معركة “الشمال الثالثة”: إسقاط باسيل ام عودة المعارضة الحقيقية الى”الشمال المسيحي”؟
لا يزال التناحر سلساً في دائرة الشمال الثالثة التي تعتبر أم المعارك سياسياً حيث تتحدد الأحجام في السياسة المارونية أولاً ، والوطنية اللبنانية ثانياً ، يوم ١٦ آيار ٢٠٢٢ .
تكتسب هذه المعركة بُعداً مارونياً تاريخياً وسياسياً ورئاسياً في آنٍ واحد حيث تجمع على حلبتها ما بين البترون والكورة ، فبشري وزغرتا ، أربعة مسترئسين هم في آنٍ واحد رؤساء أحزاب وتيارات مارونية ، فمن جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر الى سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية وصولاً الى رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ختاماً برئيس حركة الإستقلال ميشال معوض ، هؤلاء الموارنة الأربعة يتنافسون على رئاسة الجمهورية ، إثنان منهم لديهم منافسة جانبية على قيادة الشارع الماروني وهما سمير جعجع وجبران باسيل ، أما فرنجية ومعوض فيتنافسان اليوم بالإضافة الى رئاسة الجمهورية على زعامة زغرتا الزاوية .
كل هذا في الشكل وفي عنوان المعركة سياسياً ، أما على أرض الواقع وفي الميدان الإنتخابي ، فإن المعركة المارونية تحصل على “أرضٍ ارثوذكسية” بحتة ، أي في قضاء الكورة حيث التنافس على ثلاثة مقاعد ارثوذكسية ربما تحسم القوات واحدا منها إذا كان تصويت الإغتراب مرتفعاً لصالحها وإستطاعت أن تصل مع حلفائها الى ثلاثة حواصل ونصف ، أي أربعة نواب . المقعد الماروني في الكورة سيكون حتماً للائحة تحالف جبهة المعارضة وبالتحديد حزب الكتائب اللبنانية وحركة الإستقلال والمرشح مجد حرب ، ومن المرجح أن يتنافس على هذا المقعد الثاني في الصوت التفضيلي كل من المرشحين أديب عبد المسيح وإدمون شماس، يبقى المقعد الثالث في الكورة وعليه معركة حقيقية بين القوميين أنفسهم ، أي ما بين النائب سليم سعادة والمرشح وليد العزار ، وهو قومي أيضاً ، وحسم هذا المقعد منوط بشكل التحالف القومي ، سواء مع التيار أو مع المردة او مَن سيفوز بالحاصل الثالث .
الدوائر المارونية تبدو حتى الساعة مقفلة ولا تغيير ملحوظا فيها إذ أن مقاعد زغرتا المارونية الثلاثة “محجوزة” لكل من طوني فرنجية وآخر يرشحه تيار المردة والثالث لرئيس حركة الإستقلال ميشال معوض الذي ضَمَن حاصله بالتحالف مع جبهة المعارضة والكتائب .
نائبا جبة بشري لم يتغير عليهما شيئاً سوى تاريخ الإنتخابات حيث تشير الإحصاءات إلى أن ماكينة القوات بإستطاعتها توزيع الأصوات بشكلٍ دقيق في هذا القضاء لضمان فوز ستريدا جعجع وجوزف إسحق .
في البترون المشهد يختلف في هذه الدورة ، فهذا القضاء الذي يُمثل بمقعدين مارونيين تبدلت “اللعبة والتكتيك” الإنتخابيين فيه هذه المرة إذ أن الأرقام شبه متساوية بين المرشحين الثلاثة الجديين أي جبران باسيل ، مجد حرب وغياث يزبك ، فكل منهم يمتلك حوالى تسعة آلاف صوت بعدما قامت الكتائب بدعم المرشح مجد حرب ، فأصوات حرب زائد أصوات الكتائب وجبهة المعارضة والمجموعات التغييرية تجعل الأخير منافسا جديا على أحد المقعدين . وببقى السؤال هنا هل المعركة في البترون هي معركة إسقاط جبران باسيل أو الحد من تمدد القوات اللبنانية وعودة المعارضة بقوة الى دائرة الشمال المسيحي ؟ كل الإحتمالات واردة كون الصوت السني في هذا القضاء ربما يكون إتجاهه معارض بعد الخلاف الكبير مع جبران باسيل وإتهام القوات بإستغلال غياب الحريري .
مصدر الخبر
للمزيد Facebook