“أوقفوا المجزرة”… مواطن من أنفه يرفع الصوت لحماية كنز في بلدته
لا تفوّت دول العالم، فرص الاستفادة من أي موقع أثري أو تاريخي لتحويله الى موقع سياحي، يجذب أهل الداخل والخارج، ويجلب لها الأموال. لكن هذا ما لا نراه في لبنان، فرغم إمتلاك لبنان آلاف المعالم التي تعود الى عهود الفنيقيين والرومان والعثمانيين وغيرهم، الا أن الكثير منها يبقى من دون إهتمام، حتى أنها تتعرض للإعتداء.
فتحت عنوان “مفاجأة غير سارة” بشّر خبير الملح والملاحات في منطقة أنفه الشمالية، حافظ جريج، بحصول اعتداء على شاطئ البلدة الأثري، وتحديداً عند “راس الملاليح”.
“رأس الملاليح” هو عبارة عن مسطح صخري محفورة فيه العديد من الأجران والاقنية المنحوتة بالمطارق والازاميل اليدوية عبر العصور، هو يقع عند الحدود الجنوبية للبلدة، وطوله نحو نصف مليون متر مربع، ولا يوجد له مثيل حول العالم.
ولا بدّ من الإشارة هنا الى أن بلدة أنفه في شمال لبنان تعدّ منجم الذهب الأبيض أي الملح، حيث تضم مئات الملاحات التقليدية التي تعود لعصور قديمة.
“مجزرة بيئية تراثية سياحية”
قال جريج لـ”لبنان 24″ “اننا نتفاجأ كلّ فترة بتحويل المنطقة أكثر فأكثر الى صناعية، وهذا الأمر خطر جداً على الملاحات في أنفه التي يتجاوز عمرها آلاف السنين”.
وتابع أنه “في العام 1975 وُضعت خزانات للغاز المنزلي والصناعي على الشاطئ، ومع انتهاء الحرب، تحولت خزانات الغاز إلى خزانات للمازوت، أما الآن فهي خزانات للزفت”، مضيفاً أنه “لحماية هذه الخزانات، ثُبّتت الصخور الكبيرة على الشاطئ الاثري”، كاشفاً أنه “أتت عاصفة بحرية وبعثرت الصخور الكبيرة، فتدحرجت على الآثار”.
ولفت جريج الى أن القسم المتضرر في الموقع يشكل بين 40 الى 50 % من مساحة الملاحات التي هي ملك عام، واصفا ما حدث بـ”المجزرة البيئية التراثية السياحية”.
وقال أن رغم بروز توصيات خلال السنوات الماضية بتأمين الحماية للملاحات، لم يتم تحقيق ذلك ولا حتى أخذه بعين الاعتبار.
مطالب أساسية
وقدم خبير الملح وإبن منطقة أنفه 3 مطالب مهمة للحفاظ على الملاحات وهي:
-ادراج هذا الموقع بأسرع وقت ضمن المواقع التاريخية والأثرية. فالرومان سمحوا باستخدام الشاطئ لاستخراج الملح اللبناني منذ سنة 657 أي قبل نحو 500 سنة، وفق مراجع عدة، وهذا يدل حتماً على أن الملاحات أثرية، وفق جريج.
-إبطال القرارات التي اعطيت لاصحاب العقارات لوضع خزانات للغاز والنفط ومشتقاته قرب الشاطئ وكل القرارات التي تحاول تحويل المنطقة لصناعية.
-تكريس المكان للسياحة والاعمال السياحية.
هذه حتماً ليست المرة الاولى التي نسمع فيها عن اعتداء على مواقع تراثية مهمة في لبنان، ولن تكون المرة الأخيرة، طالما لا عمل جدّي وفعلي لحماية هذه المواقع.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook