السنغال وساديو مانيه آخر عقبة في طريق مصر ومحمد صلاح لإحراز اللقب الثامن
نشرت في: 06/02/2022 – 12:43
سيكون منتخب السنغال بقيادة نجمه ساديو مانيه آخر عقبة بكأس الأمم الأفريقية 2022 في طريق مصر ونجمها محمد صلاح لانتزاع اللقب القاري الثامن في تاريخ “الفراعنة”. ويتواجه ثنائي نادي ليفربول وفريقيهما الأحد عند الساعة الثامنة مساء (السابعة بتوقيت غرينتش) على ملعب “أوليمبي” بعاصمة الكاميرون ياوندي. وقال صلاح عشية المباراة “نحن جاهزون ومتحمسون”، وأضاف مجازيا إنه وزملاؤه سيخوضون “360 دقيقة إذا اقتضى الأمر ذلك”.
فاز قائد المنتخب المصري بعدة ألقاب مع نادي ليفربول أبرزها دوري أبطال أوروبا في 2019 والدوري الإنكليزي في 2020، وأحرز أيضا جوائز فردية منها أفضل هداف “البرميرليغ” وجائزة أفضل لاعب أفريقي. لكن ابن نجريج، البالغ من العمر 29 عاما، يأمل بتحقيق حلمه الأسمى وهو الفوز بكأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى ليقود بلاده إلى لقبها الثامن بالبطولة (بعد 1957، 1959، 1986، 1998، 2006، 2008 و2010).
وقال عشية المواجهة مع السنغال في نهائي النسخة الثالثة والثلاثين المقامة بالكاميرون والتي ستجري الأحد على ملعب “أوليمبي” في ياوندي “إنه شيء مميز للغاية أن تفوز بلقب مع منتخب بلادك. لقد فزت بلقب دوري أبطال أوروبا وكان الشعور رائعا. فزت بلقب الدوري الإنكليزي الممتاز مع فريقي بعدما غاب عنه 30 عاما (…)، وأريد أيضا أن أختبر هذا الشعور بالفوز بأول لقب لي مع بلادي”.
فلدى انطلاق النزال المرتقب أمام صديقه وزميله في ليفربول ساديو ماني عند الساعة الثامنة مساء (السابعة بتوقيت غرينتش)، استبعد صلاح ذريعة الإرهاق الذي قد نال من منتخب “الفراعنة” بعد أن لعبوا 120 دقيقة ثلاث مرات تواليا أمام ساحل العاج ثم المغرب فالكاميرون، للخوض في أي نقاشات جانبية تلهيه وفريقه عن التركيز لتخطي “أسود التيرانغا”.
“إذا شعرنا بالتعب فسوف نتذكر الشعب المصري ونفكر في إسعاده”
واستبعد أن يؤثر هذا العامل على المصريين الذين احتاجوا إلى ركلات الترجيح للفوز على “الأفيال” في ثمن النهائي و”الأسود غير المروضة” في دور الأربعة، فضلا عن خوض شوطين إضافيين للتغلب على المغرب في ربع النهائي. ورفض التذرع باستفادة السنغال من يوم راحة إضافي مقارنة بمصر لاستباق الخسارة أو الإخفاق.
وقال النجم الساطع للصحافيين: “إنه نهائي. لن يفكر أحد في الشعور بالتعب. إذا فكرنا في الشعور بالتعب فسوف نتذكر الشعب المصري ونفكر في إسعاده. نحن نتدرب جيدا، نتعافى جيدا، نأكل جيدا، ننام جيدا. جاهزون بدنيا ومتحمسون. إذا توجب علينا خوض 120 دقيقة، فسنقوم بذلك. وإذا كان علينا أن نذهب إلى 360 (مجازيا)، فسنقوم بذلك. مهما تطلب الأمر، فسنقوم به”.
ولم يتحدث عن غياب حارس المرمى الأساسي محمد الشناوي والمدافع القوي أحمد حجازي المصابين، ولا عن إقصاء المدرب كارلوس كيروش بعد تلقيه بطاقة حمراء أمام الكاميرون بسبب احتجاجه على قرارات الحكم الغامبي باكاري غاساما الذي واجه انتقادات شديدة من الصحافة المصرية… فالقضية بالنسبة إليه ورفاقه مسألة “حياة أو موت”، كما قال.
المستحيل ليس مصريا
ولأجل تحفيز زملائه والدفع بالجميع نحو تجديد عزيمة الفوز واستحداث تاريخ المنتخب في كأس الأمم الأفريقية، أشاد القائد بتضحية أعضاء الفريق وقدرته على تجاوز العاصفة التي بدأت تظهر ملامحها إثر الخسارة أمام نيجيريا (صفر-1) في مستهل البطولة. ولم تهدأ في الأيام التالية رغم فوزه على غينيا بيساو في مباراة غاب عنها الأداء ثم على السودان بنسف النهج الرديء.
نتيجة لذلك، رشح كثيرون منتخب مصر للخروج المبكر أمام ساحل العاج، لكن الموازين انقلبت فجأة لتتحرك ماكينة كارلوس كيروش وتتخلص من “الأفيال” التي أبهرت المتتبعين إثر فوزها الكبير على الجزائر في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، ثم من المغرب الذي وضعته التوقعات ضمن المنتخبات الجديرة بالتنافس على اللقب، وأخيرا الكاميرون التي اعتقدت بأن خوض المنافسة على أرضها يعطيها مناعة غير قابلة للنقاش.
وخبرة محمد صلاح تجعله يؤمن بقدرة “الفراعنة” على تكرار الإنجازات، فهو يدرك بأن خوض مباراة نهائية بأي منافسة كانت تعطي اللاعبين تحفيزا يفوق طاقتهم العادية وتنسيهم التعب أو العوامل الخارجية التي قد تحول دون تركيزهم على الهدف المسطر، مثل معاداة الجمهور المحلي أو سوء أرضية الملعب.
جيل صلاح بعد جيل أحمد حسن؟
وبالتالي، يستعد استعداد الأبطال والزعماء لمواجهة السنغال وعينه على مساعدة مصر لكسب لقبها الأول منذ 2010. وهو يريد أن تكون لجيله صفحة في تاريخ البلاد والقارة، علما أنه بدأ مسيرته مع الفريق الأول في 2011 أي بعد عام من آخر تتويج فرعوني بالبطولة، وكان ذلك في 2010 بأنغولا عندما أنهى جيل الكابتن أحمد حسن هيمنتهم الخرافية على أفريقيا إثر فوزهم بلقب ثالث تواليا وضع مصر في هرم القارة.
ويريد أيضا أن يكتب بنفسه ولنفسه (ولجميع المصريين في الوقت ذاته) صفحة تليق بمرتبته العالمية البارزة، تطوي صفحة 2017 عندما خسرت مصر في النهائي أمام الكاميرون بالغابون 1-2. ولا تلهيه مواجهة صديقه ساديو مانيه عن رغبة الفوز رغم أن المبارزة بين قطبي نادي ليفربول استحوذت على الاهتمام الأكبر في المباراة. واعتبر أنه “من الرائع أن نلعب ضد السنغال كفريق وأيضا ضد ساديو”، مضيفا: “سنكون خصمين وبعد المباراة سنعود لنكون زميلين مجددا”.
كوليبالي يريد “كتابة تاريخ كرة القدم السنغالية”
بدورها، تعود السنغال للدور النهائي للمرة الثانية تواليا، آخرها في النسخة الماضية بمصر عام 2019 عندما خسرت أمام الجزائر صفر-1. وشدد قائدها، مدافع نابولي الإيطالي خاليدو كوليبالي والذي غاب عن النهائي السابق، على أنه يسعى لـ “كتابة تاريخ كرة القدم السنغالية”.
وتابع قائلا إن “أهم شيء هو تقديم الكأس للسنغال وللشعب السنغالي”، مضيفا “ستكون أهم مباراة في مسيرتي وسألعبها بكل الإصرار والحماس اللازمين للفوز بالبطولة”.
فهل تكون العاصمة الكاميرونية ياوندي شاهدة على لقب ثامن للمنتخب المصري أم أنها ستصفق لحصول السنغال على باكورة ألقابها؟
موفد فرانس24 إلى الكاميرون علاوة مزياني
مصدر الخبر
للمزيد Facebook