ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية وبعض بلدان أوروبا نسخة أخرى من فيروس كورونا هي هجين بين نسختي دلتا وأميكرون أطلق عليها اسم دلتاكرون. وإذا كانت عدد الحالات المصابة بهذه النسخة الجديدة قليلة نسبيا فإنها توحي بأن جائحة كورونا لم تنتهِ بعد في وقت اتجهت الكثير من الدول إلى إلغاء الكثير من قيود كورونا.
وقد أكد لوكا سيسين-ساين، رئيس قسم المناعة الفيروسية في مركز هيلمهولتس الألماني لأبحاث العدوى وجود هذا النوع الجديد من الفيروس،
كما أن منظمة الصحة العالمية (WHO) يبدو أنها كانت مستعدة بالفعل لهذا النموذج الهجين. وفي هذا الصدد قالت ماريا فان كيركوف، خبيرة منظمة الصحة العالمية، المسؤولة عن كورونا: “نحن نعرف هذه النسخة. إنها مزيج بين ديلتا AY.4 وأوميكرون BA.1.” لكن ما مدى خطورة ديلتاكرون؟
لا داعي للقلق
المعروف أن نسخة ديلتا من فيروس كورنا تترك أعراضا حادة على المصاب، في حين تعرف نسخة أوميكرون بأنها شديدة العدوى وتنتقل بشكل سريع من شخص لآخر. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن النسخة الهجين ديلتاكرون ستكون خطيرة.
فقد أظهر تحليل تسلسل الجينوم الذي أجراه معهد باستورالفرنسي أن ديلتاكرون يحتوي في الواقع على طفرات مميزة لكلا النسختين، وفقًا لتقرير قاعدة بيانات الجينوم. كما أن المتغير الجديد له خلفية وراثية مماثلة لمتغير دلتا، بالإضافة إلى بعض الطفرات من أوميكرون. وهو ما خلق نوعا من القلق من احتمال انتشار نوع هجين أكثر عدوى ، خاصة الآن بعد أن تم تخفيف إجراءات كورونا في الكثير من البلدان .
بيد أن ، معظم الخبراء يتعاملون حتى الآن بهدوء نسبي مع المتحور الجديد، إذ لا يوجد سوى عدد قليل من الحالات المعزولة في ألمانيا وفرنسا وهولندا والدنمارك وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية. مما يدل على أن المتغير الهجين ليس بتلك الخطورة التي كان يعتقدها البعض.
ويوضح عالم المناعة الفيروسية سيسين-ساين ذلك بالقول: “إذا كان ديلتاكرون فعلا ذلك المتغير الذي ينتشر بشكل أسرع ويترك أعراضا صعبة على المصاب لرأينا أيضا حالات إصابة أكثر بهذا المتغير”. ويضيف سيسين-ساين “أكيد علينا مراقبة هذا المتغير الهجين عن كثب، لكنه يبقى غير مزعج في الوقت الحالي”.
نفس الشيء يذهب إليه إيسان سيمون لورير من معهد باستور الذي يرى أنه حتى الآن لا يزال المتغير الهجين نادرًا للغاية ولا يظهر أي علامات تدعو للقلق.
ألكسندر فرويند/هـ.د
-
“موجة رابعة” من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا “الموجة الرابعة” من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
-
“موجة رابعة” من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
-
“موجة رابعة” من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
-
“موجة رابعة” من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
-
“موجة رابعة” من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
-
“موجة رابعة” من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
-
“موجة رابعة” من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
-
“موجة رابعة” من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
-
“موجة رابعة” من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.
الكاتب: إسماعيل عزام
document.addEventListener(“DOMContentLoaded”, function (event) {
if (DWDE.dsgvo.isStoringCookiesOkay()) {
facebookTracking();
}
});
function facebookTracking() {
!function (f, b, e, v, n, t, s) {
if (f.fbq) return;
n = f.fbq = function () {
n.callMethod ?
n.callMethod.apply(n, arguments) : n.queue.push(arguments)
};
if (!f._fbq) f._fbq = n;
n.push = n;
n.loaded = !0;
n.version = ‘2.0’;
n.queue = [];
t = b.createElement(e);
t.async = !0;
t.src = v;
s = b.getElementsByTagName(e)[0];
s.parentNode.insertBefore(t, s)
}(window, document, ‘script’,
‘https://connect.facebook.net/en_US/fbevents.js’);
fbq(‘init’, ‘157204581336210’);
fbq(‘track’, ‘ViewContent’);
}
مصدر الخبر للمزيد
Facebook
مرتبط