هل يعود لبنان الى نقطة الصفر؟!
ولعلّ التسوية المُرتقبة في لبنان والتي تدعو الى قليل من التفاؤل على مستوى المرحلة المقبلة مرتبطة بإجراء الانتخابات النيابية والمفاوضات التي تؤسس الى الاتفاق مع صندوق النقد الدولي وإقرار الموازنة في المجلس النيابي والتوجه نحو تسويات اقليمية سريعة تساهم في زيادة حجم الكتلة النقدية في لبنان وترسيم الحدود البحرية ومن ثم التنقيب عن النفط!
لكنّ ثمة عائق أساسي بدأ يظهر خلال الايام الماضية، إذ إنه وبعكس كل التوقعات ومسار المفاوضات حول العديد من الملفات في المنطقة، يبدو أن حزب الله يتدخل بشكل حاد وصريح بملف ترسيم الحدود الامر الذي شكّل مفاجأة لا سيما بعدما انكفأ الى حد كبير عن الساحة الديبلوماسية المرتبطة بهذا الملف، الامر الذي أعلنه أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله مراراً وتكراراً في خطاباته الاخيرة!
تؤكد مصادر مطلعة أن طائرات الاستطلاع التي ارسلها الحزب فوق فلسطين المُحتلة أريد من خلالها ارسال رسالة واضحة للاسرائيليين، مفادها بأن الحزب يملك قدرات هائلة لمنع أي عملية استثمار في الموارد النفطية في السواحل الفلسطينية المحتلة، وهذا يعني بأن التسوية التي من “المسموح” أن توقّع مع لبنان يجب أن تكون مرضية بشكل كافٍ وبأنه لا يمكن للاميركيين تمرير أي مسودّة من دون أن يكون لبنان مستفيداً منها.
وترى المصادر أن تصريحات نواب الحزب التي تناولت ملف الترسيم في الايام الماضية بدت شديدة اللهجة تجاه اسرائيل، وهو أمر كان لافتاً جداً إذ أوحى بأن الحزب قد اتخذ قراراً بالدخول على هذا الملف بعدما استشعر جملة تنازلات تحصل داخل المؤسسات اللبنانية، او ربما لمس ضغوطاً اميركية تُمارس على بعض المسؤولين اللبنانيين ما يضطرهم الى عدم الصمود امامها، لذلك يبدو أن الحزب دخل على الخط بشكل جدي وعلني وسيتظهّر ذلك في الايام القليلة القادمة.
لكن السؤال الاساسي هنا، هل سيهدد هذا التدخل اتفاق الترسيم ويعرقل عملية استخراج النفط وإن كانت هذه العرقلة ستصيب العدو الاسرائيلي الذي لن يتمكن من التنقيب من نفطه في المناطق الحدودية ام ان الحزب يلجأ لرفع السقف للوصول الى تسوية سريعة وحصول لبنان على حصّته كاملة؟ وهل سيؤثر ذلك على الواقع العام ويعيد لبنان الى نقطة الصفر في التسويات الاقليمية الجارية.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook