آخر الأخبارأخبار دولية

أوكرانيون يرفضون مغادرة كييف رغم اقتراب أرتال عسكرية روسية من العاصمة

نشرت في: 03/03/2022 – 16:27

بالرغم من أن القوات الروسية تواصل تضييق الخناق بشكل تدريجي على العاصمة الأوكرانية كييف حيث قامت الثلاثاء بتدمير برج الإذاعة والتلفزيون وبقصف بعض المواقع المحيطة بالمدينة، إلا أن عددا من سكان العاصمة الأوكرانية رفضوا مغادرة مدينتهم بل قرروا البقاء فيها مهما كانت الظروف والثمن الأمني الذي قد يدفعونه. أنستازيا، إلينا وميشال… بعض من الذين خيروا البقاء رغم الحرب. شهادات

ازدادت نسبة التوتر في العاصمة الأوكرانية كييف وما جاورها مع اقتراب أرتال عسكرية روسية منها يوما بعد يوم. فيما عزز الجيش الأوكراني ولجان المقاومة الشعبية تواجدهم في شوارع المدينة وعلى مفترق الطرقات المؤدية إلى محيطها حيث قاموا بوضع متاريس وحواجز من الإسمنت الحديدية.

القوات الأوكرانية قامت بمحو أسماء بعض المدن على لافتات الطرق من أجل إرباك الجنود الروس. 1 مارس/آذار 2022 © طاهر هاني فرانس24

كما أقدموا كذلك على محو أسماء بعض المدن على لافتات الطرق بهدف إرباك القوات الروسية في حال دخلت المدينة فضلا عن تنصيب حواجز أمنية وعسكرية على الطريق السريعة المؤدية إلى جنوب البلاد. ويأتي هذا في وقت ازداد فيه عدد المغادرين للعاصمة كييف باتجاه المدن الحدودية.

فيما بقيت المحلات التجارية مقفلة عدا بعض الصيدليات وخلت الشوارع من المارة الذين ألفتهم. 

أحد شوارع في وسط العاصمة الأوكرانية الخالية. 1مارس/آذار 2022

أحد شوارع في وسط العاصمة الأوكرانية الخالية. 1مارس/آذار 2022 © طاهر هاني فرانس24

ورغم المخاوف من الهجوم الروسي المحتمل في أي لحظة، والدمار الهائل الذي يمكن أن يصاحبه، إلا أن بعض سكان كييف قرروا البقاء فيها وعدم مغادرتها. مثل الشابة أناستازيا التي خرجت صباحا لاقتناء بعض المواد الغذائية، وصرحت أنها لا تستطيع أن تترك والدتها المسنة وتغادر البلاد.

وقالت لفرانس24: “أعيش في ضغط نفسي شبه دائم بسبب التهديدات اليومية من قبل روسيا. طبعا أشعر بالخوف لكن أؤمن ببلدي وبجيشنا. سأبقى مع عائلتي هنا”.

وعن سؤال ماهي الرسالة التي تريدين إرسالها للعالم؟ أجابت أناستازيا: “كل شيء أصبح واضحا. أعتقد بأنه لا توجد رسالة خاصة. لقد قلنا كل شيء ولا جديد. أريد فقط ان أستمر في الحياة وأحافظ على حريتي. أريد أن نبقى هنا في بلادنا ولا نموت”.

هذا، وقامت بعض الدول بنقل سفاراتها إلى مدينة لفيف التي تقع على بعد 600 كيلومتر من الحدود البولندية غربا. فيما عاد الازدحام إلى محطة القطار بكييف من جديد بعد أن اختفى بسبب حظر التجول الذي فرضته السلطات الأوكرانية من مساء السبت ولغاية الإثنين صباحا.

المدخل الرئيسي لمحطة القطارات بالعاصمة الأوكرانية كييف. تزايد عدد سكان المدينة الذين يريدون مغادرتها إلى الدول المجاورة خوفا من الحرب. 1 مارس/آذار 2022

المدخل الرئيسي لمحطة القطارات بالعاصمة الأوكرانية كييف. تزايد عدد سكان المدينة الذين يريدون مغادرتها إلى الدول المجاورة خوفا من الحرب. 1 مارس/آذار 2022 © طاهر هاني فرانس24

أما ميشال غرانديلوز (85 عاما) فهو لم يفكر أبدا في مغادرة العاصمة كييف حيث يعيش منذ 21 عاما رفقة زوجته سويكو وهي من أصل ياباني. وعمل هذا الرجل الذي خرج إلى الشارع مرتديا لباسا رياضيا، دبلوماسيا فرنسيا سابقا خلال سنوات عديدة وعاش، كما قال، ثلاثة حروب خلال حياته المهنية.

وكانت أوكرانيا البلد الأخير الذي عمل فيه كدبلوماسي قبل أن يستقر فيها نهائيا. وقال لفرانس24:”الوضع صعب جدا في العاصمة كييف. انظروا لا يوجد أحد في شوارع العاصمة ولا يعلم أحد ما ينتظرنا”.

وتابع:” شخصيا لا أشعر بالخوف لأنني عشت في السابق ثلاثة حروب، من بينها الحرب التي وقعت في جمهورية الكونغو”. وأضاف: “كل الناس غادروا كييف أو على وشك مغادرتها. لكن أنا لست خائفا من طلقة رصاص مفقودة ومن هذه الحرب الضروس”.

ميشال غرانديلونس وزوجته يسكنان في كييف منذ 21 عاما. فهو لا يريد مغاردتها بسبب تعلقه بها وبسكان المدينة. 1 مارس/آذار 2022

ميشال غرانديلونس وزوجته يسكنان في كييف منذ 21 عاما. فهو لا يريد مغاردتها بسبب تعلقه بها وبسكان المدينة. 1 مارس/آذار 2022 © طاهر هاني فرانس24

أما زوجته، فأكدت بأنها “لا تعلم ما الذي يجب القيام به في مثل هذه الظروف”. مضيفة: ” لدينا علاقة قوية مع هذا البلد ومع شعبه. لقد تعلم كيف يبني مستقبله وحلمه رغم كل ما عانى منه في السابق”.

وعن سؤال هل تنوين المغادرة؟ أجابت: “لقد بقينا هنا لغاية الآن كوني أشتغل هنا ولي أصدقاء في هذه المدينة وزملاء عمل. لكن زوجي رجل مسن عمره 84 عاما ويعاني من مرض في رجليه. الحرب ستكون خطيرة جدا ولا أستطيع بمفردي أن أحمي زوجي. لذا سأكون ربما مضطرة أن أغادر ليس باتجاه فرنسا بل فقط إلى بولندا المجاورة لأعود في الساعات الأولى من نهاية الحرب”. 

وأنهت:” حتى إذا غادرنا هذا البلد جسديا ستبقى روحنا مزروعة فيه. لا يمكن أن ننسى شعبا مثل هذا الشعب الشجاع”.

من ناحيتها، قررت الشابة إلينا التي تعمل في فندق فخم بالعاصمة الأوكرانية عدم ترك هذه المدينة “العزيزة على قلبها” كما وصفتها. 

تقضي إلينا لياليها في الملجأ رفقة موظفين آخرين وصحافيين. كل صباح تعتني  ببشرتها وبجمالها لأنها كما تقول: “لديها الوقت الكافي لذلك”. تريد هذه الشابة التي لا يتجاوز عمرها 22 عاما أن تغادر العاصمة كييف، لكنها لا تستطيع لأنه يجب عليها أن تبقى مع والدتها التي ترفض مغادرة أوكرانيا رغم الحرب. وعن سؤال حول ما ينتابها من أحاسيس، قالت :” أنا في انتظار أن يحدث شيء. لقدد تعبت من هذا الوضع ومن هذا التوتر”.

الشابة إلينة تعمل في فندق فخم بكييف. رغم الحرب والخوف من القنابل، إلا انها تعتني كل صباح بوجهها وبشرتها داخل ملجأ الفندق. 1 مارس/آذار 2022

الشابة إلينة تعمل في فندق فخم بكييف. رغم الحرب والخوف من القنابل، إلا انها تعتني كل صباح بوجهها وبشرتها داخل ملجأ الفندق. 1 مارس/آذار 2022 © طاهر هاني فرانس24

التوتر سيد الموقف في كل أحياء العاصمة كييف حيث يقوم بعض من سكانها بتخزين المواد الغذائية والمستلزمات الأخرى تحسبا للحرب. فيما انتشرت نقاط التفتيش في جميع مناطق البلاد حيث أصبح من الصعب التنقل من مدينة لأخرى. وعلى سبيل المثال، سبع أو ثماني ساعات هو الوقت المطلوب لقطع مسافة لا يتعدى طولها 200 كيلومتر. طبول الحرب أوقفت حركة المرور والمواطنين.

سكان كييف يقومون بتخزين مواد غذائية ومستلزمات أخرى تحسبا للحرب. 1مارس/آذار 2022

سكان كييف يقومون بتخزين مواد غذائية ومستلزمات أخرى تحسبا للحرب. 1مارس/آذار 2022 © طاهر هاني فرانس24

طاهر هاني، موفد فرانس 24 إلى أوكرانيا


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى