هجوم رعد على ملف الترسيم: موقف للحزب أو اجتهاد شخصي؟
وفي هذا الاطار كتبت غادة حلاوي في”نداء الوطن”: مفاجئاً أتى كلام رعد الذي لم يجد من يقدّم تفسيراً له. فهل يعبّر عن موقف «حزب الله» وقد نطق رعد بلسان السيد نصرالله بعدما علم «حزب الله» بحقيقة ما حمله هوكشتاين فأعلن موقفه منه علانية؟ أم أنه وقع تحت تأثير آراء أناس أحاطوا به لهم وجهة نظر مختلفة عن وجهة الدولة ورئيسها؟ صمت «حزب الله» يرجح كفة الاجتهاد الشخصي بعيداً عن الموقف الرسمي خصوصاً أن كلام رعد وجّه السهام لرئيس الجمهورية المصرّ على إشراك الثنائي الشيعي بالموضوع. قد يكون فحوى حديث رعد يعكس الموقف المبدئي لـ»حزب الله» لكن اللهجة والهجوم والالتفاف على موقف الدولة كانت موضع استغراب حلفاء «حزب الله» ممن حاولوا الوقوف على حقيقة الكلام وأبعاده. والاستغراب هنا مردّه إلى أن لبنان لا يزال ينتظر جواباً على ما حمله الموفد الأميركي من صيغة للتفاوض أعدّها رئيس الجمهورية بالتشاور مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، حملها هوكشتاين التي رأى فيها أفكاراً بحاجة للتطور لجهة المساحات التي تعرضها والخروج من دائرة الخلاف حول الخطوط المقترحة.
المشاورات لا تزال في أولها، والملف سيعرض في ما بعد حكماً على مجلس الوزراء ثم مجلس النواب قبل اتخاذ أية خطوة مصيرية ولذا من المبكر استباق كل ذلك بإعلان موقف نهائي. فما الذي حصل كي يخرج رعد شاهراً هجومه؟ وهل هو توجه عام أو مجرد موقف عابر؟ ربما ستتوضح الصورة أكثر مع الإطلالة المرتقبة للسيد اليوم، فإما سيعرج على الملف ليحدد الموقف منه أو يدعه الى نهاياته ولكل منهما تفسيره.
في المقابل نقلت ” الديار” عن مصادر مطلعة على جو الحزب ان الموقف المتقدم لرعد بخصوص ملف الترسيم والذي يأتي بعد مرحلة طويلة من الصمت وتوكيل رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي به بقيادة المفاوضات، هو رد صارم على موقف الخارجية اللبنانية بخصوص الحرب في اوكرانيا باعتبار ان الحزب يدرك تماما ان البيان اللبناني صدر بايعاز اميركي، لافتة في تصريح لـ «الديار» الى ان «مفاوضات الترسيم بعد هذه التطورات باتت اقرب الى كونها معلقة لاننا لا يمكن ان نوكل المفاوضات على ثرواتنا بالنفط والغاز لمن يتنازل عن حقوقنا بمكالمة من السفيرة الاميركية وبطلب او ايعاز منها».
ونقلت ” اللواء” عن مصادر سياسية أن تظهير الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، وبين حزب الله، على موضوع ترسيم الحدود البحرية مرده الى تعثر الاتفاق النووي الايراني مع الولايات المتحدة الأميركية والغرب، بعدما كان مزمعا التوقيع عليه واندلاع الحرب باوكرانيا.
وكشفت المصادر ان حزب الله كان على اطلاع على مضمون المحادثات التي أجراها الوسيط الاميركي مع كبار المسؤولين، ولم يبد اعتراضا على توجه الدولة للسير قدما في المفاوضات الجارية، بل على عكس ذلك تماما، كان مشجعا على استمرار التفاوض حول هذا الموضوع حتى النهاية”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook