آخر الأخبارأخبار محلية

إسرائيل تهدد بـ”الهجوم بقوة”.. الحرب ضدّ لبنان “واردة”؟!

مجدّدًا، عادت لغة “التصعيد” إلى الجبهة الجنوبية، مع التهديدات الإسرائيلية المتصاعدة بـ”الهجوم بقوة” ضدّ “حزب الله” إذا تطلّب الأمر ذلك، مع تحميل الدولة اللبنانية مسؤولية أيّ مواجهة، وفق ما جاء على لسان وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، بعد أيام على نجاح “حزب الله” في تسجيل “خرق” في “الحرب الأمنية” من خلال المسيرة “حسّان“.

 

ففي تصريحات أطلقها خلال مؤتمر ميونيخ للأمن الدولي، تحدّث غانتس عن محاولات عدّة سُجّلت الأسبوع الماضي من جانب “حزب الله” لانتهاك ما وصفه بـ”سيادة إسرائيل”، منبّهًا إلى أنّ المسؤولين الكبار في الحزب “يعلمون جيّدًا وعن قرب أزيز محرّكات طائراتنا وقدراتها”، مضيفًا بلهجة تهديدية واضحة: “سننفّذ عملياتنا في كلّ مكان يستدعي تدخلنا وفي كلّ وقت“.

 

وإذا كان غانتس أعرب في السياق نفسه، عن “قلق إسرائيل” من تطور الطائرات المسيّرة والطائرات بدون طيّار، ولا سيما منها الإيرانية، فإنّ علامات استفهام بالجملة طُرِحت خلال الساعات الماضية، عن خلفيّات المواجهة المستجدّة ودلالاتها في التوقيت والأبعاد، وما إذا كان من الممكن أن تجرّ البلد إلى “حرب” قد لا يكون الظرف الحاليّ المتشابك مناسبًا لها.

 

حرب نفسية

 يضع العارفون التصريحات الإسرائيلية المستجدّة في إطار “الحرب النفسية” المستمرّة، والتي لم تتوقّف فصولاً بين “حزب الله” والعدو الإسرائيلي منذ إسدال الستار عن حرب تموز 2006، وهي تعود إلى الظهور بين الفينة والأخرى بأشكال جديدة، علمًا أنّ السنوات الأخيرة سجّلت أكثر من جولة “اشتباك” بين الجانبين، بقيت “محدودة” عمليًا، ولم ترتقِ لمستوى الحرب، التي يقول البعض إنّ ثمّة قرارًا دوليًا بوجوب تفاديها في الوقت الحاليّ.

 

من هنا، ثمّة من يضع التصريحات الإسرائيلية الأخيرة في سياق “تبعات” حادثة الطائرة المسيّرة “حسّان” التي شكّلت “ضربة في الصميم للجبروت الإسرائيلي”، وفق تعبير البعض، بعدما استطاعت التحليق فوق الأراضي المحتلّة، والعودة “سالمة” إلى لبنان، ولو أنّ الجانب الإسرائيليّ ردّ سريعًا بالتحليق على علو منخفض جدًا فوق العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية، مثيرًا “هلع” اللبنانيين الذين استعاد بعضهم مشهد الرابع من آب.

 

بهذا المعنى، تبدو “تهديدات” وزير الدفاع الإسرائيلي استكمالاً لردّ قواته على “الخرق” المسجَّل من جانب “حزب الله”، ليس إلا، وبالتالي لا “ترجمة” لها، ما يعني أنّ التصعيد سيبقى “محدودًا”، وربما “مضبوطًا” بقواعد الاشتباك المعمول بها منذ سنوات، رغم “الخروقات” التي تصيبها بين الفينة والأخرى، علمًا أنّ أيًا من الجانبين لا يرغب عمليًا في الوقت الحاليّ، وإن كان يكرّر دائمًا أنّه “جاهز لها” إذا ما “فُرِضت” عليه.

 

لماذا الآن؟

 يبقى السؤال، لماذا أثير “التوتر” من جديد الآن بالتحديد، وأيّ دلالات للتوقيت، في خضمّ الانشغال الدوليّ بالأزمة الأوكرانية التي تضع العالم بأسره على “شفا الحرب”، وفي ضوء الترقّب الإسرائيلي تحديدًا لنتائج مفاوضات فيينا حول الاتفاق النووي والتي يُقال إنّها باتت “أقرب من أيّ وقت مضى” إلى بلوغ الخاتمة التي قد تكون “سعيدة”، وفق ما يؤكد العديد من المشاركين في المحادثات، فضلاً عن المسؤولين الأميركيين والإيرانيين؟

 

استنادًا إلى ذلك، ثمّة من يتحدّث عن “رسائل” تسعى إسرائيل إلى إيصالها إلى من يعنيه الأمر في فيينا، عبر إظهار ما يشبه “التنصّل” سلفًا من أيّ اتفاق يمكن التوصّل إليه في فيينا على حساب “مصالحها”، ولذلك كان التركيز على إيران أكثر من غيرها في كلام غانتس، علمًا أنّ المسؤولين الإسرائيليّين رفضوا مرارًا وتكرارًا “مبدأ” الاتفاق مع إيران، وحاولوا ثني إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عن المضيّ فيه.

 

لكن، ثمّة أيضًا من يستبعد مثل هذا “الربط” بين المواجهة المستجدّة والتطورات الإقليمية والدولية، على حساسيّتها، إذ يضعها في سياق “حرب أمنية وتكنولوجية” متواصلة بين “حزب الله” وإسرائيل، علمًا أنّ حديثًا جديًا يدور حول كون عملية “حسّان” الأخيرة جاءت في إطار “الحرب الاستباقية”، في ضوء معلومات عن تحرك إسرائيلي وشيك، وقد مهّد لذلك الأمين العام السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير الذي كان واضحًا برسائله “الأمنية“.

 

صحيح أنّ هناك في الداخل من “ربط” التطورات الأخيرة بالانتخابات، باعتبار أنّ “حزب الله” يريد خوضها تحت عنوان “المقاومة”، بعيدًا عن شجون الداخل، ويكرّس ذلك بتكثيف العمليات “الرمزية”، إن جاز التعبير. لكنّ الصحيح أيضًا أنّ “الحرب المفتوحة” بين الجانبين لم تُقفَل بعد، وأنّها تبقى مرشحة للمزيد من “المفاجآت” في كلّ لحظة، ولو أنّ خيار “الحرب الميدانية” مُستبعَد حتى إشعار آخر، على الأقلّ في المدى المنظور!


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى