آخر الأخبارأخبار دولية

وضع علم الاتحاد السوفياتي على الدبابات… رمز لعودة “الهيمنة الروسية”


نشرت في: 11/03/2022 – 14:53آخر تحديث: 15/03/2022 – 15:16

منذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/ فبراير الفائت، لفتت عدة صور الانتباه بينها تلك التي تظهر علم الاتحاد السوفياتي مرفوعا فوق بعض المعدات العسكرية الروسية. وبالنسبة إلى الأوكرانيين، التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي، فإن هذه العلم يمكن أن يمثل تعبيرا عن “رغبة في القمع” حسب أحد المختصين في سياسة حقبة ما بعد الاتحاد السوفياتي.

إنه علم معروف على نطاق واسع بلونه الأحمر مع المطرقة والمنجل باللون الأصفر والذي يعد رمزا لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية من سنة 1922 إلى انهياره في 1991. وكان الاتحاد السوفياتي مشكلا من خمس عشرة جمهورية بينها روسيا وبيلاروسيا وأوكرانيا حاليا إضافة إلى دول في شرق أوروبا وآسيا الوسطى.

اليوم، ما زال هذا العلم مستخدما للتعبير عن الشيوعية والاشتراكية.

وظهر هذا العلم أيضا في ما لا يقل عن 4 سيارات عسكرية روسية مختلفة في أوكرانيا منذ انطلاق الغزو الروسي في 24 شباط/ فبراير الماضي.


Une vidéo publiée sur Twitter le 25 février 2022 montre une file de véhicules militaires russes dans la région de Kherson, dans le sud de l’Ukraine. Ces véhicules sont reconnaissables à la marque Z peinte en blanc pour reconnaître ces équipements de ceux de l’armée ukrainienne. L’un d’eux arbore un drapeau soviétique.

مقطع فيديو نشر على  تويتر في 25 شباط/ فبراير 2022 ويظهر موكبا من السيارات العسكرية في منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا. وتعرف هذه العربات بأنها روسية من خلال العلامة Z ذات الطلاء الأبيض وذلك لتمييز العتاد الروسي عن الأوكراني. وتحمل إحدى العربات العلم السوفياتي.

“لا يجب اعتبار الأعلام السوفياتية فوق العربات العسكرية كتعبير عن سياسة روسية لإعادة السلطة السوفياتية، ولكن من أجل الإشارة إلى عودة الهيمنة الروسية على أوكرانيا”.

مارك بيسنغر هو أستاذ في العلوم السياسية في جامعة برنستون في ولاية نيو جيرسي بالولايات المتحدة ومتخصص في الدراسات السوفياتية وما بعد انهيار اتحادها. ويفسر لفريق تحرير مراقبون فرانس24 ما يمكن أن يمثله ظهور هذه الأعلام في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا.

مقاطع الفيديو هذه يبدو أنها تظهر مبادرات شخصية من الجنود الروسي من خلال رفع هذه الأعلام فوق دباباتهم وعرباتهم العسكرية. ويمكن أن يكون هناك شيوعيون في صفوف الجيش [فريق التحرير: حصل الحزب الشيوعي في روسيا على 19 بالمئة من الأصوات في آخر انتخابات تشريعية. من المؤكد أن هناك شيوعيين وسط المتمردين شرق أوكرانيا.

بعد كل شيء، فإن الجمهوريات الانفصالية المعلنة في إقليم دونباس سميت بـ”الجمهوريات الشعبية” وهي نفس المصطلحات المستخدمة من قبل الشيوعيين في السابق للسيطرة على دول أخرى وضمها إلى إمبراطوريتهم.


Une vidéo publiée sur Twitter le 7 mars 2022 montre un drapeau soviétique (visible à partir de 0:30) sur un véhicule blindé de transport de troupes russe, qui se trouverait dans la région de Kharkiv, dans l’est de l’Ukraine.

الجمهوريات المعلنة في إقليم دونباس مراقبة عن قرب من قبل موسكو. فالرئيس فلاديمير بوتين دائما ما حاول النأي بنفسه عن الماضي السوفياتي ولكنه يأسف لانهيار الإمبراطورية وخسارة سيطرة الروس عليها [فريق التحرير: في سنة 2005، اعتبر فلاديمير بوتين أن انهيار الاتحاد السوفياتي كان “أكبر كارثة في القرن العشرين”].

في 21 شباط/ فبراير، عندما أعلن الرئيس الروسي في التلفزيون الاعتراف باستقلال المناطق الانفصالية الموالية لروسيا في لوغانسك ودونيتسك والتي تقع شرق أوكرانيا، ذكر أيضا بالتاريخ المشترك بين البلدين. وبالتالي فإنه وبالنسبة لفلاديمير بوتين، فإن أوكرانيا ليست مجرد بلد جار بل تعد “جزءا لا يتجزأ” من الثقافة والتاريخ الروسي.

ينتقد فلاديمير بوتين بشدة الاتحاد السوفياتي الذي أدى إلى تشكيل وحدة فدرالية أوكرانية  منفصلة. ويدعو إلى العودة إلى الماضي الإمبراطوري الروسي ما قبل الحقبة السوفياتية والتي كانت فيها أوكرانيا ببساطة جزءا من روسيا.

وأعلن فلاديمير بوتين في خطابه يوم 21 شباط/ فبراير الماضي بالخصوص عن أن “أوكرانيا المعاصرة تعتبر كليا وبكل أراضيها من إنشاء روسيا وبالتحديد روسيا البلشفية السوفياتية”.

ومن خال وصفه تدخل الجيش الروسي في أوكرانيا بالعملية العسكرية “الخاصة” فإن الكرملين يرفض تسمية ما يقوم به في أوكرانيا بالغزو أو محاولة احتلال أراضي سوفياتية سابقة.

رغم ذلك، تم رصد العلم السوفياتي فوق عربة مدرعة في مقطع فيديو لوزارة الدفاع الروسية نشر على قناة “زفيزدا” التلفزيونية


Vidéo publiée le 9 mars 2022 par la chaîne de télévision du ministère russe de la Défense, montrant un drapeau soviétique sur un char russe.

مقطع فيديو نشر في 9 آذار/ مارس 2022 من قبل قناة تلفزيونية تابعة لوزارة الدفاع الروسية ويظهر من خلاله العلم السوفياتي فوق دبابة روسية.

“الرموز السوفياتية تذكر بالعنف والمجاعة في ثلاثينيات القرن العشرين والتي قضى خلالها الملايين من الأوكرانيين”

بالنسبة إلى مارك بيسنغر، فإن هذا العلم ينظر إليه على أنه استفزازي في معظم الدول السوفياتية السابقة:

باستثناء بيلاروسيا [فريق التحرير: حيث ما زالت الرموز السوفياتية مستخدمة من قبل نظام الرئيس ألكسندر لوكاشينكو] فإن معظم دول ما بعد الاتحاد السوفياتي ترى في الرموز السوفياتية السابقة أنها شكل من أشكال الاستفزاز وإنكار بطريقة أو بأخرى لنظام الدول المستقلة ما بعد الاتحاد السوفياتي في شكلها الحالي.

بالنسبة إلى الأوكرانيين المتقدمين في السن بالخصوص، فإن الرموز السوفياتية تذكر بالعنف والمجاعة في ثلاثينيات القرن العشرين والتي سقط خلالها الملايين من الضحايا وتذكر بالصراع الأهلي ضد الهيمنة السوفياتية على أوكرانيا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية ومحاولات النظام السوفياتي الهائلة لإخضاع الأوكرانيين من خلال رفض تعليم اللغة الأوكرانية.

معظم الأوكرانيين اليوم لم يعيشوا أبدا تحت السلطة السوفياتية. ولكنهم بالتأكيد يملكون معرفة جيدة لتاريخها بفضل المدرسة ووسائل الإعلام وأقاربهم وآبائهم.

وبالنسبة إلى كثيرين، من الذين يعرفون هذا التاريخ فإن رؤيتهم لهذه الرموز السوفياتية هو بمثابة رغبة في القمع.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى