آخر الأخبارأخبار دولية

كيف يناور الجيش الروسي لمحاصرة كييف؟

نشرت في: 08/03/2022 – 11:42آخر تحديث: 09/03/2022 – 12:17

في كل يوم يمر، يناور الجيش الروسي شيئا فشيئا حول العاصمة الأوكرانية كييف. وتدور أكثر المعارك شراسة في شمال غرب المدينة بالتحديد على بعد 30 كيلومترا منها. وتعتبر الصور التي يلتقطها هواة إضافة إلى الدعاية الروسية جزءا من مناورات محاصرة العاصمة الأوكرانية.

إنها تعد من أهم أهداف الجيش الروسي، ألا وهي محاصرة العاصمة الأوكرانية ومن ثم السيطرة عليها. في 24 شباط/ فبراير، بعد ساعات من بداية الحرب، تم تنفيذ ضربات جوية من قبل طائرات مروحية روسية استهدفت مطار غوستوميل،  وهدف القوات الروسية منها السيطرة على الموقع والحصول على رأس حربة هجومي على بعد 24 كيلو مترا فقط من كييف. ولكن يبدو أن العملية لم تكلل بالنجاح.

في المقابل، شمال شرق العاصمة الأوكرانية، وبالقرب من نفس المطار، مازالت المعارك دائرة إلى حد اليوم. ويوم الخميس 3 آذار/ مارس، تم نشر مقاطع فيديو تظهر مشاهد مصورة من قبل جنود في القوات الخاصة الأوكرانية نرى من خلالها جنودا روسا مقتولين كما تم تدمير عرباتهم المدرعة جزئيا. وتم تحديد إحداثيات تصوير مقاطع الفيديو حيث التقطت على الحدود بين غوستوميل وإيربين على بعد  20 كيلومترا شمال غرب العاصمة كييف.

في هذا المقطع المصور الذي التقط في 3 آذار/ مارس 2022 شمال بلدة إيربين (إحداثيات الموقع: 50.565466, 30.270758) ويظهر جنودا أوكرانيين أمام عربات عسكرية من طراز بي أم دي وهي مدرعات تابعة للقوات المحمولة جوا.

في بلدة إيربين، قتل ما لا يقل عن أربعة مدنيين في قصف للمدفعية الروسية الأحد عندما كانوا يحاولون الهرب من تقدمهم العسكري. ولتأخير وصول القوات الروسية، دمر الجيش الأوكراني جسرا على طريق جنوب المدينة.

ولكن التقدم الروسي يبدو أمرا لا مناص منه. فيوم الأحد، تم تصوير جنود روس مرفوقين بعربات مدرعة غرب إيربين (إحداثيات التصوير الدقيقة هنا). ويبدو أن المقطع المصور قد التقط من قبل مدني كان مختبئا داخل بناية. ولحماية هويته، لن نقوم بنشر مقطع الفيديو ونكتفي بشر مكان توجد الجنود الروسيين فقط والذين حددنا إحداثيات تواجدهم في المدينة.

Localisation des soldats russes à Irpin, dans une vidéo diffusée le 6 mars. © Google Maps

إحداثات تواجد الجنود الروس في بلدة إيربين، في مقطع فيديو التقط في 6 آذار/ مارس. صورة من خرائط غوغل مابس.

ولا تعد بلدة إيربين الوحيدة التي يستهدفها هجوم القوات الروسية. في الواقع، تتقدم هذه القوات عل كل المحاور غرب العاصمة الأوكرانية بطريقة تهدف إلى محاصرة كييف. وتؤدي الضربات الجوية والمدفعية الثقيلة والمعارك إلى خسائر ثقيلة. وبفضل موقع وكالة الفضاء الأمريكية ناسا، الذي يسمح بتحديد أماكن اندلاع الحرائق من قبل الأقمار الصناعية، يمكن لنا أن نرى هذه الحرائق على خريطة قمنا بتحميلها.

Points de départs de feux détectés et collectés par la Nasa, entre le 28 février et le 3 mars.

Points de départs de feux détectés et collectés par la Nasa, entre le 28 février et le 3 mars. © NASA FIRMS

مواقع اندلاع الحرائق التي حددتها وجمعتها وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بين يومي 28 شباط/ فبراير و3 آذار/ مارس. صورة وكالة الفضاء الأمريكية ناسا.

في بلدة بوتشا على حدود مدينة إيربين شمال غرب العاصمة الأوكرانية، تم تدمير بنى تحتية خلال المعارك. وقد تلقينا مقطعي فيديو نشرتهما إحدى متساكنات المنطقة وتدعى كاترينا أم والتي غادرت المدينة منذ ذلك الحين. وتؤكد كاترينا أنها تلقتها من قبل مجموعة من الأصدقاء في 3 آذار/مارس وقد تمكن فريق تحرير مراقبنا من التأكد من صدقية المقاطع وتحديد موقع التقاطها. وتظهر المقاطع المصورة جنودا في أحد الشوارع بالإضافة إلى سحابة دخان كبيرة والتي يبدو أنها كانت تتصاعد من وسط بلدة بوتشا.

À gauche : la vidéo envoyée par notre témoin. À droite : le même endroit sur Google Street View. Nous avons voulu nous assurer que les images montraient bien Boutcha partiellement détruite.

À gauche : la vidéo envoyée par notre témoin. À droite : le même endroit sur Google Street View. Nous avons voulu nous assurer que les images montraient bien Boutcha partiellement détruite. © DR / Google Street View

على اليسار، مقطع فيديو أرسلته لنا شاهدة عيان، ونفس المكان على موقع  “غوغل ستريت فيو”. وكنا نريد التأكد من أن الصور تظهر بالفعل مدينة بوتشا التي كانت مدمرة جزئيا. صورة موقع غوغل ستريت فيو.

وتروي كاترينا لمراقبون فرانس24 الأسباب التي دفعتها إلى مغادرة مدينتها:

أعرف كثيرا من العائلات في مدينة بوتشا يعيشون اليوم بدون كهرباء ولا تدفئة ولا غاز ولا شبكة هاتف، حيث تبدو كأنها مقطوعة عن العالم بأسره ولا يملكون أي مكان للذهاب إليه أو أي طرف يمدهم بالمساعدة، ولهذا السبب كنت أنا وأهلي مجبرين على مغادرة بوتشا بسبب يأسنا من الوضع، كان منزلنا بحاجة إلى الكهرباء ولم نكن نملك جهاز تدفئة أو أطباقا ساخنة أو مياه.”

في اتجاه الشمال، كان الجيش الروسي ينتظر وصول الدعم من المقاتلين الشيشانيين، وفي مقاطع فيديو دعائية نشرت يوم الإثنين 7 آذار/مارس، نرى هذه القوات والبسمة تعلو محياها مجهزة بأحدث المعدات التقنية أكثر حتى من الجيش الروسي. وبفضل لافتة مرورية ظاهرة في إحدى مقاطع الفيديو، تمكنا من تحديد إحداثيات تصور المشهد وبالتحدد في بلدة بابينتسي الصغيرة على بعد 40 كيلو مترا شمال غرب كييف.

قوات ومدفعية ثقيلة وصواريخ

بالإضافة إلى مناورات محاصرة العاصمة غرب وشمال غرب كييف، يلجأ الجيش الروسي إلى تنفيذ ضربات بالمدفعية الثقيلة وبالصواريخ. على بعد 50 كيلو مترا شمال المدينة (إحداثيات الموقع هنا)، تم تصوير عدد كبير من قاذفات الصواريخ الروسي بصدد إطلاق النار صوب كييف.


Tir de roquettes simultanés par deux engins de l’armée russe à l’est de Kiev (géolocalisation : 50.497939, 31.259253), dans une vidéo diffusée le 6 mars, vraisemblablement tournée la veille.

 إطلاق صواريخ بشكل متزامن من قبل آليتين للجيش الروسي شرق كييف (إحداثيات الموقع: 50.497939, 31.259253) في مقطع فيديو نشر يوم 6 آذار/ مارس ويبدو أنه صور في اليوم السابق.

يوم الأحد 6 آذار/مارس، تم تصوير صواريخ روسية قرب مطار فينيتسيا على بعد 180 كيلو مترا جنوب غرب كييف. وتؤكد صحيفة كييف إندبندنت الأوكرانية أن المطار قد دمر.

على مقاطع الفيديو المتوفرة، يمكن لنا أن نرى بوضوح أن الصواريخ المستخدمة هي من طراز “كاليبر” وهي روسية الصنع.

À gauche : l'un des missiles qui se dirige vers l'aéroport. À droite : un exemple de missile Kalibr russe.

À gauche : l’un des missiles qui se dirige vers l’aéroport. À droite : un exemple de missile Kalibr russe. © @Alex93419575, DR

على اليسار، أحد الصواريخ المتوجهة إلى المطار، على اليمين، نموذج من صاروخ كاليبر. صورة حساب @Alex93419575 على تويتر.

وإذا ما جد هذا الهجوم في مكان بعيد عن العاصمة الأوكرانية، فإنه يعد في الواقع جزءا لا يتجزأ من مناورة شاملة من قبل الجيش الورسي الذي يهدف إلى إضعاف القوات الأوكرانية في المناطق المحيطة بكييف. وفي اليوم الثالث العشر من الهجوم الروسي، مازالت كييف حرة.

//platform.twitter.com/widgets.js


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى