هل حزبُ الله محرج فعلا؟
وصلت البلاد الى مرحلة الانكشاف التام، فالأوضاع بشكل عام لاسيما المالية والاقتصادية منها لم تعد تحتمل المسايرة أو التماشي وسياسة غض النظر.
فالمواطن يعيش واحدة من أسوأ الفترات التي عرفها لبنان على مرّ السنوات، اذ وبنظرة سريعة الى الوراء لاسيما الى السنوات الأخيرة نجد ان الأزمات تراكمت بوتيرة سريعة جدا ما جعل نتائجها تحاصر اللبنانيين من كل حدب وصوب.
وبالحديث عن النتائج، لا بد من الاشارة الى ان ما وصلت اليه الأحوال كان من الممكن معالجته لو تم اتخاذ قرار النهوض بالبلاد ومنعها من الوصول الى “جهنم” من خلال اطفاء محركات حكومة الرئيس حسان دياب ومن خلال التلهي والتعطيل واللعب بالقوت وكأنما النمو الاقتصادي يحقق أرقاما ايجابية.
من هنا، قد يكون القعر الذي يعيش فيه اللبناني حاليا والذي تحاول الحكومة معالجة تداعياته عبر خطوات مختلفة يراها البعض موجعة أو قاسية، هو نتيجة طبيعية ليس للفساد وسوء الادارة والسياسات العامة على مدار 30 سنة وحسب بل لعدم الاكتراث وأسلوب ” النكايات” و”العناد” الذي بات نهجا واضحا عند أكثر من طرف سياسي لبناني.
اذا، وبناء على المعطيات المذكورة بات الواقع اللبناني مكشوفا ومعه انكشفت مختلف الأحزاب والتيارات التي أمسى هامش تحركها ضيقا جدا كما أضحى هامش حمايتها لبعضها البعض ضئيلا جدا، اذ أن كل طرف يسعى جاهدا بطريقة او بأخرى الى المحافظة على مكانته وحضوره وهذا حقّ طبيعي والى العمل على ايجاد مخارج للضائقة الاقتصادية فالجميع يدرك في قرارة نفسه ان المواطن لن يسكت طويلا.
ومن الواضح ايضا ان المساعدات الدولية والعربية او الاتفاقات التي أبرزها الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لن تأتي الا بعد اقدام اللبنانيين على أمرين اولهما الاصلاحات اللازمة والتي أصبحت واضحة ومعروفة من قبل الجميع والتي شكلت خطوة الحكومة في التعاطي مع ملف الكهرباء بداية جيدة لها.
اما الأمر الثاني والذي قد يبدو أكثر تعقيدا وصعوبة من الاصلاحات، فهو ملف حزب الله وارتباطاته الاقليمية والدولية وكيفية التعاطي معه.
وفي هذا الاطار، من الواجب القول ان لحزب الله حيّزا لبنانيا ووجودا أكيدا فهو وناسه لبنانيون منذ أكثر من 10 سنوات أقله ولعبة فحص الدماء التي تتبعها كل مجموعة عند محاولتها تحجيم الآخر باتت باهتة وغير مجدية.
لكن ومن دون شك تظهر الارتباطات الخارجية لمختلف الأفرقاء في لبنان مضرة ومفيدة في آن معا وذلك وفقا لكيفية استخدامها ولمدى خدمتها المصلحة العامة الداخلية قبل أي مصلحة أخرى.
لذلك وبعيدا عن محاولة “شيطنة” حزب الله” وتحميله الجزء الأكبر من المسؤولية لما آلت اليه أحوال الناس وأوضاعهم، قد يجد الحزب نفسه خلال هذه الفترة محرجا امام حلفائه قبل خصومه.
فوفق مصادر مطلعة ” يردد أكثر من حليف لحزب الله عبارة مفادها ( اذا الحزب بدو ينتحر ينتحر وحدو)، وهنا دلالة واضحة على الخطر الكبير الذي بات يلتمسه حلفاء الحزب من المسيحيين والسنة والدروز وحتى الشيعة.
فالجميع يدرك أن لبنان لا يمكن له أن يغرّد خارج السرب العربي ولا يمكن له ان يتنفس بعيدا عن عمقه وتاريخه الطبيعي ولا يمكن له ايضا الافتراق عن اشقائه العرب الذين قدم لهم الكثير كما قدموا هم له، علما ان العلاقة بين الاشقاء غالبا ما تمر بمشاكل وأزمات لتعود أفضل مما كانت بعد حين”.
ويضيف المصدر عينه معتبرا أن ” أي خروج من الأزمة الحالية لا بد له من ان ينطلق من البوابة العربية، لذلك يجد حلفاء حزب الله نفسهم أمام خيار التواصل الصريح معه او الافتراق عنه، ووفقا للمعلومات يبدو الافتراق صعبا لاسيما قبيل الانتخابات النيابية”.
وفي السياق يؤكد المصدر ان “الحرج لا ينتاب الحزب وحسب بل الحلفاء ايضا، اذ ان ملفات فساد متعددة ومختلفة قد يلوّح بها الحزب بحال تمت محاصرته ، فكلام النائب حسن فضل الله عن ملفات وملفات لم يأت من عبث انما عن سابق تصوّر وتصميم”.
وينهي المصدر كلامه مؤكدا ان ” الحرج بات متنقلا بين الحزب وحلفائه لكن اي خطوات ممكنة لم تتضح معالمها أقله حتى الساعة”.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook