في موقف مماثل لمصر… السودان يندد بتشغيل إثيوبيا “أحادي الجانب” لسد النهضة
نشرت في: 22/02/2022 – 17:30
التحق السودان مساء الإثنين بمصر في التنديد بكل “الإجراءات أحادية الجانب” من قبل إثيوبيا بإطلاق إنتاج الكهرباء في سد النهضة. وترى القاهرة والخرطوم في المشروع تهديدا لهما نظرا إلى اعتمادهما الكبير على مياه النيل، فيما تعتبره أديس أبابا ضروريا لتأمين الكهرباء ولتنمية البلاد. ولم تتوصل محادثات أجريت برعاية الاتحاد الأفريقي لاتفاق ثلاثي حول ملء السد وتشغيله.
بعد يوم واحد من الموقف المصري الرافض لقرار أديس أبابا، أعلن السودان في وقت متأخر الإثنين تنديده بكل “الإجراءات أحادية الجانب” من قبل إثيوبيا بإطلاق إنتاج الكهرباء في سد النهضة، وكانت إثيوبيا قد بدأت رسميا الأحد إنتاج الكهرباء من سد النهضة الذي تبنيه على النيل الأزرق، في ما وصفه رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد بأنه “ولادة حقبة جديدة”.
واعتبر المتحدث الرسمي باسم الفريق السوداني المفاوض في هذا الملف عمر كامل أن الإجراءات التي اتخذتها إثيوبيا “أمر يتنافى مع روح التعاون ويشكل خرقا جوهريا للالتزامات القانونية الدولية لإثيوبيا، كما يخالف ما تم الاتفاق عليه بين الدول الثلاث في اٍعلان المبادئ”. وقال “يؤكد السودان موقفه الرافض لكل الإجراءات أحادية الجانب في كل ما يتعلق بملء وتشغيل السد”.
وفي 2011 أطلقت إثيوبيا المشروع الذي تقدر قيمته بنحو 4 مليارات دولار ويهدف إلى بناء أكبر سد لإنتاج الطاقة الكهرمائية في أفريقيا، إلا أنه يثير توترات إقليمية خصوصا مع مصر التي تعتمد على نهر النيل لتوفير حوالى 90 في المئة من حاجاتها من مياه الري والشرب.
كانت وزارة الخارجية المصرية نددت الأحد في بيان بالخطوة الإثيوبية معتبرة أن “إعلان إثيوبيا البدء بشكل أحادي في عملية تشغيل سد النهضة إمعان في خرق التزاماتها بمقتضى اتفاق إعلان المبادئ الموقع ما بين مصر والسودان وإثيوبيا في آذار/مارس 2015”.
ولم تتوصل محادثات أجريت برعاية الاتحاد الأفريقي لاتفاق ثلاثي حول ملء السد وتشغيله. وطالبت القاهرة والخرطوم بأن تتوقف أديس أبابا عن ملء خزان السد إلى حين التوصل إلى اتفاق.
كما دعت الأمم المتحدة الصيف الماضي الدول الثلاث إلى مواصلة محادثاتهم تحت إشراف الاتحاد الأفريقي. إلى جانب مسألة المياه، هناك نزاع حدودي بين السودان وإثيوبيا حول أراض خصبة في منطقة الفشقة الشاسعة في ولاية الغضارف السودانية (شرق).
تهديد وجودي
وتنظر القاهرة والخرطوم لهذا المشروع على أنه تهديد لهما نظرا إلى اعتمادهما الكبير على مياه النيل، فيما تعتبره أديس أبابا ضروريا لتأمين الكهرباء ولتنمية البلاد.
ويقع سد النهضة على النيل الأزرق في منطقة بني شنقول-قمز على بعد نحو 30 كلم من الحدود مع السودان. ويبلغ طوله 1,8 كلم وارتفاعه 145 مترا.
ويلتقي النيل الأزرق الذي ينبع من إثيوبيا النيل الأبيض في الخرطوم ليشكلا معا نهر النيل الذي يعبر السودان ومصر ويصب في البحر المتوسط. وبالنسبة إلى مصر، فإن السد يشكل تهديدا وجوديا.
من ناحيته يأمل السودان في أن يسهم المشروع في ضبط الفيضانات السنوية، لكن يخشى أن تلحق أضرار بسدوده في غياب اتفاق حول تشغيل سد النهضة.
فرانس24/ أ ف ب
مصدر الخبر
للمزيد Facebook