رسائل “غير ديبلوماسيّة” لديبلوماسيّة الفاتيكان
الشقّ الثاني من الزيارة كنسي اجتماعي، والبابا يعوّل عليه بقوة، لأنه استكمال الدعوة البابوية إلى الكنيسة المارونية والكنائس الغربية في لبنان لمعرفة ماذا تحقق من وعود أطلقتها الكنائس في شأن التربية والصحة. في هذين الموضوعين، لا يجب التقليل من أهمية الكلام الفاتيكاني في بيروت، لأنه يستكمل رؤية البابا التي أعلنها أمام وفود لبنانية أخيراً «حول بساطة الكنيسة وعدم جواز ثرائها مقابل تقهقر أوضاع مؤمنيها». في هاتين النقطتين الكلام واضح وصريح، وبعض من في لبنان ومن زوار الكرسي الرسولي لم يكونوا مرتاحين للكلام البابوي. غالاغر أراد استكمال جمع المعطيات عما تفعله المؤسسات الكنسية التربوية والصحية. فالكنيسة مسؤولة مباشرة وغير مباشرة عن جزء أساسي من المدارس والمستشفيات. والوعود التي أعطيت في الصيف الماضي لا يبدو أنها تحققت في شكل مُرضٍ، بدليل ما يصل إلى الفاتيكان وممثليه في بيروت عن أوضاع اللبنانيين عموماً، ورعايا الكنائس، من فقر مدقع ومن تعذّر الطبابة في مستشفيات «مسيحية» الطابع وتقهقر أوضاعها. وربما يكون بعض مسؤولي الكنيسة غير مرحّبين بكلامه ورسائله، تماماً كما بعض المسؤولين السياسيين، لأن الديبلوماسي الذي أراد أن يقف على حقيقة الخطوات التي تحقّقت، يعرف أن جزءاً من الحلول الاجتماعية في يد المسؤولين الكنسيين ومؤسساتهم، وهي تتحقّق بفعل مبادرات فاعلة، وإذا كان حل الأزمة اللبنانية ككلّ مرهوناً بحوارات إقليمية ودولية، فعلى مَن في الكنيسة تحمل مسؤوليتهم. وهذا تنبيه لا يحبه الكثير من الأساقفة والكهنة.
مصدر الخبر
للمزيد Facebook