آخر الأخبارأخبار محلية

أمّ المعارك المارونيّة… هكذا تتحضر القوى المسيحيّة لانتخابات كسروان – جبيل

كانت دائرة كسروان – جبيل القلعة الحصينة لـ”التيّار الوطني الحرّ” في دورتي 2005 و2009 الانتخابيتين. إلا أنّ القانون النسبي أفقده 4 نواب في العام 2018، والتحالفات والخلافات مع الفرقاء السياسيين وبناء اللوائح، من شأنها أنّ تُؤثّر على تمثيل “التيّار” أكثر في هذه الدائرة وفي مجلس النواب. وتبقى دائرة جبل لبنان الاولى أمّ المعارك المارونيّة بين مختلف الاحزاب. فتتمثل فيها القوى بثمانية مقاعد. 7 منها للموارنة (5 في كسروان و2 في جبيل) وواحد للطائفة الشيعيّة.

 

وتجدر الاشارة إلى أنّ “الوطني الحرّ” فاز بأربعة مقاعد نيابيّة ونال 54544 صوتاً، وهو الرقم الاعلى لجميع اللوائح التي خاضت الانتخابات عام 2018. في المقابل، تلقّى تكتّله ضربة قوّية، بدأت بابتعاد النائب شامل روكز عنه، وخلافه الكبير مع رئيس “التيّار” النائب جبران باسيل. بالاضافة إلى انسحاب نعمة افرام من تكتل “لبنان القوي”، والاسباب التي تحول دون تحالف الاخير مع زياد بارود ومنصور البون، وخصوصاً بعد كلّ ما تبع أحداث 17 تشرين الاوّل 2019. وعليه، سيفقد “التيّار” 21199 صوتاً، من دون احتساب الاصوات التي نالها روكز، والتي هي بطبيعة الحال من مناصري “الوطني الحرّ”. إلا أنّ الاخير استحصل على دعم العسكريين المتقاعدين في هذه الدائرة، وعددهم لا بأس به. وبحسب مراقبين، فإنّ أصواتهم ستصبّ له، بعدما كان يقودهم في التحركات الاحتجاجيّة المطالبة بحقوقهم في ساحة الشهداء، وكونه رفيق السلاح في المؤسسة العسكريّة. ويبقى السؤال، مع من سيتحالف؟

 

وفي الاطار عينه، لم يحسم بعد الوزير السابق زياد بارود ترشحه للانتخابات النيابيّة، ومن الممكن أنّ يعزف عنها، تاركا المجال ليتمثّل الجيل الجديد الذي يسعى للتغيير بعد “ثورة 17 تشرين”. غير أنّ خوضه الانتخابات إلى جانب المجتمع المدني، سيزيد من فرص قوى التغيير من خرق لوائح الاحزاب والوجوه السياسيّة التقليديّة.

 

إلى ذلك، كان مفاجئاً تحالف البون مع باسيل عام 2018، وهو ما يراه مراقبون أنّه غير مرجّح بعدما كان حليفاً دائماً لمرشحي 14 آذار. وإنّ استمر مع “التيّار”، فهو يُخاطر برصيده الشعبيّ. ويرى المراقبون أنّ أفضل مكان للبون، هو على لائحة حليفه القديم فارس سعيد. ولكّن الاخير متحالف مع الكتائب، وإدخال الاوّل إلى اللائحة من شأنه أنّ ينافس افرام على المقعد المحسوم في كسروان.

 

توازياً، يسعى النائب فريد هيكل الخازن إلى المحافظة على مقعده النيابيّ. لكّن المشكلة التي تواجهه هي التحالفات لتأمين الحاصل. فقد خسر سعيد و”الكتائب”. وصحيحٌ أنّ الاخيرين لم يفوزا في الـ2018، غير أنّهما ساهما في فوز اللائحة بحاصل وكسرٍ، والربح بالمقعد الشيعي في جبيل، الذي يعمل “حزب الله” على الفوز به، وإبعاده عن خصومه المسيحيين، من “القوات” و”الكتائب”.

 

إذاً يصعب على “التيّار” إيجاد الحلفاء في دائرة جبل لبنان الاولى، باستثناء إمكانيّة تحالفه مع “حزب الله”. وسيخوض الانتخابات ضدّ لائحة “القوات اللبنانيّة” التي تضمّ النائبين شوقي الدكاش وزياد حواط. وللتذكير فإنّ الاثنين نالا 24456 صوتاً، ما يعادل حاصلين إنتخابيين، سيحتفظ بهما هذا التحالف بشكل محسومٍ.

 

كذلك، لائحة “الكتائب” وافرام والنائب السابق فارس سعيد ستُؤمّن 18556 صوتاً إذا اعتُمدت الارقام السابقة، ومن دون احتساب الاصوات الجديدة، واكتمال مشهد التحالفات. ومن شأن هذه الاصوات إعطاء حاصل مع كسرٍ، أي أقلّه مقعد نيابيّ. ويجب التطرّق إلى نقطة مهمّة، وهي أنّ لائحة الخازن نالت 18553 صوتاً، فازت على أساسها بنائبين، وهو هدفٌ ليس بعيد المنال للائحة “الكتائب – افرام”. إلا أنّ لعبة الكسر ممكن أنّ تفوز بها أي لائحة مقابلة.

 

ولا يجب التغاضي عن لائحة “التضامن الوطني” التي ترأسها الوزير السابق جان لوي قرداحي، وشكّلت مفاجأة من حيث نيلها الاصوات المسيحيّة. فقد حصلت على 12551 صوتاً، وكانت قريبة جدّاً من الفوز بحاصل انتخابيّ. وهذا الامر لا يستبعده مراقبون في الانتخابات المقبلة، بانتظار إعلان قرداحي قراره بالترشّح، ومع من سيتحالف.

 

وتترقب الاحزاب والقوى السياسيّة التقليديّة، الاصوات التي ستحصل عليها قوى التغيير، وما ستحصده من أصوات في دائرة كسروان – جبيل. وكيف سيكون مزاج الناخب المغترب. فإنّ صبّت للائحة المجتمع المدني في هذه الدائرة، ستساعد بوصول أوجه جديدة كفوءة إلى سدّة مجلس النواب. ولكّن، يرى مراقبون أنّ مهمّة المجتمع المدني صعبة في جبل لبنان الاولى، فلائحته نالت 2526 صوتاً في الـ2018، وهي بحاجة إلى أكثر من 10 آلاف صوتٍ جديدٍ، وهو الامر الذي سيكون طبيعيّاً بعد الاوضاع المعيشيّة والاقتصاديّة. غير أنّ الاصطفافات الحزبيّة والطائفيّة دائماً تكون الرابحة في المعارك الانتخابيّة. كذلك، يُشير مراقبون إلى أنّ دائرة كسروان – جبيل هي أمّ المعارك المسيحيّة، وتتوزع فيها الشخصيّات المارونيّة التقليديّة، بالاضافة إلى أكبر الاحزاب المسيحيّة المختلفة في ما بينها.

 

وحتّى اكتمال اللوائح، وما ستتضمنّه من تحالفات نهائيّة، المشهد المرسوم هو فوز لائحة “القوات” بمقعدين، والخازن بحاصل، و”التيّار الوطني الحرّ” بثلاثة، والكتائب – افرام – سعيد بحاصلين. على أنّ تتوزع المقاعد النيابيّة لماروني لكلٍّ من “القوات” و”التيّار” في جبيل. كذلك، ستُحافظ “القوات” على مقعدها الماروني في كسروان، مقابل إثنين لـ”الوطني الحرّ”، وواحد لكلٍّ من افرام والخازن. ويبقى حسم المقعد الشيعي بحسب الكسور التي ستنالها كلّ لائحة، مع أفضلية لـ”الكتائب – افرام – سعيد”. علماً أنّ الاصوات الشيعيّة غير مؤثّرة في انتخابات كسروان – جبيل.


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى