آخر الأخبارأخبار محلية

همسات المستقبل: “الوطني الحر ولا القوات”!

لم يكد “التيار الوطني الحُرّ” يُعيد تنظيم خلافه مع “المستقبل” مستفيداً من الهوّة بين “التيار الازرق” والبيئة السّنية من جهة، والاحتكاك السياسي الذي لم تنطفىء شرارته مع “القوات اللبنانية” من جهة اخرى حتى عادت الخصومة لتنفجر بين الطرفين رغم انكفاء غالبية”المستقبل” عن الساحة السياسية التزاماً بقرار الرئيس سعد الحريري بتجميد نشاطه السياسي.

خلال الاسابيع الماضية زادت حدّة التوترات السياسية والشعبية بين “المستقبل” و”القوات” أو بمعنى أدق، رُفع عنها الستار وتظهّرت اشتباكاً علنياً، الامر الذي أنهى أمل “القوات اللبنانية” بالاستفادة من الجمهور السّني عموماً وجمهور “المستقبل” على وجه التحديد الذي يبدو أنه متّجه من دون أي إيحاءات حزبية للتصويت بما يلحق الضرر بـ”القوات” أينما استطاع.

وقد تمكّن “التيار الوطني الحر” من اللعب على وتر الخلافات متعاملاً مع الأزمة بذكاء، إذ إنه لم يندفع أو يبالغ في التعاطي مع “المستقبل” وقرارته، واكتفى بأن يكون متفرّجاً على انفجار العلاقة بين الطرفين من دون أن يسجّل موقفا صريحاً أو يصفّق لأي من اللاعبين، حتى بدأت بعض التحليلات توحي بأن “المستقبل” قد يذهب في “النكايات” بعيداً، وربّما يوعز الى مناصريه بالتصويت للوائح التي تواجه لائحة “القوات” في الدوائر الانتخابية وما أبرزها سوى لائحة “الوطني الحر” القادر حتماً على مجابهة “القوات”.

هذا النقاش الدائر همساً في بعض أروقة “المستقبل” بدا مفيداً “للوطني الحر”، إذ إنه يوحي للقاعدة الشعبية بأن التصويت “الف مرة للتيار وولا مرة للقوات”، وبمعنى آخر فإن مصلحة “المستقبل” تستوجب خسارة حزب “القوات” للانتخابات لا سيما بعد مواقفه الاخيرة التي وصفتها أوساط مقرّبة من الحريري بـ “المخيّبة”!

بشكل او بآخر سيستفيد “الوطني الحر” من همسات المستقبل، حتى أن ما جرى تداوله مؤخراً حول لقاء جمع أمين عام “تيار المستقبل” احمد الحريري بالنائب جبران باسيل، وبعيداً عن مدى صحته، دليل على أن الجوّ العام يبدو متهيئاً لفكرة هذا التنسيق.

لكنّ تجاوزات مدعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون في ملف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بدأت يشكّل قلقاً لدى “المستقبل” خصوصاً وأنه بانكفائه عن الساحة السياسية لن يقبل تحت أي ظرف او سبب توريث خصومه السياسيين المناصب التي كانت خاضعة لنفوذه ومن بينها موقع الحاكم، غير أن ذهاب عون نحو التصعيد في ادعائها على المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان أعاد اشعال فتيل التحدّي بين الطرفين خصوصاً وأن “المستقبل” ليس في وارد السكوت عن المسّ ببعض المناصب “السنية” لأن ذلك من شأنه أن يؤثر عليه سلباً على المستوى الشعبي لا سيما في لحظة حساسة يبتعد فيها عن المشهد السياسي، وبالتالي سيفسح المجال امام خصومه في الشارع السني لرفع رايات الدفاع عن “حقوق السنة” وتحصيل مكاسب شعبية على حسابه.

يبدو أن التصعيد الاعلامي والسياسي بين الطرفين بات يهدّد كل المكتسبات التي طمح “الوطني الحر” بالحصول عليها في الانتخابات، وإذا ما استمرت الامور في هذا الاطار، فإن البيئة السنية قد تصبح على جهوزية تامة لاستجماع كل قوّتها والعودة الى استنفار الخصومة من جديد.  


مصدر الخبر

للمزيد Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى