السنيورة والاشتراكي والقوات: حلف الضرورة
الأفرقاء الآخرون يلاقون السنيورة في منتصف الطريق. يتصرف كل طرف وكأنه يخوض الانتخابات منفرداً، فيراعي كل منهم الآخر بحذر، في انتظار مزيد من الاتصالات التي تسمح بالتقدم خطوات إلى الأمام. لكن الأكيد أن الاتصالات قطعت شوطاً بعيداً تحت مسلّمات أساسية يلتقي عليها الأطراف الثلاثة كونهم الأكثر تمثيلاً وعدداً، مع بعض التمايزات. فالحزب التقدمي الاشتراكي حدد خياره السياسي بمواجهة حزب الله سياسياً، لكن سقف المواجهة ليس مفتوحاً، بمعنى أنه سيكتفي بخوض تحالف انتخابي إطاره معروف في الشوف وعاليه وبعبدا، ولن يخوض جبهة في وجه الحزب، مكتفياً بإرسال رسائل مباشرة إليه. وبهذا المعنى، يصبح التواصل مع القوات، مثلاً، مفتوحاً، فيتوقف حيناً ويستأنف على قاعدة تقاسم الحصص والمقاعد، التي لا تزال متعثرة في عاليه مثلاً. لكنها، إجمالاً، قطعت شوطاً في تحديد خيارات وأسماء في شكل متقدم عن المرحلة السابقة. ورغم أن لجنبلاط هموماً سنية تتعلق بالإقليم، وبالتأثيرات الشيعية في مناطق نفوذه، إلا أن وضع الجبل «مسيحياً» يجعله ميالاً إلى التعامل انتخابياً بحرص وعناية، من دون أن يتخلى عن تعهداته التي لا يزال مصراً عليها، وأوقف التفاوض أكثر من مرة لإصراره عليها. علماً أنه حدد خصومه انتخابياً، خصوصاً في الجانب المسيحي.
وسط الطرفين، تتصرف القوات وكأنها أكثر الأطراف ظهوراً في المشهد الانتخابي، بين إعلان ترشيحات وتحديد أسماء، فضلاً عن تحديد عناوين المعركة الانتخابية على أكثر من جبهة. بين المشكلة المسيحية الدائمة وتنوع الخلافات، وبين الاشتراكي والجو المستجد سنياً بعد عزوف الحريري، يصبح الحوار الانتخابي في موازاة الحوار السياسي «السيادي» موزعاً. فمع الاشتراكي حوار يتشعب، ومع السنيورة تواصل لم يترجم بعد حواراً انتخابياً، في موازاة حوار مع قوى وشخصيات مسيحية لنسج تحالفات. لكن ثمة لحظة ينتظرها الجميع تشكل هي المناسبة كي يحول الأطراف المعارضون لحزب الله خطابهم السياسي أمراً واقعاً. إلا أن الانتخابات في النهاية عبارة عن ترشيح واقتراع وتحالفات، وعلى هذا الأساس ستحتسب نتيجة معركة 2022.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook