آخر الأخبارأخبار محلية

حرب أوكرانيا تتصدّر “الأجندات”.. كيف “يتأثّر” لبنان؟!

انتهى “قرع الطبول” وبدأت “الحرب” فعليًا. هكذا، يمكن اختصار المشهد في أوكرانيا خلال الساعات الماضية، بعد أسابيع طويلة وربما “مضنية” من الحشد العسكري والاستنفار الأمني، والاتهامات المتبادلة، والنفي الروسي لوجود أيّ “نيّة” بالغزو خلافًا لـ”الدعاية الغربية”، إلى أن دقّت “ساعة الحقيقة”، وأصبح الجيش الروسي “على أعتاب” العاصمة كييف.

 

سريعًا، تصدّرت الحرب في أوكرانيا “أجندة” الاهتمامات الدولية، ولا سيّما أنّها أكبر نزاع عسكري من نوعه، منذ الحرب العالمية الثانية، وسط مخاوف واسعة النطاق من أن “يتمدّد” أكثر، ويتحوّل إلى “حرب شاملة” تعيد “صناعة التاريخ” إن جاز التعبير، في مقابل تحذيرات أطلقتها المنظمات الدولية من حصيلة قد تكون “مخيفة” للضحايا والدمار والخراب، لكن أيضًا من “خطر اقتصادي كبير” يهدّد العالم بأسره، وفق تعبير مديرة صندوق النقد الدولي.

 

وفيما كانت “الآلة العسكرية” تتحكّم بالتطورات مع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مع تسجيل سقوط عشرات القتلى في اليوم الأول فقط، كانت دول الغرب تتسلّح بـ”العقوبات” في المواجهة، “عقوبات” قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنّها “الأكبر على الإطلاق”، لكنّها لم تُثنِ روسيا عن مواصلة ما بدأته، بعدما قابلتها بـ”عدم الاكتراث”، ربما لأنّها كانت “مستعدّة” لها مسبقًا، تمامًا كما قال البنك المركزي الروسي مثلاً في ردّه على تلك التي طالته.

 

للبنان “حصّة”؟!

 

خلطت الحرب الأوكرانية الأوراق دوليًا وعالميًا. قيل إنّ تأثيراتها ستطال كلّ شيء، وكلّ القطاعات، من دون استثناء. حتى مفاوضات الملف النووي الإيراني التي كانت على عتبة “النهاية”، وفق كلّ التقديرات، بعدما باتت أقرب من أيّ وقت مضى من “الاتفاق”، قد “تُفرمَل” بانتظار “بلورة” الصورة. لكن، ماذا عن لبنان؟ هل يتأثّر بالمشهد “الملتهب”؟

 

تقول النظرية الرائجة محليًا إنّ لبنان “ليس جزيرة معزولة”، وبالتالي فمن الطبيعي أن تكون له “حصّة” من تداعيات أيّ حدث إقليمي أو دولي يحدث، فكيف إذا كان يرقى لمستوى “حرب” ينقسم حول العالم برمّته. ولعلّ هذا يغذّي هذه “النظرية” أنّ لبنان “منقسم” على نفسه أساسًا، بين معسكرَين ينتمي كلّ منها إلى “محور” محدّد في “لعبة الأمم”، وأنّ اللبنانيّين بطبيعتهم “توّاقون” للتدخل، ولو من باب “التنظير”، في كلّ أزمات المحيط والإقليم.

 

وقد يكون “السجال الافتراضي” الذي شهدته “الكواليس السياسية” بعد بيان وزارة الخارجية اللبنانية الذي أدان “الاجتياح الروسي” لأوكرانيا ودعا القوات الروسية إلى “الانسحاب فورًا”، يختصر هذا “التخبّط”، رغم أنّ البيان بني أساسًا على “المبادئ الراسخة والناظمة للشرعية الدولية”، واستند إلى “التجربة المرّة” التي خبرها اللبنانيون على امتداد السنوات منذ الحرب الأهلية وما سبقها وما تلاها، إلا أنّ “الاصطفافات” كانت “غالبة”.

 

تداعيات “اقتصادية”

 

لكن، بعيدًا عن السجال الذي قد يبدو “سطحيًا” هنا، وعن نقاش ما إذا كان “الأجدى” للبنان أن “ينأى بنفسه” حرصًا على علاقته مع روسيا، أو أن “يتخذ موقفًا” تفاديًا لأيّ اهتزازات هو بغنى عنها، قد يكون على اللبنانيين التفكير بـ”تداعيات” الهجوم الروسي عليهم، ولا سيما مع “الاهتزاز” الذي أصاب أسواق النفط، الأمر الذي سينعكس على اقتصاد العالم برمّته.

 

وإذا كان لبنان يعيش أساسًا حالة من “الانهيار”، نتيجة الأزمة الاقتصادية والمالية المتفاقمة منذ سنتين، رغم محاولات الحكومة الحالية رسم طريق “الإنقاذ” من خلال المفاوضات المستمرّة مع صندوق النقد، فإنّ الخوف أن تفاقم الحرب الحاليّة المعاناة الأكثر، علمًا أنّ “أزمة” أخرى ظهرت في الأفق، باعتبار أنّ لبنان “يستورد” القمح من أوكرانيا، من دون أن تبرز “خطط بديلة” إلى دائرة الضوء بعد.

 

وإلى التداعيات “الاقتصادية”، يخشى البعض تبعات “سياسيّة”، خصوصًا أنّ الحرب التي خلطت الأوراق في أوكرانيا، ستدفع الغرب إلى “إدارة ظهرهم” عن لبنان، بعدما كان “الرهان” عليهم سواء في “تثبيت” موعد الانتخابات النيابية في أيار، أو في “إدارة” مرحلة “الإنقاذ” التالية لها، وثمّة من يجزم في هذا السياق، بأنّ الزيارة “المجدولة” لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع المقبل أصبحت “في خبر كان” بطبيعة الحال.

 

قد يعتقد كثيرون أنّ لبنان “لا ناقة له ولا جمل” في حرب أوكرانيا، ولعلّ هؤلاء “محقّون” في المبدأ العام، إذ ليس من الضروريّ أن “يتأثّر” هذا البلد الصغير بأيّ حروب وأزمات تحصل في العالم. لكنّ الخوف، كلّ الخوف، يبقى من التداعيات “العالمية” لحرب أوكرانيا، التي يخشى كثيرون أن تكون تبعاتها “أكبر” ممّا هو متوقَّع، خصوصًا أنّ الغرب لا يزال “يتفرّج”، إلى حدّ بعيد!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى