكلّ ما كان يُسوّق ضدّه، من أنّه يعمل على تطيير الاستحقاق. فقد أطلق ماكينته الانتخابيّة، ولديه ثقة كبيرة بشعبيته، وهو يعمل على زيادة نسب التصويت. ولكّن، في المقابل، يُشير مراقبون إلى أنّ المواطنين يمرّون بضائقة معيشيّة وإقتصاديّة، وطرح “الميغاسنتر” رُحِّل إلى العام 2026. إذاً، يواجه “الثنائيّ الشيعيّ” مشكلة وصول ناخبيه إلى مراكز الاقتراع، التي هي إمّا في الجنوب، وإمّا في البقاع، والتي هي بعيدة عن بيروت، ما يُصعّب من تنقّلهم، تزامناً مع وصول سعر صفيحة البنزين إلى 417 ألف ليرة. وهنا السؤال، هل يتحمّل “الثنائيّ” وزر المشكلة الاقتصاديّة بتأمين النقل لناخبيه، لتحقيق الفوز بالانتخابات، وتسجيل نسب تصويت مرتفعة؟
وفي موضوع إنتشار اللبنانيين، يستبعد مراقبون من أنّ تصبّ أصوات المغتربين الشيعة بأكثريتها لصالح المجتمع المدنيّ. فثقل الاغتراب الشيعيّ الموالي لـ”حزب الله” و”أمل” معروف أنّه في الدول الافريقيّة وألمانيا، حيث لا ضغوط سياسيّة تمارس على الناخبين هناك، بل إنّهم يقترعون وفقاً لخياراتهم، وأبرزها المقاومة.
وعليه، يعتبر مراقبون أنّ الاختلاف الخجول سياسيّاً في البيئة الشيعيّة مراده الايمان بمقاومة العدّو الاسرائيليّ. ورغم الحركات الاحتجاجيّة التي خرجت بعد “ثورة 17 تشرين”، في النبطيّة على سبيل المثال، إلا أنّها تُوضع في خانة التعبير عن الواقع المعيشيّ، وحتّى تحميل “الثنائيّ الشيعيّ” هذا الامر في بعض الاحيان، ولكن، من دون المساس لا برموزه السياسيّة، ولا بمعتقداته التي يُؤمنون بها.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook