آخر الأخبارأخبار دولية

اتحاد الشغل يرفض إصلاحات الحكومة الاقتصادية ويدعوها لعقد حوار حول مستقبل البلاد


نشرت في: 17/03/2022 – 14:54

في تصريحات أدلى بها الخميس لوكالة رويترز للأنباء، أعرب صلاح الدين السالمي الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل عن رفض الاتحاد حزمة الإصلاحات الاقتصادية التي تقترحها الحكومة للحصول على تمويل من صندوق النقد، واصفا إياها بأنها “حزمة إفساد”. وحذر السالمي من أن الاتحاد العام للشغل لن يقف مكتوف الأيدي أو يلتزم الصمت لتجاهل الحكومة إجراء حوار يتناول المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد. وعضد مقرضون أجانب موقف الاتحاد بإعلانهم أنهم لن يعتبروا الإصلاحات ذات مصداقية إلا إذا حظيت بتأييد الاتحاد.

رفض صلاح الدين السالمي، الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل، الخميس باسم الاتحاد إصلاحات اقتصادية تقترحها الحكومة للحصول على تمويل من صندوق النقد، وقال إن الاتحاد لن يلتزم الصمت وسيتحرك إذا لم تقم السلطات بعقد حوار حول المستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد.

وقال السالمي لرويترز إنه من المستحيل أن يوافق الاتحاد على حزمة الإصلاحات ووصف المقترحات بأنها “حزمة إفساد”. وأضاف أن الحزمة المقترحة تشمل وقف التوظيف وتجميد الأجور لمدة خمس سنوات في القطاع العام وبيع بعض الشركات العامة ورفع الدعم نهائيا في غضون أربع سنوات.

وتسعى تونس، التي تعاني من أسوأ أزمة مالية في تاريخها، للحصول على حزمة إنقاذ مالي من صندوق النقد مقابل حزمة إصلاحات اقتصادية لا تحظى بشعبية.

وبدأت مشكلات المالية العامة في الظهور بالفعل بوجود نقص في بعض السلع الغذائية المدعمة على الرغم من أن الرئيس ألقى بمسؤولية ذلك على المضاربين.

ويقول اتحاد الشغل، وهو قوة رئيسية في البلاد، إنه يرفض إصلاحات مؤلمة تستهدف الشعب، معتبرا أن الأجور ضعيفة أصلا والقدرة الشرائية تآكلت مما يستدعي رفع الأجور بدلا من التفكير في تجميدها.

ويمتلك اتحاد الشغل نفوذا قويا من خلال نحو مليون عضو، والقدرة على شل الاقتصاد بإضرابات والحشد الشعبي في الشارع، وأجبر في السنوات السابقة حكومات على التخلي عن سياسات غير شعبية.

وكشف السالمي عن أن اتحاد الشغل له مقترحات إصلاح بديلة تتضمن مكافحة التهرب الضريبي والعدالة الضريبية الحقيقية وترشيد الدعم وإصلاح المؤسسات العامة عبر حوكمة جديدة ومكافحة الفساد لا عبر البيع.

وقال مقرضون أجانب إنهم لن يعتبروا الإصلاحات التي يعلنها مفاوضون تونسيون، من أجل التوصل لاتفاق للحصول على قرض من صندوق النقد الدولي، ذات مصداقية إلا إذا حظيت بتأييد الاتحاد التونسي للشغل.

ودعا السالمي السلطات في تونس إلى ضرورة إجراء حوار اقتصادي وسياسي لإنقاذ البلاد من الانهيار، معتبرا أنه في حالة السعي للانفراد بالقرار فإن الاتحاد سيتحرك وسيرد بشكل قوي ولن يبقى مكتوف الأيدي.

جائزة نوبل للسلام في 2015

كان اتحاد الشغل قد فاز بجائزة نوبل للسلام في 2015 مع منظمات وطنية لدوره في الوساطة ورعاية حوار بين الخصوم الإسلاميين والعلمانيين في 2013 مما جنب البلد الانزلاق إلى العنف.

ويعتبر التوصل لاتفاق مع صندوق النقد الدولي ضروريا لفتح الباب لمساعدات مالية ثنائية أخرى محتملة من جهات مانحة ومقرضين ساعدوا تونس من قبل في السنوات الماضية. لكن بعد سنوات من الجمود الاقتصادي، يواجه التونسيون أوقاتا عصيبة، مع تراجع فرص العمل وتدهور نوعية الخدمات العامة وارتفاع الأسعار.

وقال السالمي إن اتحاد الشغل سيعقد هيئة إدارية تاريخية بنهاية الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل للرد على الوضع الاقتصادي والسياسي ولن يصمت لأن لديه مسؤولية وطنية تاريخية في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ البلاد. وشدد المسؤول النقابي على أن البلاد تحتاج استقرارا سياسيا لعودة المانحين الدوليين.

وتواجه تونس أزمة سياسية واقتصادية معقدة حيث يركز الرئيس قيس سعيّد على إعادة صياغة الدستور بعد أن عزز سلطاته على الرغم من التحذيرات من انهيار وشيك في المالية العامة يهدد بإفلاس البلد.

 

فرانس24/ رويترز


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى